جنوب السودان تحتل هجليج النفطية

خارطة السودان - هجليج - أبيي
 

undefined
احتلت قوات عسكرية من دولة جنوب السودان اليوم الثلاثاء مدينة هجليج السودانية الغنية بالنفط الواقعة على الحدود بين البلدين، وذلك بعد ساعات من اتهام دولة الجنوب للخرطوم بجرح أربعة مدنيين في تجدد لقصف أراضيها على طول الحدود المشتركة بين البلدين قرب منطقة أبيي.
 
وقال مراسل الجزيرة المسلمي الكباشي إن الهجوم الذي شنته قوات الحركة الشعبية بقيادة رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان كان كبيرا ومن ثلاثة محاور، وإنه أوقع خسائر كبيرة جدا.
 
وأضاف أن سيطرة دولة جنوب السودان على منطقة نفطية مهمة تابعة للسودان تطور كبير من جانبها، وأنه قد يضع في يدها ورقة قوية للمفاوضات، كما أن الخيارات محدودة أمام الحكومة بالخرطوم لأن استخدام سلاح الطيران لاستعادة السيطرة بهذه المنطقة سيشكل خطرا على مصادر النفط.
 
ونقل مراسل الجزيرة نت عن مصادر بالمنطقة قولها إن العاملين بحقول النفط السودانية بالمنطقة قد غادروها بعد اغلاق آبار البترول تحسبا لأي أضرار قد تلحق بها. كما تمكنت قوات سودانية من إجلاء عمال نفط آخرين إلي مواقع أخرى.
 
ولم يصدر تعليق من الخرطوم حول هذه التطورات.
 

وكانت المنطقة قد شهدت هجوما مماثلا بالرابع والعشرين من الشهر الماضي لم يكتب له النجاح رغم إعلان رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن احتلال قوات جيشه للمنطقة.

 

وأصدرت القوات المسلحة السودانية بيانًا بالـ31 من الشهر الماضي كشفت فيه عن حشود عسكرية لقوات الجيش الشعبي والحركات المتمردة الأخرى المدعومة من دولة جنوب السودان جنوب منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان بغرض الهجوم عليها مرة أخرى، بينما تصدت القوات لهجوم على منطقة تلودي بالولاية ذاتها وفق البيان.

 

وأوضح ذلك البيان أن القوات المسلحة "تصدت لفلول المتمردين المدعومين بالدبابات والمدفعيات من دولة جنوب السودان تم صدهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. 

وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود ينتج نحو نصف إنتاج السودان من النفط الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا، وقد حصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.
 
اتهامات بالقصف 
التصعيد يثير المخاوف من عودة المعارك (الفرنسية-أرشيف)
التصعيد يثير المخاوف من عودة المعارك (الفرنسية-أرشيف)
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان وزير إعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين أن أربعة مدنيين بينهم طفل أصيبوا بجروح عندما قصفت الطائرات السودانية منطقة أبيمنون على بعد حوالى أربعين كلم من الحدود بين البلدين.
 
وأضاف "الهدف كان جسرا إستراتيجيا في أبيمنون" متهما الجيش السوداني بالتحرك للاستيلاء على حقول النفط بولاية الوحدة بجنوب السودان حيث تقع أبيمنون، دون أن يوضح ما إذا كان الجنود السودانيون قد دخلوا فعلا أراضي الجنوب، لكنه قال إن لواءين من القوات المسلحة السودانية مدعومة بـ16 دبابة "ومليشيات موالية للخرطوم" تتقدم باتجاه الولاية.

وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد اتهم أمس الاثنين الجار الجنوبي بتسليح وإيواء "حركات دارفورية مسلحة متمردة" معتبرا أن التعديات والخروق من قبل جوبا تمثل روحا عدوانية غير مبررة، لكنه جدد تمسكه بحل المشكلات عبر الحوار والتفاوض.

وأكد البشير أن استمرار دعم "الدولة الوليدة" لمجموعات مسلحة من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق رغم أنهما لم تعودا تابعتين للجنوب "تصرف غير مقبول نهائيا بالنسبة للخرطوم، وقد ثبت تورطهم في تلك الأفعال بالأدلة والتصريحات".

يُذكر أن البلدين خاضا معارك عنيفة يومي 26 و27 مارس/ آذار الماضي، بعد أقل من عام على تقسيم السودان في تموز/ يوليو 2011. وما زال الطرفان يتبادلان الاتهامات بمواصلة الهجمات.

المصدر : الجزيرة + وكالات