العرب يدعون دمشق لوقف العنف

قصف كفرنبل من قبل الجيش السوري
undefined

هيمنت الأزمة في سوريا على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقدوه في بغداد على هامش القمة العربية المقررة غدا، حيث دعوا دمشق إلى وقف العنف فورا وضمان حرية التظاهر، كما دعوا السلطات السورية والمعارضة إلى بدء حوار وطني جاد. يأتي ذلك في حين اتفق معظم أطياف المعارضة على توحيد جهودها في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

فقد طالب مشروع القرار العربي مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بشأن سرويا يستند إلى المبادرة العربية، ودعا كذلك السلطات بدمشق إلى وقف العنف وضمان حرية التظاهر، كما دعا المعارضة والسلطات إلى بدء حوار وطني جاد، في حين اعتبر مجزرة بابا عمرو جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية.

وشدد وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري في كلمته على حق الشعب السوري في تحديد مصيره ورفض العنف والقتل.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن مشروع القرار سيحمل السلطات السورية مسؤولية العنف المتفجر بالبلاد منذ أكثر من عام.

ويتزامن اجتماع بغداد مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان موافقة دمشق على خطته للحل.

وبحسب وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي فإن ناصر القدوة مساعد أنان سيحضر إلى بغداد لإطلاع الوزراء العرب على تطورات مهمة أنان.

توحيد المعارضة

معظم أطياف المعارضة اتفقت على مبادئ عهد وطني (الجزيرة)
معظم أطياف المعارضة اتفقت على مبادئ عهد وطني (الجزيرة)

وفي تطور هام على مسار الأزمة السورية، اتفقت معظم أطياف المعارضة السورية على توحيد جهودها في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد وفق تصورها، كما اتفقت خلال اجتماع لها بمدينة إسطنبول التركية أمس، على ما سمته مبادئ عهد وطني تشكل الركائز الأساسية.

وفيما يتعلق بانسحاب المجلس الوطني الكردي من اجتماع المعارضة أوضح جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، أن الانسحاب جاء بسبب رفض المعارضة إدراج فقرات تتعلق بأكراد سوريا في وثيقة العهد الوطني.

وأكد في تصريحات للجزيرة أن الحوار سيتواصل مع المجلس الكردي ومن لم يحضروا لقاء إسطنبول بغية توحيد صفوف المعارضة.

وكان المعارض البارز هيثم المالح قد انسحب من قاعة الاجتماع، متهما المجلس الوطني السوري بالهيمنة الزائدة على الحد.

يذكر أن هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم رفضت المشاركة في اجتماع إسطنبول، بحجة أن تركيا وقطر هما اللتان وجهتا الدعوات إلى أطراف المعارضة.

دعوة كلينتون
وفي سياق متصل دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى توحيد رؤيتها والالتزام بحماية حقوق كل السوريين، وتعهدت بدفع المعارضة بكل قوة "من الآن وحتى مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول لتقديم رؤية والتزام صريح بإشراك كل السوريين وحماية حقوقهم".

وشددت كلينتون على أن موافقة الرئيس السوري على خطة أنان سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله.

المجتمع الدولي ينتظر ترجمة فعلية لموافقة دمشق على خطة أنان (الفرنسية)
المجتمع الدولي ينتظر ترجمة فعلية لموافقة دمشق على خطة أنان (الفرنسية)

وقالت "إذا كان الأسد يريد إقفال هذا الفصل الأسود في تاريخ سوريا فعليه أمر قواته على الفور بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق السكنية وإطلاق السجناء السياسيين والسماح لوسائل الإعلام العالمية بحرية التنقل والبدء في مسار سياسي تمهيدا لمرحلة انتقالية.

وكان أنان قد تلقى أول أمس الرد السوري على خطته الداعية إلى إنهاء العنف عبر وقف لإطلاق النار تشرف عليه الأمم المتحدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والإفراج عن جميع المعتقلين في إطار الاحتجاجات، وبدء عملية إصلاح سياسي شاملة تضمن التعددية الحزبية.

واعتبر أنان الرد السوري خطوة مبدئية هامة يمكن أن تنهي العنف وإراقة الدماء، وتوفر المساعدة للمحتاجين، وتخلف ظروفا تساعد في إجراء حوار سياسي من شأنه تلبية الطموحات المشروعة للشعب السوري.

وكان أنان الذي حصل على دعم لمهمته من كل من بكين وموسكو قد أكد في وقت سابق أن رحيل الأسد "من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها".

من جانبه انتقد الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف دعوات غربية إلى رحيل الأسد، وقال في تصريحات صحفية إن الاعتقاد أن رحيل الأسد سيحل كل المشاكل يعبر عن "قصر نظر"، وأضاف أن من يقرر مستقبل سوريا هو الشعب السوري وليس قادة دول أجنبية.

وأعلنت روسيا عدم نيتها حضور مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد الأحد المقبل بإسطنبول رغم تلقيها دعوة للحضور، وكانت روسيا قد قاطعت الجولة الأولى من المؤتمر نهاية فبراير/شباط الماضي بتونس. 

وينتظر أن تصدر عن مؤتمر إسطنبول مبادرة تركية أميركية لتوفير مساعدات غير عسكرية للمعارضة السورية تشمل معدات اتصال بالإضافة إلى مواد طبية.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية