يوم دام بسوريا والأسد يتفقد بابا عمرو

قتل 16 سوريا على الأقل, بينهم ثلاثة تحت التعذيب, وأربعة من القوات النظامية, في بداية يوم دام جديد شهد قصفا ومواجهات متصاعدة بأنحاء متفرقة من سوريا اليوم الثلاثاء, حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن أربعة قتلوا في إدلب، اثنان منهم من بلدة كفرومة, إضافة إلى ثلاث سيدات قتلن إثر إطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف الليل في مدينة معرة النعمان.

وفي حمص، قتل شخصان في حي الدبلان برصاص قناصة بعد منتصف الليل. وفي ريف دمشق، قتلت سيدة في مدينة دوما إثر إصابتها بإطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مجموعة مسلحة منشقة. كما توفي شخصان في مدينة الزبداني متأثرين بجراح أصيبا بها مساء أمس.

أما الأربعة جنود من القوات النظامية, فقد سقطوا خلال اشتباكات في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب ومدينة حمص. وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت ما قالوا إنه قصف القوات السورية النظامية للمنازل بحي الحميدية بحمص. وأضاف الناشطون أن أحياء الخالدية وباب هود وباب السباع تعيش أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل استمرار استهداف القوات النظامية لها ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها.

من جهة ثانية, توغلت قوات الجيش النظامي في شمالي لبنان اليوم الثلاثاء ودمرت مبنى في مزرعة واشتبكت مع مسلحين معارضين لجؤوا إلى هناك, وذلك حسبما ذكره سكان بالمنطقة لرويترز.

ونقلت رويترز عن أبو أحمد (63 عاما) وهو أحد سكان منطقة القاع الجبلية النائية أن أكثر من 35 جنديا سوريا عبروا الحدود وبدؤوا يدمرون منازل. كما وذكر ساكن آخر أن الجنود وكان بعضهم يتحرك في حاملات جند مدرعة أطلقوا قذائف صاروخية وتبادلوا إطلاق نيران المدافع الرشاشة مع المسلحين المعارضين.

الجيش النظامي السوري يواصل القصف على المدن(الجزيرة)
الجيش النظامي السوري يواصل القصف على المدن(الجزيرة)

كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن "القصف العشوائي بالهاون والمدفعية من قبل جيش الأسد يطال منطقة مشاريع القاع اللبنانية".

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان عن قصف مدفعي شديد على مدينة القصير وقرى ربلة والنيزارية وجوسية، مما أدى لتهدم العديد من المنازل وسقوط شهيد من أبناء الطائفة المسحية من آل الطحش في قرية ربلة بالإضافة إلى سقوط العديد من الجرحى في المدينة.

وأشار البيان الذي وصل الجزيرة نت نسخة منه إلى اقتحام مدينة الزبداني بأكثر من ثلاثين سيارة زيل وأكثر من 13دبابة وعشرين سيارة أمن وشبيحة بعد التشييع الضخم لشهداء سقطوا أمس في قصف عشوائي.

في هذه الأثناء, وفي تطور آخر, قال التلفزيون السوري إن الرئيس بشار الأسد تفقد حي بابا عمرو معقل المعارضين السابق الذي استعادت القوات السورية السيطرة عليه الشهر الماضي.

وقد شهد أمس الاثنين سقوط 76 قتيلا حسبما قالت الهيئة العامة للثورة السورية التي أشارت إلى أن معظم القتلى في محافظتيْ حمص وحماة.

وإلى الشمال من حمص، تعرضت بلدات كفر زيتا وكرناز وقلعة المضيق بريف حماة لقصف شديد. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام مستمرة في حملة مداهمات وتقطيع أوصال بلدة كفر زيتا بالحواجز وعزلها عن محيطها، وإحراق من يوصفون بالشبيحة عدة منازل ودراجات نارية، مع اعتلاء القناصة أبنية الأماكن المرتفعة.

وشهدت بلدة كرناز بريف حماة -وفق نفس المصدر- اقتحام عدد كبير من دبابات وآليات جيش النظام، وسط إطلاق نار كثيف وبدء عملية حرق ونهب وتخريب للمنازل، إضافة إلى حملة مداهمات واعتقالات في حييْ جنوب الملعب والصابونية بمدينة حماة.

اشتباكات متصاعدة
وفي دير الزور، اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي في حي الجورة قرب فرع أمن الدولة. وذكر ناشطون أن اشتباكات دارت في منطقتيْ القابون وجوبر في دمشق وفي دوما وفي المليحة الغربية قرب درعا. كما خرجت مظاهرات بمدينة السويداء في ذكرى وفاة الزعيم السوري سلطان باشا الأطرش.

ويقول أفراد الجيش الحر في ريف حلب إن خلافات الطوائف والتيارات السياسية لا تعنيهم، وإن مهمتهم الأساسية هي حماية المدنيين في المدن والقرى من العمليات العسكرية المتواصلة. ويعاني الجيش الحر من نقص كبير في العدة والعتاد في مواجهة أسلحة الجيش النظامي الثقيلة.

ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -نقلا عن شبكة نشطائه داخل سوريا- إن جنودا منشقين هاجموا حافلة عسكرية في بلدة حرستا بريف دمشق وقتلوا ثلاثة جنود، فيما أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة استمرت أيضا في محافظة حماة.

وأضاف المرصد أن الجيش النظامي قام بمداهمات واعتقالات أمس الاثنين في مدينة دير الزور بشمالي شرقي البلاد على الطريق إلى العراق، وضواحي درعا الواقعة قرب الحدود مع الأردن.

وبدورها أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء مقتل ستة ممن سمتهم أخطر الإرهابيين خلال مداهمة بنوى في محافظة درعا بجنوبي البلاد، وقالت الوكالة إن القوات السورية أحبطت أيضا "محاولة لتفجير جسر محجة النجيح" على الطريق السريع بين دمشق ودرعا.

المصدر : الجزيرة + وكالات