إخوان مصر يهددون بالتصعيد

هددت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بخطوات تصعيدية جديدة إذا لم يستجب المجلس العسكري لمطالب الشعب التي تم رفعها خلال مليونية أمس الجمعة التي رفعت شعار "تقرير المصير", وانتهت بمغادرة جميع القوى المشاركة ميدان التحرير, باستثناء آلاف من أنصار المرشح الرئاسي المستبعد حازم أبي إسماعيل, قرروا الاعتصام.

وقال عضو مكتب الإرشاد المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان إنه من المقرر اتخاذ خطوات تصعيدية بناء على رد المجلس العسكري على المطالب التي رفعتها مليونية أمس التي حملت أيضا اسم "تسليم السلطة".

وأضاف "طالبنا المجلس العسكري بتحديد موقفه من تسليم السلطة في الموعد المحدد له بنهاية يونيو/حزيران بالإضافة إلى احترام إرادة مجلسي الشعب والشورى في تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور".

‪(الفرنسية)‬ أنصار أبي إسماعيل قرروا مواصلة الاحتجاج
‪(الفرنسية)‬ أنصار أبي إسماعيل قرروا مواصلة الاحتجاج

ووصف الخطوات التصعيدية بأنها سلمية, مؤكدا ضرورة إظهار موقف المجلس العسكري من ترشح فلول النظام السابق لمنصب رئاسة الجمهورية.

أنصار أبي إسماعيل
وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين قد غادروا ميدان التحرير مساء أمس بنهاية يوم كامل من التظاهر احتجاجًا على استمرار المجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد وعلى ترشَّح رموز من النظام السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية.

ودعا المتظاهرون إلى استمرار الضغط حتى تحقيق المطالب ومن بينها تعديل مادة دستورية تمنح لجنة الانتخابات الرئاسية حصانة من الادعاء عليها أمام القضاء. ورددت هتافات تقول "الشعب يريد إسقاط المشير", و"يسقط يسقط حكم العسكر". و"يلا يا ثائر اهتف قول عمرو موسى من الفلول".

وقد أعلن آلاف من مؤيدي المرشح المستبعد والمحسوب على التيار السلفي حازم أبي إسماعيل مواصلة الاعتصام بالتحرير وفي عدد من المحافظات، حتى تتراجع لجنة الانتخابات الرئاسية عن قرارها باستبعاد مرشحهم.

وحث أبو إسماعيل، في بيان وزع بميدان التحرير أنصاره على الاستمرار في الاعتصام أمام اللجنة العُليا للانتخابات الرئاسية حتى تتراجع عن قرارها. وقال مخاطبًا أنصاره "إن وجودكم أمام اللجنة يحقق نتائج كبيرة في كل ساعة تعتصمون فيها، وإن خروج الملايين في مليونية من كل المحافظات إلى ميدان التحرير ليس من أجل قرار استبعاد مرشح للرئاسة وإنما من أجل محاولة البعض إعادة النظام القديم".

وأعلن أبو إسماعيل أنه يمتلك عدة مستندات جديدة سيدفع بها أمام محكمة القضاء الإداري في الدعوى التي أقامها ضد لجنة الانتخابات, وقال "سأحصل على حكم لصالحي".

وكانت لجنة الانتخابات قد استبعدت أبا إسماعيل (51 عاما) ضِمن 10 أشخاص من بين 23 تقدموا للترشّح لخوض الانتخابات المرتقب إجراؤها في 23 مايو/أيار المقبل, بدعوى حصول والدته على الجنسية الأميركية وهو ما نفاه بشكل قاطع.

يذكر أن اللجنة اسبعدت أيضا مرشح الإخوان المسلمين خيرت الشاطر وزعيم حزب غد الثورة أيمن نور, بسبب قضايا "رد اعتبار" للممارسة الحقوق السياسية, بالإضافة لمدير المخابرات السابق عمر سليمان, بسبب عدم اكتمال نصاب التوكيلات اللازمة للترشح من جميع المحافظات.

يشار إلى أن مليونية أمس ضمت لأول مرة منذ شهور مظاهرات الإسلاميين والليبراليين. وفي هذا السياق, قال القيادي الإخواني السابق كمال الهلباوي من إحدى منصات الميدان إن من تركوا الميدان في الأوقات الصعبة خلال الفترة الماضية يتعين أن يعودوا إليه ولا يتركوه إلا بعد تحقيق أهداف الثورة.

يأتي ذلك في حين يقول المجلس العسكري إنه حقق الكثير من أهداف الثورة ومن بينها إجراء أول انتخابات تشريعية حرة ونزيهة في البلاد منذ نحو 60 عاما, ويشدد على أنه سيسلم السلطة للرئيس المنتخب في موعد أقصاه نهاية يونيو/حزيران.

لكن في المقابل يتخوف الإسلاميون بشكل متزايد بشأن قدوم رئيس من رجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وهو ما قد يعني ضياع مكاسبهم السياسية إذا أصدر قرارا بحل البرلمان بحكم من المحكمة الدستورية العليا في قضية معروضة أمامها بأن قانون الانتخاب لم يكن دستوريا لأنه لم يطبق مبدأ المساواة بين المستقلين والحزبيين.

المصدر : وكالات