بدء أعمال ندوة تطور الفقه بمسقط

منصة ندوة تطور الفقه في عمان
undefined

طارق أشقر-مسقط

بدأت بالعاصمة العمانية مسقط السبت أعمال ندوة عن تطور العلوم الفقهية في السلطنة تحت عنوان "النظرية الفقهية والنظام الفقهي" بمشاركة واسعة من علماء وباحثين وأعضاء المجامع الفقهية من أكثر من خمس عشرة دولة إسلامية.

وتناقش الندوة التي تستمر حتى العاشر من الشهر الجاري، ستين ورقة عمل تغطي تسعة محاور أبرزها نشأة الفقه الإسلامي وظهور النظرية والنظام لبحث النسق التاريخي للفقه وتطوره ومراحله ومنشأ النظرية والنظام كمصطلح ومدى تبلوره حتى الوقت الراهن.

كما تتناول الندوة التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية، التنظير والنظرية في المجال الخاص والعام باستعراض عدد من النظريات الفقهية كنظرية التعسف ونظرية الظروف الطارئة ونظرية الضرورة ونظرية الاحتياط الفقهي عند الإباضية، وفقه الأولويات والمساواة والعقود ونظرية المآلات، والذرائع فتحا وسداً، والضرر والقبض.

وتشمل أيضا محاور العلاقة بين التاريخ والفقه، وتاريخ الفكر عند المستشرقين وتحديدا التطور الفقهي عند غولد زهير، ومراحل التاريخ الفقهي عند كولسن وأندرسون، والنظرية الفقهية عند العلامة محمد أبو زهرة وجمال الدين عطية وغيرهما.

الزحيلي: القوانين الوضعية تغلبت في حياة المسلمين على الفقه الإسلامي (الجزيرة نت)
الزحيلي: القوانين الوضعية تغلبت في حياة المسلمين على الفقه الإسلامي (الجزيرة نت)

كتابات تراثية
كما تستعرض كتابات تراثية في التنظير الفقهي والمدارس الفقهية في المذاهب مثل كتاب "المحاربة" لبشير بن محمد بن محبوب الرحيلي والموطأ للإمام مالك والخراج لأبي يوسف القاضي وطلعة الشمس للشيخ نور الدين السالمي والمستصفى للغزالي، والأحكام لابن حزم وجمل العلم للشريف المرتضى وكتاب ابن عقيل الحنبلي في الأصول.

وتدخل خلال الجلسة الافتتاحية عدد من العلماء بينهم المفتي العام للسلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، ومفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة والشيخ آية الله أحمد مبلغي من علماء حوزة قم بإيران ورئيس رابطة علماء الشام الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي.

وفي كلمته أكد الزحيلي أن القوانين الوضعية تغلبت في حياة المسلمين على الفقه الإسلامي مما أدى إلى إقصاء الفقه بدرجات متفاوتة بين بلد وآخر، داعيا إلى تفعيل النصوص القرآنية والتفاعل المستنير مع الواقع، وإلى بقاء حيوية الشريعة لأن في ذلك إعمالا بحسبه لعالمية القرآن الكريم.

كما دعا الزحيلي إلى ضرورة تكاثف المسلمين في جميع أنحاء المعمورة صفا واحدا حتى تتحقق آمالهم وأهدافهم.

علي جمعة: الواقع المتغير يبين الحاجة الدائمة لتحقيق المقاصد الشرعية (الجزيرة نت)
علي جمعة: الواقع المتغير يبين الحاجة الدائمة لتحقيق المقاصد الشرعية (الجزيرة نت)

المقاصد الشرعية
وعن ضرورة المواكبة الفقهية، أوضح مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة للجزيرة نت أن الواقع المتغير يبيّن الحاجة الدائمة لتنزيل أحكام الله سبحانه وتعالى على هذا الواقع وإلى تحقيق المقاصد الشرعية.

وفي السياق ذاته أكد مساعد مفتي السلطنة الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي أن المتغيرات التي يشهدها عالمنا الإسلامي تستدعي إعادة النظر في الكثير من القضايا سواء كانت تراثية أو جديدة من أجل إيجاد حلول لها تتسق مع أحكام شرع الله وتلبي تطلعات الناس.

ودعا الخروصي إلى إعادة النظر في الكثير من النظريات والقواعد والتطبيقات الفقهية، مشيرا إلى أن الكثير منها في حاجة إلى التطوير خصوصا وأن هناك علاقة تفاعلية بين تأثير هذه النظريات على مجريات الواقع وتأثرها به.

وطالب الفقهاء بأن يلامسوا في اجتهاداتهم مطالب الناس واحتياجاتهم خاصة شرائح الشباب، مؤكدا أن الفقهاء مطالبون بتأدية رسالتهم نحو طلائع الشباب ونحو المؤسسات التعليمية وفق منهج جديد ومعاصر يخالف النمط التقليدي الذي ألفوه.

وبدوره أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ليبيا الدكتور مصطفى عبد الرحمن مازن أن الاقتناع بأن الدين الإسلامي جاء لكل زمان ومكان لا ينفي الحاجة إلى الاجتهاد وتطوير العلوم لمواكبة العصر وإيجاد الحلول لكل النوازل والمستجدات.

المصدر : الجزيرة