جوبا تسعى لاقتناء صواريخ مضادة للطائرات

قال جيش جنوب السودان الأربعاء إنه سيحصل قريبا على صواريخ مضادة للطائرات للدفاع عن أراضي البلاد ضد هجمات جوية تقول جوبا إن طائرات السودان تشنها بشكل متكرر، معربة في الوقت نفسه عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم بشأن القضايا العالقة. وفي الأثناء انتهت الأربعاء المهلة التي حددها مجلس الأمن للطرفين لاستئناف المفاوضات بشأن هذه القضايا.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لرويترز إن جيش جوبا يعتزم الحصول على صواريخ مضادة للطائرات، في إطار خطة الدولة لتحديث وتسليح قواتها المسلحة التي قاتلت من قبل الخرطوم لسنوات في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان. 

وأوضح أن الصواريخ "ستعزز دفاعاتنا. كل النقاط الإستراتيجية بحاجة لحماية، بما في ذلك مناطق إنتاج النفط والمطارات". ولم يقل من أين سيسعى جنوب السودان لشراء الصواريخ المضادة للطائرات ولا نوعها، مضيفا أن "هذا يعتمد على السوق والإرادة السياسية للبيع لنا". 

ولم يحدد جدولا زمنيا يحصل فيه جيش جنوب السودان على قدرات مضادة للطائرات، لكن صحيفة "سودان تريبيون" نقلت عن قائد جيش جنوب السودان جيمس هوث ماي قوله إن قواته ستكون لديها صواريخ مضادة للطائرات "خلال بضعة أشهر". 

 أقوير لم يوضح أين سيتجه جنوب السودان لشراء الصواريخ (الجزيرة-أرشيف)
 أقوير لم يوضح أين سيتجه جنوب السودان لشراء الصواريخ (الجزيرة-أرشيف)

وقال أقوير إن الحصول على قدرات مضادة للطائرات سيساعد جنوب السودان على تعزيز استقلاله، مضيفا "قبل الاستقلال لم يكن من السهل الحصول على مثل هذه الأسلحة، لكن الآن أعتقد أننا سنفعل".

وتابع "هذا سيعزز ثقة مواطني جنوب السودان في أن مجالهم الجوي لن ينتهك مرة أخرى، وهذا سيكون له أثر نفسي وبدني".

ومنذ استقلال جنوب السودان عن السودان في يوليو/تموز من العام الماضي تتهم حكومة جوبا جارتها الشمالية بالقيام بغارات جوية مستمرة على أراضي الجنوب، وهو ما تنفيه الخرطوم دوما. 

المهلة والمفاوضات
وفي هذه الأثناء، انتهت الأربعاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان لاستئناف المفاوضات حول القضايا الخلافية العالقة بينهما، في وقت أعربت فيه جوبا عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم، ولكنها رجحت أن السلطات السودانية لم تقرر القيام بالشيء نفسه.

وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم لوكالة الصحافة الفرنسية "طبقا للمهلة التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي، يجب أن تستأنف الأطراف المفاوضات قبل 16 مايو/أيار الجاري، ولم نتلق أي مبادرة بهذا الخصوص".

أموم (وسط) أكد استعداد جوبا لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم (الجزيرة نت-أرشيف)
أموم (وسط) أكد استعداد جوبا لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم (الجزيرة نت-أرشيف)

وأضاف "بعثنا برسالة إلى (وسيط الاتحاد الأفريقي) الرئيس ثابو مبيكي لإبلاغه بأننا مستعدون لاستئناف المحادثات، ونحن ننتظر".

وتنتظر الخرطوم وصول مبيكي إليها الخميس لمعرفة المزيد من التفاصيل.

وأخذ أموم على الاتحاد الأفريقي عدم احترامه للمهلة التي حددتها الأمم المتحدة، وقال "أعتقد أن ذلك ناجم عن كون الحكومة السودانية لا ترغب في استئناف المفاوضات، وهو انتهاك لقرار مجلس الأمن وخريطة الطريق" التي تبناها الاتحاد الأفريقي يوم 24 أبريل/نيسان الماضي.

وذكر أن جوبا التزمت بتطبيق خارطة الطريق هذه وقرار الأمم المتحدة رقم 2046، وأنها اتخذت "الإجراءات المطلوبة"، خصوصا انسحاب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها، خلافا للخرطوم.

وأوضح أموم أن "حكومة السودان تواصل انتهاك القرار، لم تسحب قواتها من أبيي ولم تعلن وقف العمليات العدائية، وهي لم توقف قصفها وهجماتها على طول الحدود"، داعيا الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على الخرطوم.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أكدت الأحد الماضي أن قوات الخرطوم لن تنسحب من منطقة أبيي إلا بعد أن يتم إنشاء جهاز إداري مشترك، وحصول انسحاب متزامن لقوات الجانبين بمراقبة من القوات الأممية الموجودة في المنطقة.

وكان السودان قد أعلن مراراً وجدد الثلاثاء -على لسان رئيسه عمر حسن البشير- أن أي تفاوض يجري لحسم خلافات البلدين ينبغي أن يبدأ بالملف الأمني وإغلاقه نهائيا. 

رايس قالت إن مجلس الأمن لن يصوت على عقوبات ضد الخرطوم وجوبا (الفرنسية-أرشيف)
رايس قالت إن مجلس الأمن لن يصوت على عقوبات ضد الخرطوم وجوبا (الفرنسية-أرشيف)

لا عقوبات
وفي نيويورك أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن المجلس لن يصوت على عقوبات بحق الخرطوم وجوبا، وذلك بهدف حثهما على العودة إلى التفاوض.

وأقرت السفيرة بأن التقرير الذي عرضه خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن صباح الأربعاء المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان هايلي مينكاريوس أشار إلى تراجع مستوى العنف. وقالت إن "النبأ السار هو أن مستوى العنف تراجع بشكل كبير خاصة منذ عشرة أيام".

كما أشارت إلى انسحاب قوات شرطة جنوب السودان من منطقة أبيي المتنازع عليها، مؤكدة أن الانسحاب "تم التثبت منه، وقد أنجز" تطبيقا لقرار مجلس الأمن في الثاني من الشهر الجاري. وأضافت أن الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن "متفقة على المطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات السودانية" من أبيي.

وحول المهلة التي انقضت الأربعاء للجانبين لاستئناف التفاوض، اعتبرت رايس "أن ذلك غير مفاجئ، لكن الهدف يبقى أن يفعلا ذلك بأسرع ما يمكن وبلا تأخير إضافي".

وأضافت أن "الهدف من القرار لم يكن المعاقبة، الهدف هو أن يتوقف الجانبان عن القتال ويعودا إلى طاولة المفاوضات"، مؤكدة أن المجتمع الدولي سيجهد من أجل "ممارسة أشد الضغوط" في هذا الاتجاه.

المصدر : الجزيرة + وكالات