تلحمي: تخوف أميركي من تسليح ثوار سوريا

Mohammad Taieb Ismail, 70, (back-R) stands next to members of his family as they clean weapons before going to the frontline in the Saif al-Dawla district of the northern Syrian city of Aleppo on October 6, 2012. Led by Mohammad Taieb Ismail, 30 men of the same family have launched the "Al-Saiqa" (Lightening) rebel brigade to fight regime forces in northern Syria. AFP PHOTO/Tauseef MUSTAFA
undefined

ياسر باعامر-جدة

حدد عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية شبلي تلحمي ثلاثة عوامل لعدم تسليح واشنطن المعارضة السورية، هي افتقار الوضع في سوريا لغطاء دولي وأممي شرعي، وغياب معارضة سورية موحدة، إضافة إلى أبعاد إستراتيجية "خطيرة وعميقة" إذا تم التسليح.

وأضاف البروفيسور التلحمي -الذي كان مستشارا في الخارجية الأميركية- أنه لا أحد يعرف مدى تلك الأبعاد التي يمكن أن تحدث بعد سقوط الأسد، فالأمر هنا مختلف عما حصل في الثورة الليبية، لأن الأبعاد الإستراتيجية فيها محدودة مقارنة بما يمكن أن يحصل في سوريا قائلاً إن الأمر هنا "مختلف كلياً".

نقطة أخرى حاول تلحمي التركيز عليها تتعلق بما يدور في ورش النقاش الداخلي لدى الساسة الأميركيين من استذكار دعمهم للمجاهدين الأفغانيين بالأسلحة الفتاكة في الحقبة السوفياتية والتطورات العكسية التي حصلت تجاه مصالحهم.

السيناريو الأفغاني
وأوضح أن كل سياسي أميركي متخوف من عملية تسليح المعارضة، خشية تكرار السيناريو الأفغاني، مؤكدا أن أميركا لا تريد أن تكون "اللاعب الرئيسي في الملف السوري".

تلحمي: 78% من الشعب الأميركي يرفضون تسليح المعارضة السورية أو توجيه هجمات أميركية على القوات النظامية (الجزيرة)
تلحمي: 78% من الشعب الأميركي يرفضون تسليح المعارضة السورية أو توجيه هجمات أميركية على القوات النظامية (الجزيرة)

وأعطى تلحمي، دلالات مهمة مستنداً على آخر استطلاعات الرأي التي أجراها بنفسه توصل فيها إلى أن 78% من الشعب الأميركي يرفضون تسليح المعارضة السورية أو توجيه هجمات أميركية على القوات النظامية أو حتى إرسال جنود بلادهم لتحرير سوريا من نظام الرئيس بشار الأسد.

في المقابل، فإن أغلبية الأميركيين يتعاطفون مع الشعب السوري ضد الأسد، ويؤيدون تشديد العقوبات الاقتصادية ضد النظام وفرض حظر جوي على الطائرات السورية.

ونفى تلحمي وجود مخاوف أميركية من وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مرحلة ما بعد الأسد، رغم تأكيده عدم رغبة البيت الأبيض بمجيء تيار ديني في السلطة، لافتا إلى أن ما يهم الأميركيين الاستقرار في الفترة الانتقالية واختيار الشعب لحكامه بديمقراطية وحرية.

أوباما ورومني
ورفض تلحمي التحليلات السياسية التي تشير إلى وجود صفقة أميركية روسية عبر سماحها لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعقد صفقة عسكرية مع الروس، لإغراء موسكو بالابتعاد عن دمشق.

وقال إن الأميركيين فشلوا في جميع محاولاتهم المتكررة لتغيير موقف الروس "المبدئي" الداعم للأسد، لكنه استدرك بالقول إن موسكو تتخلى عن الأسد إذا شعرت أن نظامه على وشك الانهيار.

وفي ملف الانتخابات الأميركية أشار تلحمي إلى أنه في حال فوز مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإنه سيعيد المحافظين الجدد إلى إدارة ملف السياسة الخارجية، ولا سيما أن أغلب مستشاري رومني كانوا يعملون مع الرئيس الأسبق جورج بوش، إضافة إلى أنه سيكون متأثراً بالقاعدة الانتخابية للجمهوريين التي تحمل رؤية متطرفة للعرب والمسلمين.

وفي لعبة الانتخابات الأميركية، أكد تلحمي أن الشارع الأميركي يرى أن الرئيس باراك أوباما تفوق في إدارة السياسة الخارجية وقام بخطوات بينها الانسحاب من العراق وقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أن العامل الأخير لن يكون له تأثير على صوت الناخب الأميركي.

المصدر : الجزيرة