هنية: الربيع العربي منح النصر لغزة

رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة/ إسماعيل هنية
undefined
قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إن انتصار قطاع غزة على الاحتلال الإسرائيلي حقيقة راسخة منحها الربيع العربي، وأشاد بإنجازات المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي الذي تواصل طيلة ثمانية أيام قبل التوصل إلى اتفاق هدنة برعاية مصرية ومشاركة عدة أطراف إقليمية ودولية.
 
وأضاف هنية في كلمة متلفزة للتعليق على اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه مساء أمس الأربعاء ولا يزال ساري المفعول، أن انتصار المقاومة في قطاع غزة يأتي في ظرفية تشهد تغير زمن مصر والمنطقة العربية، في إشارة إلى الربيع العربي الذي بدأ في تونس وامتد إلى مصر وعدة دول عربية، وفي وقت أصبحت فيه الولايات المتحدة تسمع لغة جديدة.

وفي هذا السياق تقدم هنية بالشكر لمصر ورئيسها محمد مرسي الذي أعاد لمصر ريادتها وهيبتها ودورها الإقليمي الرائد، وذلك بالنظر إلى الدور الذي لعبته القاهرة من أجل التوصل إلى اتفاق التهدئة الذي سمي "تفاهمات خاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

كما أشاد هنية برد فعل الجامعة العربية حيث انعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة من أجل بحث العدوان على القطاع، وتلته زيارة وفد من وزراء الخارجية العرب على رأسه الأمين العام للجامعة نبيل العربي إلى غزة.

وأشاد في كلمته بأداء فصائل المقاومة الذي فاجأ العدو الإسرائيلي برد تميز بالدقة والعمق والقوة والصمود، والانضباط والإصرار على التواجد في الميدان، وبالحرص على وحدة الصفوف.

وأكد هنية أن انتصار المقاومة في غزة يدعو لاستخلاص مجموعة من الدروس أهمها "أننا نجحنا في الجمع بين البناء والمقاومة" من خلال الحكومة التي وفرت حاضنة للمقاومة، إضافة إلى وحدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، في إشارة إلى المظاهرات التي خرجت في الضفة تضامنا مع القطاع وتطورت أحيانا إلى اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال.

مشعل (يمين) وشلح أشادا بأداء المقاومةفي وجه العدوان الإسرائيلي(الجزيرة)
مشعل (يمين) وشلح أشادا بأداء المقاومةفي وجه العدوان الإسرائيلي(الجزيرة)

فشل الاحتلال
وفي وقت سابق قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف عدوانها على قطاع غزة، وأشاد بدور مصر الجديد في القضية الفلسطينية، كما أشاد بإنجازات المقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي.

وقال مشعل أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي بالعاصمة القاهرة بعد الإعلان عن اتفاق التهدئة، إن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة "كانت للعدو الإسرائيلي بالمرصاد"، ومنعته من تحقيق أهدافه التي أطلق من أجلها عدوانه الذي سقط فيه نحو 160 شهيدا وأكثر من 1100 جريح.

ووصف ما وقع في غزة بأنه "هزيمة أخرى" تعرضت لها إسرائيل، معتبرا أنها "محطة فقط في سلسلة هزائم تعرض لها الكيان الصهيوني وسيتعرض لها مستقبلا"، واعتبر أن نتائج العدوان على غزة "فشل ذريع للكيان الصهيوني"، وقال "نعتبر ما فعلته غزة نصرا وإنجازا للجميع".

وشكر مشعل القيادة المصرية وقال إنها استعادت دورها الحقيقي في المنطقة، وأضاف "اختبروا مصر فظهرت مصر بثورتها ووجهها الوطني القومي الذي نعرفه عنها منذ رأينا النور".

وتابع "تداعى العالم إلى مصر وطلب منها أن ترعى اتفاقا للتهدئة، وبكل أمانة قامت مصر بالمسؤولية بروح متكاملة، روح الدولة المحترمة التي وسّطها العالم وقامت بواجبها، ولم تنس واجبها القومي العربي الإسلامي".

وأضاف "مصر لا باعت القضية ولا ضغطت كما يقول البعض، بل تفهمت مطالب المقاومة ونقلتها بكل أمانة، وأدارت الموضوع بحرفية"، مشيرا إلى أن "شهداء ثورة 25 يناير لهم بصمة في هذا الاتفاق".

واعتبر أن ما وقع في غزة "درس في أن المقاومة هي الخيار، وأن هذا العدو لا بد أن يواجه بأوراق قوة على رأسها المقاومة"، وأنه "درس في أهمية المصالحة الوطنية"، وأنه "من أجواء هذا النصر سننطلق لإنهاء الانقسام وندوسه بالأقدام".

دعوة لليقظة

رمضان شلح:
ما حدث في غزة فشل ذريع واستثنائي في تاريخ الكيان الصهيوني، وغزة أغرقت إسرائيل وأمطرتها بوابل من الصواريخ وصلت إلى قلب تل أبيب

من جهته حيا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح في المؤتمر الصحفي نفسه، إنجازات المقاومة في غزة، وقال "نهنئ المقاومين الأبطال ونقبل أيديهم ورؤوسهم"، ودعاهم إلى اليقظة والحذر، متوقعا أن تنقض إسرائيل اتفاق التهدئة وتعود لمهاجمة غزة.

وقال موجها خطابه للمقاومين "لا تسترخوا، ابقوا مستنفرين، ثقوا بأنكم أمام غد مشرق بعد اليوم، فأنتم أجبتم على السؤال الذي طالما طرحناه، وهو كيف يمكن أن تتحرر فلسطين؟".

واعتبر أن المقاومة اليوم "تتكلم من منطلق قوة"، وقال "تحية لكل من أسهم وبذل جهدا من أجل أن يستطيع الشعب الفلسطيني أن يصمد"، ووصف هذا الشعب بأنه "يملك إرادة أكثر صلابة من الفولاذ".

وأكد شلح أن ما حدث في غزة "فشل ذريع واستثنائي في تاريخ الكيان الصهيوني"، وأن غزة "أغرقت إسرائيل وأمطرتها بوابل من الصواريخ وصلت إلى قلب تل أبيب".

وانتقد الموقف الأميركي والأوروبي والغربي من العدوان الإسرائيلي واعتبره منحازا للإسرائيليين، وقال إن القيادة الإسرائيلية "المهزومة" حاولت "أن تجيّر الموقف الدولي لصالحها"، مشيرا إلى أنه "لو لم يكن هناك ضوء أخضر أميركي لما كان لهذا العدوان أن يبدأ ويستمر ثمانية أيام".

المصدر : الجزيرة