أصدقاء سوريا يلوحون بخيارات أخرى

(LtoR, 1st row) Germany's Foreign Minister Guido Westerwelle, Qatar's Prime Minister and Minister of Foreign Affairs Sheikh Hamad bin Jassim al-Thani, France's Foreign Affairs minister Alain Juppe and US Secretary of State Hillary Clinton attend a meeting with Western and Arab foreign ministers at the ministry of Foreign Affairs in Paris, on April 19, 2012, for talks on the Syria crisis, with France warning Russia that its refusal to attend was plunging it deeper into isolation. "I regret that Russia continues to lock itself into a vision that isolates it more and more, not just from the Arab world but also from the international community," Foreign Minister Alain Juppe told journalists. AFP PHOTO / FRANCOIS GUILLOT
undefined
لوح وزراء خارجية مجموعة "أصدقاء سوريا" في ختام مؤتمرهم بباريس باتخاذ خيارات أخرى إذا قصرت دمشق في التنفيذ الكامل لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لحل الأزمة السورية، واعتبروا الخطة بمثابة "الأمل الأخير". يأتي ذلك بينما وقعت سوريا رسميا اليوم على بروتوكول التفاهم الأولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين الدوليين، وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا للاطلاع على تقرير من الأمين العام الأممي بشأن إرسال بعثة مراقبين موسعة إلى سوريا.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مؤتمر صحفي ختامي من أن خطة أنان تعد الفرصة الأخيرة لتجنب ما وصفها بحرب أهلية في سوريا، موضحا أن المجتمع الدولي سيدرس خيارات أخرى إذا فشلت الخطة. وأشار إلى أن فرنسا مع القوى الكبرى تدرس تقديم مشروع قرار بمجلس الأمن لنشر بعثة مراقبين كبيرة على الأراضي السورية من ناحية العدد والمعدات لتحقيق أهدافها.

وقال البيان الختامي لمجموعة أصدقاء سوريا -التي تشمل 14 دولة بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر- "كل يوم يمر يعني سقوط عشرات القتلى الجدد من المدنيين السوريين". وحذر "ليس هذا وقت المراوغة، إنه وقت العمل.. رغم أن مهمة أنان هشة فإنها تمثل أملا أخيرا".
   
وطالب البيان بمنح مراقبي الأمم المتحدة في سوريا كل الوسائل الضرورية لإكمال مهمتهم، وتشمل الحصول على كل المعدات الحديثة التي ستمكنهم من ضمان كفاءة المراقبة. كما أعرب عن قلقه من الوضع الإنساني المتدهور وأثره على دول الجوار، وأكد التزام الدول المشاركة بتوفير المساعدة الإنسانية في كل الأشكال.

وخلال المؤتمر الصحفي قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إنه لا أحد يشكك في "وجود مذبحة في سوريا" والكل يسعى إلى إيقافها.

كلينتون دعت لتفعيل العقوبات وفق البند السابع(الفرنسية)
كلينتون دعت لتفعيل العقوبات وفق البند السابع(الفرنسية)

تلويح بالفصل السابع
وفي كلمة خلال افتتاح المؤتمر دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى "تشديد الإجراءات" بحق النظام السوري بهدف ضمان احترام خطة أنان، على أن يشمل ذلك قرارا لمجلس الأمن يتضمن عقوبات ومنعا للسفر وعقوبات مالية وحظرا على الأسلحة تحت الفصل السابع.

وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أن تركيا تفكر في تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بسبب القصف السوري "المشين" لمعسكرات في منطقة على الحدود مع تركيا.

من جانبه دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى ضرورة وضع حد لحمام الدم المستمر في سوريا، وضمان عدم تحايل النظام السوري على مبادرة أنان.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد افتتح المؤتمر بالحديث عن ضرورة الإسراع بنشر بعثة المراقبين الدوليين مع تمتعهم بحرية الحركة ودون أي عوائق. كما حذر من أن سوريا قد تتجه إلى حرب أهلية تمتد إلى دول المنطقة في حال إخفاق جهود أنان.

في غضون ذلك قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن السياسة الأميركية تجاه الأزمة السورية تقوم على دعم التحول السياسي والديمقراطي الذي يلبي تطلعات الشعب السوري. وأوضح في جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي أن الولايات المتحدة تقود جهودا دولية على خمسة مسارات، من بينها تعزيز وتوحيد المعارضة السورية وتزويدها بمساعدات "غير فتاكة".

‪جانب من اجتماع وفد المراقبين الدوليين‬ جانب من اجتماع وفد المراقبين الدوليينمع وفد الخارجية السورية بدمشق (الفرنسية)
‪جانب من اجتماع وفد المراقبين الدوليين‬ جانب من اجتماع وفد المراقبين الدوليينمع وفد الخارجية السورية بدمشق (الفرنسية)

بروتوكول المراقبين
وتزامنت هذه التطورات مع إبرام الأمم المتحدة اتفاقا أوليا مع الحكومة السورية بشأن بروتوكول يسمح بتوسيع بعثة المراقبين الدوليين وينظم عملهم وعملية انتشارهم.

وبعد تقديمه تقريرا لمجلس الأمن اليوم الخميس، قال الأمين العام الأممي بان كي مون إن الاتفاق الذي أبرم مع الحكومة السورية هو بروتوكول أولي ومبدئي، وإن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أبلغه بالتزام حكومته بتنفيذ وعودها بشأن مهمة المراقبين.

وأشار بان إلى أن عدد المراقبين موضوع نقاش مستمر، وإن الحكومة السورية أبدت تحفظات إزاء جنسيات بعض المراقبين، لكنه أكد رفض أي شروط مسبقة بشأن جنسيات المراقبين وحرية حركتهم.

وقد أبلغ جان ماري جينو نائب أنان مجلس الأمن بأن هناك حاجة إلى سرعة نشر مزيد من المراقبين في سوريا رغم المخاطر وأعمال العنف المستمرة.
   
واستبعدت سوريا أن يكون هناك أي حاجة لطائرات الأمم المتحدة، لكن دبلوماسيين ومسؤولين بالمنظمة الدولية أكدوا أن البعثة الصغيرة ستحتاج إلى طائرات ومروحيات أممية لمراقبة وقف إطلاق النار -الذي دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي- بطريقة صحيحة.
   
المعارضة
في تحرك آخر بحث وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في فرنسا مع رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر يضم كافة فصائل المعارضة السورية في القاهرة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بيان للخارجية المصرية اليوم الخميس قوله إن الجانبين بحثا خلال اللقاء أحدث المستجدات المرتبطة بالأزمة السورية، وكذا الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر يضم كافة فصائل المعارضة السورية في القاهرة وتحت رعاية جامعة الدول العربية، بهدف صياغة رؤية موحدة للمعارضة السورية، وفقا لما طالبت به مصر في كلمتها أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بإسطنبول في غرة أبريل/نيسان الجاري.

المصدر : الجزيرة + وكالات