مصاعب تعطل حكومة تونس

المجلس التأسيسي يصادق قريبا عن موزانة جديدية للحكومة
undefined
خميس بن بريك-تونس

تجابه حكومة تونس رغم مرور شهرين على تشكيلها عددا من المصاعب، تقول إنها أربكت عملها أمام حجم الملفات، التي ورثتها من النظام السابق والحكومات المتعاقبة بعد الثورة.

غير أن المعارضة تتهم الحكومة، التي تقودها حركة النهضة الإسلامية وحزبا المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات، بسوء التدبير وضعف الأداء في إدارة البلاد.

ويقول المستشار السياسي لرئيس الجمهورية سمير بن عمر إن الحكومة تعمل بنسق "سريع"، لكن إيجاد حلول للمعضلات التي تعاني منها البلاد كالبطالة والفقر والتهميش والفساد "لا يمكن أن يتمّ في بضعة أشهر".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت "لا يمكن لأيّ حكومة أن تنجح في تنفيذ برامجها في مثل هذه الظروف الصعبة"، مشيرا إلى وجود محاولات لتعطيل عمل الحكومة بواسطة الاعتصامات.

وتسببت الاعتصامات في غلق 182 مؤسسة أجنبية، العام الماضي، وتراجع نمو الاستثمار الأجنبي بنسبة 30%، وفق بيانات وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي الرسمية.

وسبق أن حذّر رئيس الحكومة حمادي الجبالي من خطر انهيار الاقتصاد، كاشفا عن خسائر اقتصادية العام الماضي، بقيمة 2.5 مليار دينار (1.662 مليار دولار) بسبب الاعتصامات.

‪عتيق: هناك أطراف غير قابلة لنتائج الانتخابات وتسعى للانقلاب على الحكومة‬ (الجزيرة)
‪عتيق: هناك أطراف غير قابلة لنتائج الانتخابات وتسعى للانقلاب على الحكومة‬ (الجزيرة)

اعتصامات واتهامات
ويتهم سمير بن عمر أطرافا سياسية واجتماعية -دون أن يذكرها- بتصعيد الاعتصامات والإضرابات واعتماد سياسة "الأرض المحروقة لإجهاض برنامج الحكومة".

من جهته وجه رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي صحبي عتيق أصابع الاتهام إلى أطراف "خسرت الانتخابات" ورجال أعمال من بقايا النظام السابق بتدبير الاعتصامات لإفشال الحكومة.

وقال للجزيرة نت "هناك أطراف غير قابلة لنتائج الانتخابات وتسعى للانقلاب على الحكومة"، مؤكدا أن هذه الأطراف تسعى للدفع نحو التصادم بين اتحاد الشغل والحكومة.

وتوترت علاقة اتحاد الشغل بالحكومة بعد إضراب نفذه عمّال التنظيف. واتهم الاتحاد حركة النهضة بإلقاء الفضلات على مقرّاته ردًّا على الإضراب، لكن الحركة نفت ذلك.

وعن تقييمه لأداء الحكومة يقول عتيق إنها تعمل بشكل "جيّد"، مشيرا إلى أنها ورثت "تركة ثقيلة" من النظام السابق ومن حكومة الوزير الأول السابق الباجي قايد السبسي.

ويقول "الحكومة ورثت ميزانية ضعيفة" من الوزير الأول السابق الذي قام بكثير من الترقيات والتعيينات وزيادات في الأجور لبعض الوزارات مما أجج غضبا لدى بقية الموظفين، وفق قوله.

‪بالطيب: الحكومة لم تعلن إلى حد الآن عن برنامجها لحل المشكلات العاجلة‬ (الجزيرة)
‪بالطيب: الحكومة لم تعلن إلى حد الآن عن برنامجها لحل المشكلات العاجلة‬ (الجزيرة)

برنامج وأداء
في المقابل، قال عضو المجلس التأسيسي عن الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض عصام الشابي إنّ الحكومة "كلما تعقد عليها الوضع تحاول أن تجد كبش فداء".

وأوضح للجزيرة نت أن "الحكومة أداؤها ضعيف وهي تبرر فشلها بزعمها أنّ هناك مؤامرة ضدها من قبل الحكومة السابقة أو المعارضة أو الإعلام أو اتحاد الشغل ورجال أعمال من النظام السابق".

وأضاف "نحن لا ننفي أن هناك تركة كبيرة ورثتها هذه الحكومة لكنها لما تقدمت للانتخابات كانت على علم بأنه من سيتولى إدارة البلاد سيتولى الحكم على أنقاض هذه التركة".

ويوافقه الرأي عضو المجلس التأسيسي عن حركة التجديد المعارضة سمير بالطيب قائلا "نحن لم ننف أن هناك تركة ثقيلة لكن الحكومة إلى حدّ الآن لم تعلن عن برنامجها لحل المشكلات العاجلة".

ويقول للجزيرة نت "لا يمكن أن نتحدث عن أداء الحكومة لأنها لم تنجز أي عمل يستحق الذكر"، مشيرا إلى أنّ الأزمات في البلاد تتراكم "دون حلول تذكر".

لكن سمير بن عمر مستشار رئيس الجمهورية أكد أن القول بأن الحكومة لا تمتلك برنامج عمل "كلام عار من الصحة"، مشيرا إلى أنّ الحكومة تعمل على إعداد موازنة مالية تكميلية سيتم عرضها على المجلس التأسيسي قريبا.

وأشار إلى أنّ برنامج عمل الحكومة سيرتكز في الموازنة التكميلية المقبلة على تخصيص عائدات مالية أكبر للتشغيل وتقليص الفوارق بين الجهات وتطوير البنى التحتية والطرقات.

المصدر : الجزيرة