رفيق عبد السلام وحركية الدبلوماسية التونسية

Rafik Abdessalem takes the Foreign Affairs minister Oath of Office during the country's new government swearing-in ceremony on December 24, 2011 at the Carthage Palace in Tunis.
رفيق عبد السلام من نشطاء حركة النهضة (الفرنسية)
رفيق عبد السلام من نشطاء حركة النهضة (الفرنسية)

تعرف الدبلوماسية التونسية بعد الثورة حركية ونشاطا لم يكونا معهودين في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويعود الفضل في ذلك إلى عدة عوامل بينها طبيعة الشخصيات التي تسلمت زمام السلطة في هذا البلد، من أمثال رفيق عبد السلام الذي اختير في منصب وزير الخارجية.

فقد أصبحت تونس حاضرة بفاعلية في القضايا التي تمر بها المنطقة العربية، ويكفي أن تونس هي أول دولة بادرت إلى طرد سفير سوريا لديها على خلفية الاتهامات الموجهة إلى السلطات في دمشق بارتكاب ما يوصف بأنه "جرائم" ضد الشعب المطالب بالحرية.

أصبحت تونس حاضرة بفاعلية في القضايا التي تمر بها المنطقة العربية، ويكفي أن تونس هي أول دولة بادرت إلى طرد سفير سوريا لديها على خلفية الاتهامات الموجهة إلى السلطات في دمشق بارتكاب ما يوصف بأنه "جرائم" ضد الشعب المطالب بالحرية

كما أن تونس ما بعد الثورة هي التي تنادي وتتحرك من أجل تفعيل اتحاد المغرب العربي، وهو ما يترجم آخر جولة للرئيس منصف المرزوقي في الدول المغاربية. 

ولا شك في أن هذا التوجه في الدبلوماسية التونسية تغذيه اقتناعات وإيديولوجيات حكام تونس الجدد وبينهم الوزير الشاب رفيق عبد السلام (43 عاما) الذي عرف بنشاطه السياسي والفكري وبتطلعه للتغيير، حيث وعد بعد تعيينه مباشرة في منصب وزير الخارجية بإحداث تغييرات جذرية في أسس السياسة الخارجية التونسية.

ونشط الدكتور رفيق عبد السلام -الذي ولد في مدينة الحامة بالجنوب التونسي-  أثناء دراسته في تونس ضمن الحركة الإسلامية، وهو من نشطاء حركة النهضة التي تقود الحكومة الحالية بعد أن فازت في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنحو 40% من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي.

 وكان عضوا في المكتب التنفيذي للنهضة خلال فترة المهجر ثم عضوا بمجلس الشورى مرتين إلى غاية سقوط بن علي وانتقال مؤسسات قيادة النهضة إلى الداخل.

وهو صهر الزعيم التاريخي لـحزب حركة النهضة راشد الغنوشي، حيث إنه متزوج بكريمته التي تعرف عليها أثناء دراسته الجامعية في لندن، غير أن هذه المصاهرة جلبت انتقادات للغنوشي بعد تعيين الدكتور رفيق عبد السلام وزيرا للخارجية، بسبب مقت التونسيين للمحسوبية التي مارسها الرئيس السابق زين العابدين بن علي خلال فترة حكمه.

وقد اضطر عبد السلام إلى مغادرة تونس بعد حملة القمع التي استهدفت حركة النهضة في بداية التسعينيات، ولجأ إلى المغرب ثم انتقل عام 1993 إلى بريطانيا التي كان يدير على أراضيها قناة "الزيتونة" لفضح ممارسات نظام بن علي والتعريف بالقضية التونسية.

مفكر وكاتب
وإلى جانب نشاطه السياسي، فإن رفيق عبد السلام خبير ومختص في السياسة والعلاقات الدولية، وحاصل على دكتوراه في الفكر السياسي الحديث من جامعة وستمنستر بلندن، وعمل باحثا في هذه الجامعة وفي أكسفورد للدراسات الإسلامية ببريطانيا أيضا.

وهو أيضا مفكر وكاتب له مؤلفات عدة، بينها "الإسلام والعلمانية والحداثة"، و"الولايات الأميركية بين القوة الصلبة والسلطة الناعمة"، إضافة إلى عشرات الورقات البحثية والمقالات باللغتين العربية والإنجليزية.

وحتى تعيينه على رأس الدبلوماسية التونسية، ترأس الدكتور رفيق عبد السلام قسم البحوث والدراسات في مركز الجزيرة للدراسات. كما أنه عضو في هيئات بحثية وعلمية عديدة من بينها اتحاد علماء المسلمين.

وعاد وزير خارجية تونس الحالي إلى بلاده بعد الإطاحة بنظام بن علي في 14 يناير 2011 ، ليساهم كما يقول في بناء تونس جديدة، منفتحة على محيطها العربي.

المصدر : مواقع إلكترونية