غموض مصير مواطني الجنوب بالسودان

 

تضاعف غموض مصير مواطني دولة جنوب السودان الموجودين على أرض السودان, بعدما أعلنت الحكومة في الخرطوم أن الجنوبيين سيصبحون رعايا أجانب اعتبارا من بعد غد الاثنين, وذلك بينما كشف الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي عن اجتماع يجري التحضير له بين رئيسي البلدين.

ونقلت الإذاعة السودانية عن اللواء شرطة أحمد عطا المنان مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية بوزارة الداخلية أن السودان خاطب كل دول العالم بأن المستندات التي بحوزة أبناء دولة جنوب السودان "أصبحت غير مبرئة للذمة".

وناشد عطا المنان أبناء دولة الجنوب المقيمين في السودان بضرورة الإسراع لتوفيق أوضاعهم, بينما سادت حالة من القلق في أوساط الجنوبيين الذي يعيشون في السودان.

ونقلت رويترز عن عثمان الذي يتحدث العربية مثل معظم السودانيين قوله "أنا ضحية انفصال الجنوب، ولدت ونشأت في الشمال ولم أذهب قط إلى الجنوب وزوجتي من الشمال".

وشكا عثمان قائلا "إنني من دون دولة بصورة ما", مشيرا إلى أنه بات مهددا بالانفصال عن زوجته أو أطفاله حين تنتهي في 8 أبريل/نيسان الفترة الانتقالية التي سمح فيها لجنوبيين بالإقامة والعمل في الشمال دون تصاريح بصورة استثنائية.

 

عوض الكريم: الاتفاق الإطاري هو توفيق الأوضاع وليس الطرد أو الإجلاء 
عوض الكريم: الاتفاق الإطاري هو توفيق الأوضاع وليس الطرد أو الإجلاء 

جوبا تهدد
في المقابل قالت جنوب السودان إنها قد تتعامل بالمثل مع المواطنين السودانيين الموجودين في أراضيها حال قامت الحكومة السودانية بطرد مواطنيها في التاسع من الشهر الجاري.

 
وقال أتيم قرنق لمراسل الجزيرة نت مثيانق شريللو إن أي خطوة تقوم بها الحكومة السودانية حيال طرد مواطني دولة جنوب السودان ستلقى نفس المعاملة من الحكومة في جوبا، وأشار قرنق إلى أن مصير هؤلاء مرهون بحكومتهم. وهدد أتيم قرنق بإمكانية إغلاق حدود بلاده في وجه الرعاة السودانيين الذين يتجاوزون الحدود بنحو 300 كيلومتر.
 
من جهته اعتبر السفير عوض الكريم الريح القائم بأعمال السودان في جوبا أن الذي كان مطروحا من الخرطوم قبل التوقيع على الاتفاق الإطاري هو توفيق الأوضاع وليس الطرد أو الإجلاء أو التعقب.
 
وقال في حديثه لمراسل الجزيرة نت مثيانق شريللو "هذا ما كانت تطرحه السلطات السودانية، وإن الحديث من قبل جوبا بشأن الطرد أو الإجلاء يسمم الأجواء، وزاد قائلا: هنالك مطالبات بشأن تقنين الأوضاع بدلا عن الطرد.
 
وأعلنت جوبا نهاية الأسبوع الماضي أنها سترسل فريقا من وزارتي الخارجية والداخلية للعاصمة السودانية الخرطوم بهدف البدء في أستخراج الأوراق الثبوتية لمواطنيها المقيمين في الخرطوم الذين يقدر عددهم بنحو أكثر من 500 ألف.
 
يشار إلى أن دولة جنوب السودان انفصلت عن السودان وأعلنت دولة في يوليو/تموز الماضي, وما زالت هناك قضايا عالقة بين الدولتين تتعلق بعائدات النفط والحدود المشتركة ومنطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها.
 

كما تشهد العلاقات بين الدولتين توترا على خلفية اشتباكات عسكرية وقعت مؤخرا على الحدود بينهما، مما دفع الرئيس السوداني عمر البشير إلى تعليق سفره إلى جوبا لعقد قمة مع نظيره رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت كان مقررا لها الأسبوع الماضي.

ثابو مبيكي أثناء لقائه البشير مساء أمس بالخرطوم(الفرنسية)
ثابو مبيكي أثناء لقائه البشير مساء أمس بالخرطوم(الفرنسية)

وفي وقت سابق أمس, أعلن وسيط الاتحاد الأفريقي في الأزمة بين طرفي السودان أن البشير سيلتقي ميارديت لنزع فتيل التوترات بين البلدين الجارين بعد تأجيل اجتماع قمة بينهما في وقت سابق.

وقال ثابو مبيكي بعد لقائه الرئيس السوداني مساء أمس في الخرطوم إن البشير أكد له أن الاجتماع سيعقد بعد التحضير اللازم له، مشيرا إلى أن موعد ومكان اللقاء سيحددان بعد أن تنهي اللجنة التحضيرية مهمتها.

وذكر أيضا أن البشير أكد له أنه ليس هناك ما يخشاه مئات آلاف السودانيين الجنوبيين الذين يعيشون في السودان منذ عشرات السنين بعدما تنتهي الأحد مهلة أعطيت لهم لتوفيق أوضاعهم.

وكان مبيكي قد بدأ في وقت سابق من جوبا جولات مكوكية بين البلدين حيث أعاد طرح وثيقة أعدتها لجنته ليناقشها الجانبان في جولة محادثات جديدة في أديس أبابا بعد انهيار الجولة السابقة الأربعاء.

وذكر الوسيط الأفريقي عقب لقائه ميارديت في وقت سابق للصحفيين أن الأخير أكد له ضرورة عقد قمة بينه وبين الرئيس البشير.

المصدر : وكالات