ملك الأردن: قلة ترفع شعار إسقاط النظام

epa03003390 A handout photograph released by the Jordaniian Royal Palace on 14 November 2011 showing Jordanian King Abdullah II delivering a speech at Raghadan Palace in Amman, Jordan, 14 November 2011. Media reports state on 14 November 2011, that Jordanian King Abdullah II said Syrian President Bashar al-Assad should step down in the interests of his country.
undefined

محمد النجار-عمان

وصف الملك الأردني عبد الله الثاني من يرفعون شعار إسقاط النظام في المملكة بأنهم "عدد قليل جدا من المشاركين في الحراك"، وهي المرة الأولى التي يتناول فيها الملك هذا الشعار الذي رفع في مواقع محدودة بالبلاد رغم تكرار شعارات تنال من الملك وتوجه له اتهامات قاسية مؤخرا.

وقبيل خطاب ألقاه أمام آلاف السياسيين وممثلي العشائر أوعز عبد الله الثاني إلى الحكومة بالإفراج عن 20 معتقلا سياسيا اتهموا بالعمل على تقويض النظام، بعد أن رددوا شعارات تناولت الملك بشكل لافت خلال مسيرات واعتصامات.

وتنوع خطاب الملك بين ما وصفه مراقبون بـ"اللغة التصالحية" تجاه "المعارضة الإيجابية"، واللغة الهجومية تجاه "المعارضة والحراك السلبي"، كما لفت الأنظار تأكيد الملك خلال اللقاء على "النظام الملكي الدستوري" للأردن.

‪مسيرات المعارضة بدأت رفع سقف انتقادها للسلطة مؤخرا‬ (الجزيرة)
‪مسيرات المعارضة بدأت رفع سقف انتقادها للسلطة مؤخرا‬ (الجزيرة)

مقاطعة الانتخابات
وقال الملك الأردني إن "النظام هو المؤسسات والمواطنون، وكل فرد في هذا المجتمع هو جزء من النظام، (…) وهذه الدولة الأردنية ليست إنجازا لشخص أو طرف واحد وإنما هي إنجاز تراكمي لكل الأردنيين".

ودافع في خطابه عن حكم الهاشميين للأردن قائلا "إذا كان هدف تلك الشعارات التشكيك بالرعاية الهاشمية للدولة فإن الحكم بالنسبة للهاشميين لم يكن مغنما يسعون إليه، وإنما مسؤولية وتضحية لخدمة الأمة والدفاع عن قضاياها". وأضاف "وقد قدمنا في سبيل ذلك العديد من الشهداء ولم يكن الحكم بالنسبة لنا أيضا وفي أي يوم من الأيام قائما على احتكار السلطة ولا على القوة وأدواتها".

ثم تحدث الملك عن نفسه بالقول إنه مستمر على هذا النهج، مؤكدا اعتزازه أولا بشرف "النسب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم"، ثم ما يترتب عليه من التزامات لكونه مواطنا أردنيا.

واعتبر الملك أن الأردن "يسير بالاتجاه الصحيح"، داعيا الأحزاب للمشاركة في الانتخابات المقبلة، حيث رأى أن التغيير سيكون بحجم المشاركة في الانتخابات التي أعلنت قوى المعارضة الرئيسية مقاطعتها.

وتابع أمام عدد من قادة المعارضة قائلا إن المعارضة البناءة والحراك الإيجابي طموح مشروع ومطلوب، "أما الحراك السلبي والشعارات الفارغة ومحاولات إثارة الفتنة والفوضى فهذه مرفوضة".

وقد هتف عدد من المشاركين ضد المعارضة أثناء اللقاء، ونددوا بأماكن مسيراتها واعتصاماتها مثل ساحة النخيل وسط العاصمة عمان.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تطرق الملك الأردني للأزمة الاقتصادية وقال إن الأردن تحمل خسائر قدرها أربعة مليارات دولار جراء انقطاع الغاز المصري.

كما أكد دعمه لشعارات مكافحة الفساد، وانتقد سياسيين تولوا مناصب ثم تحولوا إلى المعارضة قائلا "لما يكونوا في موقع المسؤولية كل شيء صحيح وعال العال، ولما يكونوا خارج مواقع المسؤولية كل شيء غلط".

‪عربيات: نقاطع الانتخابات وليس المجتمع ومشكلاته‬ (الجزيرة)
‪عربيات: نقاطع الانتخابات وليس المجتمع ومشكلاته‬ (الجزيرة)

إصلاح النظام
وبعد حضوره الخطاب داخل الديوان الملكي، قال رئيس مجلس النواب الأسبق والقيادي البارز في الحركة الإسلامية عبد اللطيف عربيات إن الإسلاميين لا يتبنون شعار إسقاط النظام، وقال للجزيرة نت "ليس واردا عندنا تغيير النظام في الأردن، وخلافنا مع نهج الحكم الذي نريد إصلاحه".

وعن دعوة الملك إلى المشاركة في الانتخابات، قال عربيات إن الإسلاميين ماضون في مقاطعتهم بناء على قرار مؤسساتهم، وأضاف "نحن نقاطع الانتخابات ولا نقاطع مجتمعنا ومشكلاته، كما لا نقاطع الحوار واللقاءات مع الملك ومع كافة المستويات في الدولة".

وأكد عربيات أن مقاطعة الإسلاميين تقوم على وجوب محاربة قانون الصوت الواحد لأنه لا يأتي ببرلمانات "تعبر عن إرادة الشعب"، وكشف عن برنامج ستتبناه الحركة الإسلامية قريبا لإدارة مرحلة مقاطعة الانتخابات ومرحلة ما بعد انتخاب البرلمان، في حال جريان الانتخابات كما هو معلن.

وفي الوقت نفسه، أكد القيادي الإسلامي على أن معارضة الإسلاميين "ستبقى سلمية تحت سقف الدستور وضمن ما تسمح به القوانين".

وأبدى عربيات تخوفه من "الوضع الاقتصادي الخطير"، معتبرا أنه "أخطر من الانسداد السياسي"، واعتبر أن عدم معالجته بحكمة وعبر حوار وطني "سيؤدي لانفجاره بما قد يأتي بنتائج خطيرة".

المصدر : الجزيرة