واشنطن تعوّل على خطة أنان بسوريا

Susan Rice, US Ambassador to the United Nations, speaks to the media outside Security Council chambers April 2, 2012 after a closed-door meeting on Syria at UN headquarters in New York. AFP
undefined

أكدت الإدارة الأميركية أنه من السابق لأوانه إعلان فشل جهود المبعوث الأممي والعربي لسوريا كوفي أنان، وذلك رغم التفجيرين الكبيرين اللذين هزا أمس العاصمة دمشق وأوقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى، واللذين قوبلا بتنديد دولي واسع. وحمّل النظام السوري أطرافا "إرهابية" مسؤولية وقوعهما، بينما اتهمت المعارضة النظام بتدبيرهما.

فمن جانبها رأت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس أن الوقت لم يحن بعد للقول إن بعثة الأمم المتحدة ومبادرة أنان قد فشلتا، وذلك "على الرغم من شكّنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها بتنفيذ التزاماتها، فإن ما يحاول أنان عمله منطقي لحد كبير ونحن ندعمه".

ورأت رايس أنه إذا جرى تنفيذ خطة أنان بالكامل فإنها قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال لحكومة دون بشار الأسد، وأضافت أنه "ربما تكون هي الفرصة الأخيرة لمحاولة حل الأزمة عبر الطرق السلمية".

ووصفت فكرة تسليح المعارضين بأنها "غير حكيمة"، مشيرة إلى أن بلادها تكتفي حاليا بدعم المعارضة السورية سياسيا وماديا، "لكنه دعم مادي غير مميت، معدات الاتصال والإمدادات الطبية وما شابه ذلك"، واعتبرت أن تفجيري الأمس مثال كبير على أن الوضع أصبح عسكريا بالفعل وعنيفا بما يكفي، "ولا نعتقد أنه أمر حكيم أن نساهم بضخ المزيد من الأسلحة والمعدات فيه".

وقالت رايس إن واشنطن لا تعرف المسؤول عن تفجيري الأمس، لكنها أكدت أن الحكومة السورية مسؤولة بنهاية المطاف عن تصاعد العنف خلال العام الماضي، وقالت "رأينا بعض الأدلة على تصاعد نشاط المتعصبين، وربما يكون ما حدث اليوم أحد هذه المظاهر".

وردا على سؤال عما قد تفعله واشنطن لتعزيز السلام بسوريا، قالت إن الإدارة الأميركية تعمل مع حلفاء لها لتشديد العقوبات خارج الأمم المتحدة وزيادة الضغط على الأسد.

غليون: النظام غير تقنياته في مواجهة مطالب الشعب
غليون: النظام غير تقنياته في مواجهة مطالب الشعب

المعارضة تتهم
من جانبه اتهم زعيم المعارضة السورية بالخارج برهان غليون النظام السوري بتدبير التفجيرين، في محاولة لإفشال خطة أنان للتهدئة بسوريا.

وقال غليون في تصريحات صحفية إن النظام السوري غير من تقنياته في مواجهة مطالب الشعب بالإصلاح، وأنه أصبح يلجأ لأساليب إرهابية بعد أن سحب الكثير من قواته من المدن السورية.

وتدعو خطة أنان إلى نشر ثلاثمائة مراقب أعزل لمتابعة الهدنة التي بدأت بتاريخ 12 من الشهر الماضي.

وبدورها اعتبرت وزارة الخارجية السورية تفجيرا الأمس دليلا على أن سوريا تواجه "إرهابا مدعوما من الخارج".

إدانة واسعة
وقد قوبل تفجيرا أمس اللذين يعتبران الأعنف منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل نحو 14 شهرا؛ بإدانة دولية واسعة، أبرزها الاستنكار الشديد اللهجة الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي الذي دعا كافة الأطراف لوقف جميع أشكال العنف المسلح، والالتزام بخطة أنان.

كما طالب الأمين العام لـالأمم المتحدة بان كي مون كافة الأطراف بالالتزام بتعهداتها بوقف العنف المسلح بكافة أشكاله وحماية المدنيين.

‪(الفرنسية)‬ لافروف تحدث عن إرهابيين سوريين مدعومين من الخارج
‪(الفرنسية)‬ لافروف تحدث عن إرهابيين سوريين مدعومين من الخارج

وأكد البيت الأبيض أنه لا يمكن تبرير هذين التفجيرين اللذين أسفرا عن مقتل 55 وإصابة 372، وشدد على أهمية التوصل لحل سياسي قبل فوات الأوان، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "لا نعتقد أن هذا النوع من الهجمات يعبر عن المعارضة السورية".

في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التفجيرين ربما كانا من تنفيذ "إرهابيين" محليين بمساعدة قوى خارجية، وتعهد إلى جانب نظيره الصيني يانغ جي تشي في ختام مباحثاتهما ببكين ببذل جهود مشتركة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

ودعا وزيرا خارجية ألمانيا وكندا لاحترام خطة أنان، بينما أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان باتصال مع الأسد أن استمرار التفجيرات بسوريا ليس السبيل الأمثل لبلوغ الديمقراطية بالبلاد، وإنما هو الجلوس لطاولة الحوار.

وقال حزب الله في لبنان "هذه الجرائم الإرهابية تعبر عن إفلاس المجرمين ويأسهم من ضرب إرادة السوريين، وثنيهم عن الوقوف سدا منيعا في وجه المؤامرة الكبرى التي تستهدف وجودهم ودولتهم".

فيما نبه أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية من تخوف مجموعة دول عدم الانحياز من انزلاق سوريا لمستنقع حرب أهلية.

المصدر : وكالات