قضاة فرنسيون يحققون في وفاة عرفات

خلافات على فتح قبر عرفات
undefined

عينت فرنسا ثلاثة قضاة للمشاركة في تحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وسيتوجهون إلى رام الله في 26 من الشهر الجاري لأخذ عينات من رفاته، بعد أن تعززت فرضية التسميم إثر وثائقي بثته قناة الجزيرة في يوليو/تموز الماضي، وكشف وجود كميات غير طبيعية من مادة البولونيوم في مقتنياته الشخصية.

وقد بدأت الثلاثاء إجراءات وأشغال تمهيدية لفتح الضريح على أن تستمر 15 يوما على الأقل، بحسب ما أفاد به مصدر قريب من أسرة عرفات لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقد أغلقت السلطة الفلسطينية بالفعل المنطقة المحيطة بضريح عرفات قبل فتحه لإجراء الفحوص اللازمة على عينات من رفاته. وشوهد عدد من العمال وهم يضعون ستائر بلاستيكية زرقاء سميكة في محيط الضريح، في حين أغلقت قوات الأمن الطريق المحاذي للضريح الموجود في ساحة مقر الرئاسة الفلسطينية -أو ما يعرف بالمقاطعة- بسواتر حديدية.

وقد أشار مصدر مقرب من عائلة عرفات لوكالة الصحافة الفرنسية إلى "مراحل عدة" لفتح القبر، وأنه لن يتم فتحه إلا بوجود المحققين الفرنسيين والخبراء السويسريين والخبراء الروس الذين سيشاركون في التحقيق في أسباب وفاته.

‪فرضية تسميم عرفات تزايدت بعد وثائقي الجزيرة‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪فرضية تسميم عرفات تزايدت بعد وثائقي الجزيرة‬ (الجزيرة-أرشيف)

وذكر المصدر أنه نظرا لمكانة عرفات وحرمة الجسد فلن يسمح نهائيا للصحافة بتصويره أثناء أخذ العينة تحت أي ظرف.

ودعا اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ملف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى وجود أكثر من فريق للتحقيق، كي لا تكون السلطة الفلسطينية ملزمة بنتيجة واحدة.

وأضاف الطيراوي -في حديث للجزيرة ضمن برنامج لقاء اليوم يبث لاحقا- أن القرائن والبيانات تصب كل يوم في اتجاه أن إسرائيل هي التي اغتالت عرفات.

وفاة غامضة
وقد قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس -الأحد في خطاب بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لرحيل عرفات- إن السلطة لم تأل جهدا منذ "رحيل الأخ أبو عمار (عرفات) المفاجئ والغامض" قبل ثماني سنوات للبحث والتنقيب والتدقيق لمعرفة الحقيقة.

وذكر أن السلطة الفلسطينية شكلت لجانا لم يتوقف عملها طيلة هذه السنوات، وقال إنها "تتعاطى بجدية ومسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والهامة"، مؤكدا التنسيق مع محققين فرنسيين وخبراء سويسريين، وأيضا مع محققين من الحكومة الروسية، لفتح الضريح.

ولم تقدم أبدا أي معلومات طبية واضحة عن أسباب وفاة عرفات الذي فارق الحياة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي قرب باريس، وذلك بعد تدهور حاد وسريع في حالته الصحية استدعى نقله إلى فرنسا للعلاج.

يذكر أن هناك قناعة شديدة لدى المسؤولين الفلسطينيين وأقارب عرفات بأن إسرائيل قتلته بالسم.

وطرحت فرضية وفاته بالسم من جديد بعدما بثت قناة الجزيرة يوم الثالث يوليو/تموز الماضي شريطا وثائقيا يفيد بأن مركزا متخصصا في لوزان أجرى تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من بعض المقتنيات الشخصية لعرفات تسلمتها أرملته من المستشفى العسكري في بيرسي، أظهر وجود "كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم المشعة".

المصدر : وكالات