معارضة سوريا تسعى لاعتراف عربي

المعارضة السورية توقع اتفاقاً في الدوحة لتوحيد صفوفها
undefined
يبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مساعيه للحصول على الاعتراف والدعم المادي من الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، في خطوة قد تسبق اعترافا أوسع بالكيان الجديد ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر دبلوماسي قوله إن الرئيس المنتخب للائتلاف أحمد معاذ الخطيب دعي لحضور اجتماع القاهرة لعرض رؤية الائتلاف خلال المرحلة القادمة والسعي للحصول على اعتراف عربي به كممثل وحيد للشعب السوري.
 
وتوجه الخطيب إلى القاهرة في إطار تحرك قالت قطر إنه "خطوة أولى" نحو الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للسوريين. وقال الخطيب إن المعارضة بتوحدها قامت "بخطوة إلى الأمام وبات يتعين الآن على المجتمع الدولي أن يفي بتعهداته".

من جانبه ذكر عضو الائتلاف وليد البني أن المجتمع الدولي مطالب بأن "يثبت جديته" تجاه الشعب السوري وذلك بعد تجاوز مشكلة توحيد المعارضة، وتوقع في حديث للجزيرة أن يحصل الكيان الجديد على الاعتراف في اجتماع القاهرة.

وعبّر البني عن أمله في الحصول على "ما هو أهم من الاعتراف" من خلال الدعم المادي لمواجهة متطلبات الشعب السوري في الداخل، والدعم العسكري لتمكين الجيش السوري الحر من مواجهة طائرات القوات النظامية، إضافة إلى دعم لتكوين مجلس عسكري موحد لتنسيق العمليات الميدانية.

وحتى ولو لم تحصل المعارضة السورية على الأسلحة بشكل مباشر بإمكانها شراء الأسلحة إذا ما حصلت على اعتراف دولي، بحسب ما أوضحه للجزيرة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الذي رعى اتفاق المعارضة في الدوحة، وقال العطية "عندما يحصلون على شرعية دولية، يمكنهم إبرام العقود التي يريدونها للحصول على الأسلحة".

رياض سيف تحدث عن وعود دولية بتقديم دعم للمعارضة السورية (الجزيرة)
رياض سيف تحدث عن وعود دولية بتقديم دعم للمعارضة السورية (الجزيرة)

وعود دولية
من جهته، تحدث رياض سيف نائب رئيس الائتلاف عن حصول المعارضة السورية على وعود بالدعم المادي.

وكان المجلس الوطني السوري يعاني من نقص حاد في التمويل، واشتكى من تجفيف مصادر تمويله في الأشهر الأخيرة. وقال رئيس المكتب المالي للمجلس سمير نشار لوكالة الصحافة الفرنسية "منذ منتصف شهر مارس/آذار الماضي لم نتحصل إلا على 40 مليون دولار بعد أن وعدونا في البداية بـ150 مليون دولار شهريا".

وأضاف نشار "في منتصف مارس/آذار وصلنا مبلغ خمسة ملايين دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم 15 مليون دولار على ثلاث دفعات من دولة قطر، وأخيرا 20 مليونا و400 ألف دولار من ليبيا بتاريخ 23 أغسطس/آب الماضي".

ردود الفعل
وتوالت ردود الفعل المرحبة باتفاق توحيد المعارضة، واعتبرت الولايات المتحدة الأميركية الاتفاق "خطوة مهمة في طريق تحقيق الحرية للشعب السوري"، وأكدت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز للجزيرة أن الولايات المتحدة ستقدم مزيداً من الدعم للشعب السوري.

وبينما تعهدت فرنسا بالعمل على الحصول على اعتراف دولي بهذا الكيان "كممثل شرعي لطموحات الشعب السوري"، قالت بريطانيا إنها ترى في الائتلاف "جسما قادرا على إدارة المرحلة الانتقالية".

وأعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن ترحيبه بالاتفاق، ووصفه بأنه مجرد خطوة أولى ستليها الكثير من الخطوات، وقال إن "التبرير بأن المعارضة منقسمة قد ولّى"، وشدد على أن توحيد المعارضة صفوفها يستدعي دعما ومساعدة دولية أكبر.

من جانبه رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بإعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، واعتبر -في لقاء مع الجزيرة- الاتفاق بداية خطوة هامة لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب السوري لنقل سلمي للسلطة.

في المقابل طالبت روسيا الائتلاف الجديد بالسعي لإنهاء الأزمة السورية عن طريق التفاوض ورفض التدخل الخارجي، واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن "الفيصل الرئيسي (لروسيا) ما زال استعداد مثل هذه الائتلافات للعمل على أساس خطة حل سلمي للصراع من جانب السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي عن طريق الحوار والمفاوضات".

وردا على هذه الدعوة قال وليد البني إن الائتلاف قام على مبدأ رفض الحوار مع "قتلة الشعب السوري"، مبديا اعتراضه على أي دعوة للحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته.

المصدر : الجزيرة + وكالات