اتهام زنوج بالتخريب في موريتانيا

من إحدى الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها أمهات الفتيات الزنجيات المعتقلات في الأيام الماضية
وقفة احتجاجية نظمتها أمهات الفتيات الزنجيات المعتقلات في مخافر الشرطة (الجزيرة نت)
وقفة احتجاجية نظمتها أمهات الفتيات الزنجيات المعتقلات في مخافر الشرطة (الجزيرة نت)

أمين محمد-نواكشوط

وجه القضاء الموريتاني تهمة ممارسة العنف والقيام بأعمال تخريبية لـ11 من الطلاب الزنوج الذين اعتقلوا في الأيام الماضية، على خلفية ما تقول السلطات إنها أعمال عنف وتخريب طالت ممتلكات عمومية، وأثارت زوبعة عارمة في الوسط الطلابي.
 
وأحالت الشرطة الموريتانية إلى القضاء أمس أكثر من ثلاثين طالبا اعتقلوا في الأيام الماضية بينهم خمس فتيات زنجيات، بينما ما زالت الأجهزة الأمنية تبحث عن عدد آخر من الطلبة الزنوج الفارين.

وقال وكيل النيابة العامة بمحكمة نواكشوط الشيخ ولد باب أحمد للجزيرة نت إن تهما بإحراق باصات عمومية وبالشروع في حرق ممتلكات عامة وزعزعة الأمن والسكينة العامة، تم توجيهها لـ11 طالبا بينهم ستة طلاب أحيلوا إلى السجن، في حين يجري البحث حاليا عن خمسة آخرين فارين.

وأضاف أنه جرى إصدار مذكرات اعتقال بحق الخمسة الفارين من ضمنهم متهم بإحراق العلم الوطني في ميدان جامعة نواكشوط خلال مظاهرات طلابية سابقة.

وقال ولد باب أحمد إنه بالإضافة إلى ذلك أفرج عن 26 طالبا من بين المحالين أمس إلى العدالة، بسبب عدم الحصول على أدلة كافية تدينهم بإثارة العنف أو ممارسة أعمال تخريبية في البلاد، ومن بين هؤلاء خمس فتيات كن معتقلات لدى مصالح الشرطة الوطنية.

سياقات
وجاءت الاعتقالات في الأوساط الطلابية بعد حرق لباصات عمومية في العاصمة الموريتانية، وحراك شهدته جامعة نواكشوط قبل أكثر من أسبوعين، وتقول السلطات إن ذلك الحراك قاد إلى أعمال عنف وإحراق للعلم الوطني في ساحة الجامعة، وهو ما ينفيه الطلاب الذين يؤكدون ممارسة حقهم المشروع في التظاهر للمطالبة بزيادة المنح وتحسين ظروفهم الاجتماعية والدراسية غير المرضية، حسب قولهم.

وكانت جهات سياسية قد نددت بحملة الاعتقالات التي شملت نشطاء من الطلبة الزنوج خلال الأيام الماضية، واتهمت النظام بممارسة تصفيات عرقية بحق الزنوج دون غيرهم، وأن بقاءهم لدى الشرطة تجاوز الفترة القانونية للحبس التحفظي.

وقال النائب المعارض محمد المصطفى ولد بدر الدين في مؤتمر صحفي سابق إن حملة الاعتقالات التي طالت الطلبة الزنوج تؤشر على ضيق النظام بخصومه ومعارضيه السياسيين.

وأضاف أنها المرة الأولى في تاريخ البلد التي يعتقل فيها فتيات في مقتبل أعمارهن ويحبسن لدى مصالح الشرطة، في مخالفة واضحة لعادات وأعراف المجتمع.

وكان شباب زنوج قد تظاهروا في الأيام الماضية تنديدا بالاعتقالات التي استهدفت عددا منهم، كما تظاهرت أمهات الفتيات المعتقلات لأكثر من مرة خلال الأيام الماضية، مؤكدات أن اعتقال الفتيات لدى عناصر الشرطة أمر خطير شرعيا وأخلاقيا.

المصدر : الجزيرة