نظام دمشق يخرق الهدنة ويقصف المدن

رغم إعلان النظام السوري التزامه بوقف إطلاق النار وفقاً لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، لا يزال القتلى يتساقطون إذ أفاد ناشطون بمقتل 15 شخصا على الأقل معظمهم في قصف الجيش النظامي المتواصل على مدينة حمص وسط استمرار المطالب بسقوط النظام.

ولوضع حد "للإبادة" التي يتعرض لها الشعب السوري دعا رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ المجتمع الدولي بتشكيل حلف عسكري من مجموعة أصدقاء الشعب السوري خارج مجلس الأمن، وتوجيه ضربات عسكرية لأركان نظام الرئيس بشار الأسد.

فقد اعتبر العميد الشيخ في اتصال مع الجزيرة أن خطة أنان لحل الأزمة في سوريا -ومن قبلها المبادرة العربية- ما هي إلا مُهل وفرص للنظام لقتل الشعب السوري واللعب بالوقت، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ قرار جريء على غرار قراره في ليبيا.

وقد تجدد القصف اليوم على مدينة القصير في محافظة حمص منذ صباح اليوم، حسبما أفاد ناشطو الثورة السورية مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص بينهم طفل وعدد كبير من الجرحى حالة بعضهم خطرة.

وقال رامي كامل -عضو لجان التنسيق المحلية في حمص- إن قوات نظام بشار الأسد تخترق وقف إطلاق النار طبقا لخطة أنان وتقصف القصير بشدة وبجميع أنواع الأسلحة وبشكل لم تشهده من قبل.

وحذر الناشط في حديث للجزيرة من أن القصير تواجه مصير حي بابا عمرو من اقتحام قوات النظام لها وارتكاب مذابح بها.

كما بث ناشطون صوراً على الإنترنت للقصف من القوات النظامية بالهاون والصواريخ على حيّي الخالدية والحميدية في حمص.

يأتي ذلك في وقت خرجت اليوم مظاهرات في بنش بمحافظة إدلب مطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد.

وردد المتظاهرون شعارات منددة بالقتل المتواصل للمدنيين في مدن سورية عدة على رأسها حمص وحماة وإدلب. كان ناشطون مناهضون لنظام الأسد دعوا إلى التظاهر اليوم تحت شعار "سننتصر ويُهزم الأسد".

كما بث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرات حاشدة خرجت عقب صلاة الجمعة في حي الزاهرة في العاصمة دمشق. وطالب المتظاهرون بحماية المدنيين من العنف الذي يمارسه النظام السوري بحقهم خاصة في المناطق التي تشهد قصفا واقتحامات متواصلة.

جانب من الدمار الذي أصاب الرستن شمال حمص بسبب استمرار قصف القوات النظامية (الفرنسية)
جانب من الدمار الذي أصاب الرستن شمال حمص بسبب استمرار قصف القوات النظامية (الفرنسية)

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن الأمن السوري يطلق النار لتفريق متظاهرين في حي الشعار بحلب.

وقال ناشطون إن الأمن السوري يقتحم بلدة الكرك الشرقي في درعا وسط إطلاق نار كثيف. وأضافوا أن الأمن السوري يحاصر المساجد في حرستا بريف دمشق.

التظاهر لخلع النظام
وقال علي إبراهيم -الناطق باسم المجلس المحلي بريف دمشق بالزبداني- إن "السوريين سيستمرون في التظاهر وانتزاع حريتهم بأيديهم وخلع نظام الأسد ولن يلتفتوا للمبادرات التي ينتهكها النظام الواحدة تلو الأخرى".

يأتي ذلك بعد يوم شهد مقتل 29 سوريا معظمهم في حمص ودير الزور برصاص قوات الأمن، وفي خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من أسبوع.

من جهة أخرى قال أحمد فوزي -المتحدث باسم كوفي أنان- إن الوضع الميداني في سوريا ليس جيدا وإن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال هشا للغاية، في ظل استمرار الحوادث الأمنية وسقوط قتلى.

ومن جهة ثانية قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بعثة المراقبين الدولية في سوريا يجب أن تكون قادرة على ضمان التظاهر بحرية ضد نظام بشار الأسد.

وقال رئيس طليعة فريق المراقبين الدوليين في سوريا العقيد أحمد حميش إن مهمة فريقه هي إنشاء ارتباطات على الأرض تساعد على تسهيل بعثة مراقبي الأمم المتحدة الذين يتوقع أن يصلوا إلى سوريا من أرجاء العالم، بحيث يستطيع المراقبون تأدية أعمالهم بفاعلية، حسب قوله.

وقد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الجهود الدولية لمعالجة الشأن السوري تحتاج إلى تحرك بشكل أوسع في مجلس الأمن وذلك لإصدار قرار بموجب الفصل السابع.

المصدر : الجزيرة + وكالات