اعتراف دولي بائتلاف سوريا وتحذير للأسد

afp/Participants pose for a family picture during the Friends of Syria conference in Marrakesh on December 12, 2012.
undefined

اعترفت أكثر من 120 دولة مشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أمس الأربعاء في مدينة مراكش المغربية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "ممثلا وحيدا للشعب السوري". من جهة أخرى حذر المشاركون في المؤتمر الرئيس بشار الأسد من استخدام السلاح الكيماوي.

 
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني في مؤتمر صحفي بعد اختتام المؤتمر "اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني ممثلا وحيدا" للشعب السوري.
 
وقد أشار بيان الدول المجتمعة في مراكش إلى أن الرئيس الأسد لم يعد يتمتع بأي شرعية وعليه التنحي للسماح بعملية انتقال سياسي، وحذره من مغبة استعمال السلاح الكيماوي في وجه الثوار وقد باتوا يحققون مكاسب لافتة في الآونة الأخيرة.
 
وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري عشرات الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى ممثلي المعارضة.
 
ويعد مؤتمر مراكش هو الأول منذ الاجتماع الذي أعلن فيه عن توحيد المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
 
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مراكش إن الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل "تقدما حقيقيا". وأضاف أن "النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة". وتابع هيغ "في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الإنسانية".
 
وفي مراكش أيضا، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز أن بلجيكا اقترحت على الائتلاف الوطني فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
 
وقال "اقترحت على الائتلاف فتح ممثلية في بروكسل"، وأوضح أن بلجيكا مستعدة أيضا "لاستضافة مؤتمر لأصدقاء سوريا أو اجتماع لحكومة انتقالية إذا شكلت بسرعة".
 
وأضاف أن "السفارة السورية في بروكسل لن تغلق" لكن "يمكن إقامة مكتب ثان" يمثل المعارضة في العاصمة البلجيكية. وأوضح أن فتح هذه الممثلية "يمكن أن يسهل من وجهة لوجستية" الاتصالات بين المعارضة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
 
وستعقد مجموعة أصدقاء الشعب السوري اجتماعها المقبل في إيطاليا، كما أعلن وزير الخارجية المغربي، دون تحديد موعد.
 
دعوة للإغاثة
وكان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب دعا في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته لوقف المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري، الذي قال إنه "ما زال يقصف بطائرات الميغ بشكل متوحش".
 
ودعا الخطيب العلويين إلى شن حملة عصيان مدني ضد الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي لهذه الأقلية، قائلا إن "الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها، وابدؤوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا".
 
وحمّل الخطيب روسيا المسؤولية الكاملة في حال استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، كما طالب إيران بسحب خبرائها من سوريا.

 
حمد بن جاسم: لم يعد هناك مبرر لعدم الاعتراف بالائتلاف (الأوروبية-أرشيف)
حمد بن جاسم: لم يعد هناك مبرر لعدم الاعتراف بالائتلاف (الأوروبية-أرشيف)
أهمية المؤتمر
وفي كلمته أمام المؤتمر، قال رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إن أهمية هذا المؤتمر تأتي من أنه جاء "بعد أن توحدت المعارضة السورية بجناحيها السياسي والعسكري ونبذت خلافاتها وجسدت بحق إرادة الشعب السوري في ظل عهدها الجديد الذي تلوح معالمه في الأفق".

وقال إن المجتمع الدولي أكثر استعدادا اليوم للوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم مطالبه وإنهاء معاناته، مشيرا إلى أن عدد القتلى فاق حتى الآن خمسين ألفا، إلى جانب ملايين النازحين والمشردين داخل البلاد وخارجها.

 
وذكر أنه "بعد توحد المعارضة لم يعد أي مبرر للتردد في الاعتراف بالائتلاف الوطني بعد أن أثبت أنه المؤتمن على الشعب السوري، حتى يستكمل مهمته في أسرع وقت ممكن".

وأشار إلى أن النظام السوري يتهاوى، والمرحلة المقبلة هي تأسيس العهد الجديد لبناء سوريا جديدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب الجميع، واقترح عقد مؤتمر دولي للمانحين لتلبية احتياجات الشعب السوري.

تحدي الكيماوي
أما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقال إن تشكيل ائتلاف المعارضة يمثل بصيص أمل لحل الأزمة في سوريا، في وقت بدا فيه النظام أكثر شراسة، "مع تحدي استخدام السلاح الكيماوي الذي ينطوي على عواقب وخيمة".

وأضاف أن "الحالة الإنسانية في سوريا تظل محور اهتمامنا"، وأعلن عن تبرع السعودية بمبلغ مائة مليون دولار لتخفيف معاناة الشعب السوري.

من جهته طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الائتلاف الوطني السوري بتعزيز وحدته المدنية والعسكرية من خلال تشكيل حكومة انتقالية سريعا. وبشأن جهود حل الأزمة قال إن العمل ما زال متعثرا في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية.
المصدر : الجزيرة + وكالات