السودان ينفي محاولة الانقلاب ويؤكد الاستقرار

وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان (2).jpg
undefined

قال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان إن السلطات وجهت للرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش و12 آخرين -بينهم مسؤولون بالجيش والأمن- تهمة التحريض على الفوضى، نافيا تعرض النظام في الخرطوم لمحاولة انقلابية، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن "إحباط مخطط تخريبي" فجر اليوم الخميس.

وقال الوزير في مؤتمر صحفي إن السلطات وجهت للمتهمين تهم التحريض على الفوضى واستهداف بعض القادة ونشر الشائعات عن صحة الرئيس عمر البشير، مضيفا أن الكثير من الحيثيات تجمعت حول "العمل التخريبي" الذي كان يهدف إلى إحداث فوضى وينال من بعض القيادات ويضرب استقرار البلاد، وأن الأدلة كانت كافية لاتخاذ القرار.

وأشار عثمان إلى أن قرار القبض على المتهمين جاء بهذه السرعة كي لا تحين "ساعة الصفر"، واصفا إياه بالعمل الاحترازي. كما لفت إلى ربط هذه الأحداث بصدور شائعات تنتهز مرض الرئيس البشير بهدف "إثارة البلبلة وتجهيز المسرح للعمل التخريبي".  

وقد أكد الوزير في مؤتمره الصحفي على استقرار الوضع الأمني، وأنه لا يوجد أي امتداد لهذه الأحداث بين القوات المسلحة والأمن والدفاع الشعبي، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تتابع الوضع منذ البداية، وأن ما جرى اليوم خطط لتنفيذه الخميس الماضي ثم أجّل إلى اليوم.

وفي السياق نفسه، قال وزير الإعلام السوداني للصحفيين "تذكرون أنه مع الاعتداء على (مجمع) اليرموك (بطائرات إسرائيلية)، قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن الاختراق في القوات المسلحة ممكن، لكن لدينا ما يكشفه"، وأضاف أن هذه الكلمات كان يقصد بها التحذير "لمن يتعظ".

وأوضح عثمان أنه تم رصد اتصالات داخلية وخارجية بصدد ما جرى اليوم، وأن الأجهزة الأمنية عاكفة على التحقيق مع المتهمين، مضيفا أنه سيتم الكشف عن النتائج عندما تتبين.

ولفت الوزير إلى أن النتائج ستكشف عند الإعلان عنها وجود "أحلام تراود بعض الأحزاب السياسية بأن هذا العمل سيهيئ المسرح لحراك يؤدي إلى سقوط النظام"، وتابع بقوله إن "هذه أحلام ليست لها سيقان".

‪اتهامات باستغلال مرض البشير للإطاحة به‬ (الفرنسية)
‪اتهامات باستغلال مرض البشير للإطاحة به‬ (الفرنسية)

انقلاب واحتواء
وفي سياق متصل، قال مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي إن وزير الإعلام لم يشأ وصف العملية بأنها انقلابية، لكن جميع المؤشرات ترجح أنها كانت كذلك.

وأضاف أن عثمان لم يربط بين العملية وبين الأحزاب بشكل مباشر، لكن الدلائل تشير إلى أن جميع الضباط المتهمين ينتمون إلى التيار الإسلامي، مما يعني أنها مواجهة إسلامية وداخل التيار الحاكم.

ومن جهته، قال الكاتب الصحفي راشد عبد الرحيم في اتصال لقناة الجزيرة من الخرطوم، إنه لا يمكن تسمية ما جرى بأنه صراع، لكن هناك تدافعا بين القوى داخل التيار الإسلامي مما يؤدي إلى ظهور تحركات داخل القوات المسلحة.

وتحدث عن بروز قوى تعبر عن تيارات إسلامية مختلفة وهي تتمتع بنفوذ داخل الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، فضلا عن تأثيرها على أجزاء من الجيش السوداني.

وأضاف أن لهذه القوى آراء في مجمل العمل العام، وخصوصا في موقف الحكومة من التحركات العسكرية للحركة الشعبية بشمال السودان والصراع مع دولة جنوب السودان المجاورة، حيث ترى أن موقف الحكومة ضعيف ويجب أن يكون ردها أقوى.

ورأى الكاتب الصحفي أن ما جرى اليوم لن يؤثر على الوضع السياسي في السودان لأنه قد تم التعامل معه بشكل مبكر ولم ينجم عنه عمل عسكري، ورجح أن يساعد التحرك السريع على وضع حد له في إطار التفاهم والتواصل بين القوى، خصوصا أنها تعمل جميعا ضمن الإطار الإسلامي.

وكان الأمن السوداني قد اعتقل اليوم 13 شخصا ينتمون للقوات  المسلحة والأمن والدفاع الشعبي وبعض المدنيين، ومنهم  مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق صلاح قوش، والعميد الركن في الاستخبارات العسكرية محمد إبراهيم عبد الجليل المعروف باسم "وَد إبراهيم"، وقائد الاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي سابقا اللواء ابن عوف، واللواء المتقاعد محمد ود إبراهيم.

المصدر : الجزيرة + وكالات