مجزرة بدير الزور ومظاهرات بجمعة "أوان الزحف"

لم يكد ينقضي يوم الجمعة بسوريا حتى ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 80 شخصا، شهدت دير الزور سقوط عدد كبير منهم في "مجزرة" استهدفت سوقا شعبية، وموازاة مع تواصل القصف والاشتباكات خرج العديد من السوريين في مظاهرات بجمعة "أوان الزحف إلى دمشق".

ففي دير الزور سقط 18 قتيلا، من بينهم 12 امرأة وثلاثة أطفال، إثر قصف بالمدفعية على سوق شعبية مكتظة في بلدة القورية، وذكر ناشطون أن عدد القتلى مرشح للازدياد بسبب خطورة حالة عشرات الجرحى.

وفي المعضمية في ريف دمشق سقط أربعة قتلى من بينهم سيدة، وجرح آخرون في انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى البلدية، حسب ما أفاد به ناشطون. وهذه هي المرة السادسة التي تنفجر فيها سيارة مفخخة في معضمية الشام في أقل من شهر.

وقال عضو تنسيقة المعضمية وسيم الأحمد للجزيرة إن قذيفة هاون سقطت على المقبرة أثناء تشييع القتلى مما تسبب في سقوط عدد من الجرحى.

المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة في منطقة البساتين الواقعة بين بلدة داريا في ريف دمشق وحي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيرا إلى تعرض المنطقة "لقصف من صواريخ الطائرات الحوامة".

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية يشمل أيضا نهر عيشة وحي الحجر الأسود في جنوب دمشق.

رأس العين
من جانب آخر أفاد مراسل الجزيرة في تركيا بأن الجيش السوري الحر سيطر على مبنى فرع الأمن العسكري في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة عند الحدود مع تركيا، وأن رئيس الفرع قتل خلال الاشتباكات.

تسعة آلاف سوري نزحوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى تركيا (الفرنسية)
تسعة آلاف سوري نزحوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى تركيا (الفرنسية)

وأوضح أنه بعد اشتباكات عنيفة تمكن الجيش الحر من تطويق فرع الأمن العسكري عقب نفاد ذخيرة أفراد الفرع الأمني. وأشار إلى سماع أصوات قصف مدفعي من خارج مدينة رأس العين حيث تتمركز القوات النظامية السورية. وقال إن معظم أهالي المدينة نزحوا إلى القرى المجاورة أو إلى تركيا.

وقال المرصد السوري إن "ما لا يقل عن عشرين عنصرا من قوات الأمن السورية قتلوا وأسر عدد آخر إثر اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر الأمن ومقاتلين من عدة كتائب هاجموا مقار الأمن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة في مدينة رأس العين" التي سيطر عليها المعارضون. 

مظاهرات ولاجئون
ورغم القصف الذي تتعرض له العديد من المدن والبلدات، انطلقت مظاهرات عدة في سوريا اليوم للتنديد بممارسات النظام في جمعة أطلق عليها الناشطون "أوان الزحف إلى دمشق"، وهتف المتظاهرون فيها بنصرة الجيش الحر وطالبوا بإسقاط النظام.

وبث ناشطون مظاهرات على الهواء مباشرة من درعا ومن حي جوبر في دمشق ومن حلب. كما خرجت مظاهرات في دوما بريف دمشق.

من جانب آخر أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 11 ألف سوري لجؤوا إلى البلدان المجاورة -تسعة آلاف منهم إلى تركيا وألف إلى الأردن وألف إلى لبنان- خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أضخم عملية لجوء "منذ فترة من الوقت".

وأوضح المسؤول بالمفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة بانوس مومتزيس -خلال المنتدى الإنساني السادس حول سوريا في جنيف- أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا (تركيا ولبنان والأردن والعراق) يفوق 408 آلاف شخص.

بدورها أعلنت السلطات التركية اليوم الجمعة عن انشقاق 26 ضابطاً سورياً ودخولهم إلى أراضيها بينهم اثنان برتبة جنرال.

وذكرت سائل إعلام تركية أن 26 ضابطا سوريا من ذوي الرتب العالية انشقوا ولجؤوا مع عائلاتهم إلى تركيا، وأوضحت أن الجنود تم نقلهم وسط إجراءات أمنية إلى مخيم أب أيدن للاجئين السوريين. وبلغ عدد الجنرالات السوريين المنشقين الذين وصلوا إلى تركيا 44 جنرالاً.

المصدر : الجزيرة + وكالات