وقفتان مؤيدة ومعارضة للنائب العام بمصر

مؤيدون ومعارضون للنائب العام في وقفتين أمام دار القضاء العالي-أبوالعُلا
undefined

عبد الرحمن أبو العُلا-القاهرة

يبدو أن أزمة النائب العام المصري ستبقى مشتعلة فترة من الزمن، بعد أن نظم مؤيدو بقائه وقفة أمام مكتبه بالقاهرة ردا على وقفة أخرى نظمها المطالبون برحيله الذين أصدروا بيانا أعلنوا فيه رفضهم التعامل مع المستشار طلعت عبد الله "الذي رضي بالمنصب المغصوب من صاحبه الشرعي".

وكان النائب العام المصري المستشار طلعت عبد الله قد قدم استقالته لمجلس القضاء الأعلى الأسبوع الماضي بعد أن تظاهر العشرات من أعضاء النيابة العامة أمام مكتبه، قبل أن يعدل عنها لاحقا قائلا إنها جاءت نتيجة تعرضه للتهديد.

وأثارت عودة النائب العام عن استقالته استياء أعضاء النيابة العامة الذين سبق أن طالبوه بها، وقرروا تنظيم اعتصام اليوم الأحد أمام مكتبه حتى يقدم استقالته من جديد. وردد المعارضون هتافات منها "الشعب يريد رحيل النائب العام"، و"ارحل.. ارحل".

وقال أحد المطالبين برحيل النائب العام يدعى طارق محمد للجزيرة نت، إن مسألة تعيين المستشار طلعت عبد الله باطلة لأنها بُنيت على باطل بعد إقالة النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود بشكل "غير قانوني".

إجراءات أمنية مشددة اتخذت لمنع حدوث اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين (الجزيرة نت)
إجراءات أمنية مشددة اتخذت لمنع حدوث اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين (الجزيرة نت)

بيان رافض
وفي أعقاب وقفتهم الاحتجاجية، أصدر عدد من أعضاء النيابة العامة بياناً تحت عنوان "استقلال القضاة ضمانة للوطن والمواطن"، أعلنوا فيه رفضهم التعامل مع النائب العام المستشار طلعت عبد الله "الذي رضي بالمنصب المغصوب من صاحبه الشرعي".

وتساءل أعضاء النيابة "كيف نتعامل مع نائب عام دخل مكتبه في جنح الليل خلسة في حراسة فصيل معين والحرس الجمهوري؟ وكيف نقبل التعامل مع نائب عام هو في حقيقته نائب خاص ينفذ مشيئة المرشد العام للإخوان المسلمين؟

وأضاف البيان "كيف نتعامل مع من قبل أن يظل على كرسيه المغتصب بعدما اعتذرت قيادات النيابة جميعها معلنة رفضها له؟ وكيف نقبل بالتعامل مع من رضي ضميره بأن يتدخل في سير التحقيقات؟".

وتضمنت الأسئلة التي طرحها أعضاء النيابة العامة أيضا، كيف نقبل التعامل مع من يرفض مقابلتنا؟ وكيف نقبل التعامل مع من أتى بمساعد وزير العدل لشؤون مركز الدراسات القضائية يستعين به لإفشال وقفتنا؟ وكيف نقبل التعامل مع من سطر كتاب الاستقالة وأعلنها على الرأي العام وأيد ذلك بتصريحات وأحاديث ثم قرر العدول عنها لأسباب مغلفة؟

المؤيدون للنائب العام طالبوه بعدم الاستقالة (الجزيرة نت)
المؤيدون للنائب العام طالبوه بعدم الاستقالة (الجزيرة نت)

وقفة مؤيدة
في المقابل، نظّم المئات من مؤيدي بقاء النائب العام بمنصبه وقفة تضامنية معه أمام دار القضاء العالي مطالبين إياه بعدم الاستقالة. ورددوا هتافات منها "الشعب يريد تطهير القضاء" و"ولاد الزند أهُم"، في إشارة إلى رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند.

وقال المحامي صلاح محمد إنهم نظموا الوقفة لتأييد النائب العام ومنع الاعتداء عليه أو على ما سماها "الشرعية"، قائلا إن "هناك من يسعى لعزله واستبدال نائب عام تفصيل به".

ووسط المؤيدين للنائب العام وجدت مواطنة مصرية كبيرة السن، قالت إنها تريد "تطهير القضاء من الذين عينهم الرئيس المخلوع حسني مبارك"، وترفض رحيل النائب العام.

ولفتت -في حديثها للجزيرة نت- إلى أن هناك من يخاف من وجود هذا النائب العام حتى لا يفتح ملفات الفساد الخاصة بهم.

وخاطب المحامي أشرف عبد الباقي النائب العام قائلا "اثبت في مكانك لأن الشعب يؤيدك"، مشيرا إلى أن تعيين نائب عام جديد كان من أبرز مطالب الثورة.

وطالب عبد الباقي بعودة العمل إلى جميع المحاكم وتفعيل دور النيابة العامة، وحث المجلس الأعلى للقضاء على محاسبة كل من يعطل العمل في النيابات أو المحاكم.

وشاركه زميله علي عبد المقصود الذي قال للجزيرة نت إنه يرفض استقالة النائب العام تحت الإكراه، وإنه تنبغي المحافظة على مؤسسات الدولة.

وأكد المشاركون في وقفة تأييد النائب العام أنهم لا ينوون الدخول في اعتصام أمام دار القضاء العالي، وأشاروا إلى أن وقفتهم بمثابة رسالة للنائب العام بأن الشعب يؤيده، ورسالة أيضا لمن يرغبون في رحيله تحت الإكراه بأن هذا ليس مطلبا للجميع.

ومن جانبه، قرر النائب العام طلعت عبد الله عدم الحضور إلى مكتبه في دار القضاء العالي اليوم، وتوجه إلى مكتبه الآخر بضاحية التجمع الخامس بالقاهرة لإدارة شؤون النيابة.

وكانت الأجهزة الأمنية قد قامت بنشر قواتها حول أسوار دار القضاء العالي، منعا لحدوث أي اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للنائب العام.

المصدر : الجزيرة