أمير قطر: غزة ساهمت في الربيع العربي

أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يلقي كلمة أمام الشعب الفلسطيني من داخل الجامعة الإسلامية في غزة
undefined
قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إن صمود أهل غزة في وجه الحصار الإسرائيلي كان أحد أسباب الربيع العربي، ودعا في كلمة ألقاها في الجامعة الإسلامية في غزة إلى الوحدة بين الفلسطينيين، وإلى تفعيل القرارات العربية والغربية بخصوص إعادة إعمار القطاع.
 
واعتبر الأمير أن "صمود أهل غزة في وجه العدوان الإسرائيلي كشف تخاذل دعاة التسليم بالواقع العربي بما فيه من ضعف وبؤس"، وأكد أن ذلك الصمود كان من دواعي إثارة رياح الربيع العربي "التي تحمل الآن البشرى بغد أفضل لاسترداد الشعوب العربية كرامتها وحظها في التنمية من الاستقرار".
 
وقال الشيخ حمد في كلمته "لا أريد تقديم دروس في توحيد المواقف لكن الواقع يحتم عليكم أنتم الفلسطينيين التفكير في الواقع لأن انقسامكم يلحق الضرر الأكبر بقضيتكم وقضية العرب، خاصة أن رياح التغيير العربي همشت الاهتمام بالقضية الفلسطينية إعلاميا". وأضاف "إن لم يحصن أهل الدار أولا فلن تكون منيعة بأيدي الآخرين".

ودعا الشيخ حمد إلى جعل عدالة القضية الفلسطينية الشغل الشاغل لجميع الأطراف وطالب بتجاوز الأهداف الفئوية الضيقة، وأكد أن "الانقسام الفلسطيني أشد ضررا من العدوان الإسرائيلي المتكرر"، واعتبر أن جلوس الفلسطينين معا سيسمح بالوصول إلى سلام عادل "تقبل به إسرائيل أو تجبر عليه".

نقض العهود
من جانب آخر انتقد أمير قطر عدم وفاء بعض الأطراف العربية والغربية بالوعود التي قطعتها من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وقال إن تقديم المساعدة إلى غزة لن يكون منة بل هو "واجب قومي وإنساني".

وقال إن الجرح الفلسطيني يظل نازفا في ظل استمرار العدوان والتهويد مقابل عجز عربي بسبب الفرقة وعدم احترام الشرعية الدولية، وسياسة الكيل بمكيالين من قبل القوى الكبرى.

واختتم الأمير كلمته بتوجيه الشكر "للشعب المصري ولثورته المجيدة وللرئيس محمد مرسي الذين لولاهم لم نكن بينكم اليوم".

ومنحت الجامعة الإسلامية بغزة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزا بنت ناصر الدكتوراه الفخرية لجهودهما في مساندة قطاع غزة.

وقدمت للأمير هدايا رمزية شملت زيت زيتون وترابا من القطاع إضافة إلى مفاتيح بيوت فلسطينية رمزًا للتمسك بالأرض ورفض التخلي عنها.

والتقى الأمير الذي يرافقه في الزيارة وفد هام من المسؤولين القطريين عددا من الشخصيات الأكاديمية والسياسية الفلسطينية.

وتوجه الأمير في أعقاب كلمته إلى معبر رفح في سيارة قادها رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية في نهاية الزيارة التاريخية التي قادته إلى غزة.

أمير قطر قرر رفع المنحة الموجهة للقطاع لتصل إلى 400 مليون دولار (الفرنسية)
أمير قطر قرر رفع المنحة الموجهة للقطاع لتصل إلى 400 مليون دولار (الفرنسية)

المشاريع القطرية
وكان أمير دولة قطر قد وصل إلى قطاع غزة، في أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول عربي على هذا المستوى إلى القطاع، بعد سنوات من الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.

ودخل موكب الشيخ حمد القطاع من معبر رفح، حيث هبطت الطائرة التي تقله والوفدَ المرافق له. ولقي الوفد القطري في استقباله، في الجانب الفلسطيني من رفح، كبار المسؤولين الفلسطينيين في غزة، يتقدمهم رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية.

ووضع الأمير حجر الأساس لبناء مدينة حمد السكنية في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي ستخصص لإيواء مَن هدمت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. ويعد المشروع واحدا من جملة مشاريع تمولها قطر، في سعيها لإعادة إعمار القطاع، وبينها مركز صحي للأطراف الصناعية.

وأعلن إسماعيل هنية أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قرر رفع المساعدة المخصصة لمشروعات إعمار القطاع من 254 مليون دولار إلى 400 مليون، واعتبر هنية أن زيارة أمير دولة قطر لقطاع غزة إعلان رسمي لكسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على القطاع منذ سنوات.

 وأوضح أن المنحة الإضافية تشمل خصوصا زيادة عدد الوحدات السكنية في مدينة حمد الإسكانية ليصبح "ثلاثة آلاف وبناء مدينة سكنية للأسرى المحررين بقيمة 25 مليون دولار وإقامة مركز للإصلاح والتأهيل بقيمة ثمانية ملايين دولار، كما رفعت قيمة مستشفى الأطراف الصناعية إلى 15 مليون دولار بدلا من 2.5 مليون دولار.

وتشمل المشاريع القطرية في غزة أيضا مدرستين ومركزا صحيا وآخر تجاريا ومسجدا ومستشفى، إضافة إلى إنشاء طريق صلاح الدين بطول 28 كلم وشارع الرشيد الساحلي (الكورنيش) بطول 35 كلم وشارع الكرامة على طول شرق قطاع غزة.

في المقابل استنكرت إسرائيل زيارة أمير دولة قطر، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ييجال بالمور قوله إن أمير قطر "ألقى بالسلام تحت عجلات الحافلة من خلال قراره دعم منظمة إرهابية تنغص حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، في إشارة إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

وأعرب بالمور عن "استغرابه" لكون الشيخ حمد "قد اختار أحد الطرفين في النزاع الفلسطيني الداخلي وقرر دعم المتطرفين الذين ينادون بالعنف".

المصدر : الجزيرة