ثلاثمائة جريح في ذكرى النكبة

ارتفع إلى أكثر من ثلاثمائة عدد الإصابات في صفوف الفلسطينيين لدى تفريق جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرات خرجت في الضفة الغربية إحياء للذكرى الـ64 للنكبة، وهي المسيرات التي عمت كذلك قطاع غزة استجابة لدعوة اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة ومختلف القوى الفلسطينية.

 

وبحسب مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني، تركزت الإصابات في محافظتي رام الله والخليل، حيث عولج أغلب المصابين ميدانيا، بينما نقل عدد منهم إلى المستشفيات الفلسطينية القريبة، وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب.
 
وقالت المصادر إن نحو 250 أصيبوا في مواجهات قرب معتقل عوفر غرب رام الله ،وأصيب نحو ثمانين عند حاجز قلنديا بين القدس ورام الله، كما أصيب نحو عشرة في منطقة الخليل.
 
وكانت المؤسسات الرسمية الفلسطينية قد أغلقت أبوابها عند الساعة الـ11 ظهرا، تمهيدا لانطلاق مسيرات جماهيرية في كافة المحافظات، أكد متحدثون خلالها استمرار مظاهر النكبة من هدم وقتل وتشريد.
 
معظم المواجهات وقعت في رام الله والخليل (الأوروبية)
معظم المواجهات وقعت في رام الله والخليل (الأوروبية)

ووقف الفلسطينيون 64 ثانية لدى إطلاق صافرة الإنذار إيذانا بانطلاق فعاليات ذكرى النكبة. وتتزامن فعاليات هذا العام مع تحقيق الأسرى الفلسطينيين مطالبهم بعد 28 يوما من الإضراب عن الطعام، الأمر الذي أعطى الفعاليات طابعا خاصا تغلب عليه مظاهر الوحدة استجابة لنداء لجنة إحياء ذكرى النكبة التي دعت إلى الاكتفاء برفع العلم الفلسطيني والرايات السوداء.

استمرار التهويد
وقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد العليم دعنا في كلمته عن القوى الوطنية والإسلامية في مسيرة الخليل، إن جهود إحلال اليهود من أنحاء العالم مكان السكان الأصليين وهم أهل فلسطين، تتواصل بنفس الظروف التي مرت بها النكبة الأولى عام 1948.

وأضاف أن "مظاهر تلك الجريمة تتكرر كل يوم من خلال التنكيل وتدمير المنازل والاستيلاء على الأراضي وإحلال الغزاة من اليهود والمستوطنين فيها، غير آبهين بحقوق أصحاب الأرض الحقيقيين". 

وأشار إلى أن تجربة الأسرى وتحقيق مطالبهم تؤكد أن النصر مسألة وقت، ولا شيء يقف أمام إرادة الإنسان، مشيدا بتضامن الملايين حول العالم مع الأسرى المضربين عبر استخدام الشعار الموحد للتضامن مع الأسرى في صفحات فيسبوك.

وناشد القيادي الفلسطيني حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)  وضع حد للانقسام، مؤكدا أن الشعب يريد إنهاء الانقسام "حتى نوحد إرادتنا وننتصر على العدو الغاشم".

هدم متواصل
وفي مدينة رام الله شارك آلاف الفلسطينيين في المهرجان المركزي لإحياء ذكرى النكبة، وذلك بحضور الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، ورئيس الوزراء سلام فياض الذي أكد على حق العودة "من الحقوق المقدسة التي لا يمكن التنازل عنها"، مشددا على "ضرورة الانسحاب الكامل من كافة الأرض الفلسطينية".

تأكيد على حق العودة (الجزيرة نت)
تأكيد على حق العودة (الجزيرة نت)

وفي مدينة جنين بالضفة الغربية شارك الآلاف في مسيرة جماهيرية أكدت على حق العودة، في حين أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في كلمة منظمة التحرير إصرار الشعب الفلسطيني على نيل كافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير.

وشارك آلاف الفلسطينيين بمحافظة نابلس في فعاليات إحياء ذكرى النكبة، داعين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إلى مواصلة دورها تجاه الشعب الفلسطيني وعدم تقليص خدماتها، ومعبرين عن رفضهم لمحاولات الاقتلاع والتشريد المستمرة كل يوم.

في سياق متصل، أفاد مركز أبحاث الأراضي في بيان له بمناسبة ذكرى النكبة، أن نحو 60% من مساحة الضفة الغربية في حكم المسيطر عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، مشيرا إلى هدم 72 مسكنا فلسطينيا وأوامر هدم لنحو 147 مسكنا آخر خلال العام الجاري فقط.

مظاهرات بغزة
وفي قطاع غزة تظاهر آلاف الفلسطينيين اليوم الثلاثاء إحياء لذكرى النكبة وسط الدعوة لعدم العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة.

وانطلقت المظاهرة -التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة وهي تضم كافة الفصائل- من وسط مدينة غزة باتجاه مقر المجلس التشريعي، قبل الوصول إلى مقر الأمم المتحدة غرب المدينة حيث جرى تسليم رسالة موجهة إلى الأمين العام الأممي بان كي مون.

وفي كلمته أمام المقر الأممي شدد رئيس اللجنة الوطنية زكريا الآغا على أن الشعب الفلسطيني "لن يقبل أي بديل عن العودة".

متظاهرون يرفعون العلم الفلسطينيفي تجسيد للوحدة الوطنية (الجزيرة نت)
متظاهرون يرفعون العلم الفلسطينيفي تجسيد للوحدة الوطنية (الجزيرة نت)

ودعا الآغا -وهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح- القيادة الفلسطينية إلى "استمرار التمسك بوقف كل أشكال المفاوضات ورفض استئنافها والإصرار على وقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام".

وطالب المجتمعَ الدولي -وفي مقدمته بريطانيا- "برفع الظلم التاريخي، والضغط على حكومة إسرائيل للانسحاب من الأرض الفلسطينية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية خاصة القرار رقم 194".

من جهته أكد النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي مشير المصري في كلمته ممثلا عن القوى الوطنية والإسلامية، أن "حق العودة مقدس ولا يجوز التفريط فيه".

وشارك في المظاهرة مئات النساء والأطفال الذين رفعوا أعلاما فلسطينية ورايات الفصائل المختلفة، كما رفع بعض المشاركين مفاتيح ترمز إلى "العودة" إلى بلداتهم التي هجروا منها عام 1948.

المصدر : الجزيرة + وكالات