تفاوت مواقف الجيش الحر من الهدنة

epa03398381 The UN-Arab League envoy, Lakhdar Brahimi, talks to media following a meeting with Syrian President Bashar Assad in Damascus, Syria on 15 September 2012 that focused on the 18-month-old crisis in the country. Brahimi?s meeting with Assad is the first since he has replaced the former UN Secretary General Kofi Annan. Brahimi, who is on a three-day visit to Syria, held a series of meetings in Damascus with Syrian officials and opposition leaders in order to shape a clear perspective for his future initiative to end the crisis. EPA
undefined

تفاوتت المواقف داخل الجيش السوري الحر من اقتراح المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي القاضي بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى الأسبوع المقبل، وهو اقتراح أبدى النظام السوري والمجلس الوطني المعارض استعدادا لبحثه شرط أن يحترمه الطرف الآخر.

وقال العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر للجزيرة إن الأخير يوافق بشكل مبدئي على أي هدنة لوقف النار والقتل لكن بوجود ضمانات حقيقية، وألا تكون هذه الهدنة فرصة للجيش النظامي لزيادة وتيرة القتل.

وأضاف أنهم متوجسون من أي مبادرة لوقف النار بسبب تجارب الجيش النظامي السابقة في خرق الهدنات، وخصوصا تلك التي تضمنتها مبادرة قدمها سلف الإبراهيمي كوفي أنان، حيث كان جيش النظام يخرقها يوميا تحت أعين عشرات المراقبين الأجانب ويتهم الجيش الحر بهذه الخروقات.

وختم الكردي بأن مبادرة الإبراهيمي لم تصلهم بعد بشكل رسمي وسمعوا عنها فقط في الإعلام، مؤكدا عدم التنسيق مع المجلس الوطني السوري في موضوع الهدنة التي لن يصدر عنه موقف واضح وصريح قبل استلامها.

في السياق نقل مراسل الجزيرة في حلب رفض لواء الفتح -ثاني أكبر الأولوية المقاتلة في حلب- المطلق لأي هدنة قد "تفك الخناق" عن الجيش النظامي المحاصر في جبهات عدة.

وأضاف القادة الميدانيون -حسب المراسل- أن سوابق النظام باستغلال الهدنات للتغول في القتل والتدمير تؤكد صوابية موقفهم، كما ناشدت الكتائب المقاتلة قيادة الجيش الحر والمجلس الوطني برفض الهدنة.

فابيوس: باريس ساعدت 15 مجلسا ثوريا مدنيا خلال الأشهر الماضية (الفرنسية)
فابيوس: باريس ساعدت 15 مجلسا ثوريا مدنيا خلال الأشهر الماضية (الفرنسية)

دعم فرنسي
وكان رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا رحب بدعوة الإبراهيمي. وقال "نرحب بأي وقف للقتل، ونعتقد أن الدعوة موجهة بالدرجة الأولى إلى النظام الذي يقوم بقصف المدن والبلدات السورية".

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن نجاح أي مبادرة يتطلب تجاوب الطرفين، واعتبر أن الجانب السوري مهتم بالبحث في هذا الطرح، "ونتطلع إلى لقاء السيد الإبراهيمي لنرى ما هو موقف الدول النافذة الأخرى التي أجرى محادثات فيها خلال جولته".

وتساءل عن إمكانية أن تضغط هذه الدول على "المجموعات المسلحة التي تستضيفها وتمولها وتسلحها" لكي تلتزم بوقف إطلاق النار هذا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اجتماع اليوم بباريس مع ممثلي المجالس الثورية المدنية التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا، إن باريس تستمع لممثلي المجالس لمعرفة احتياجاتهم استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد.

وأشار الوزير الفرنسي إلى مساعدة بلاده المالية لـ15 مجلسا ثوريا مدنيا خلال الأشهر الماضية.

في الأثناء يبحث الإبراهيمي اليوم ببيروت مع المسؤولين اللبنانيين الأزمة السورية التي انعكست على لبنان اشتباكات مسلحة بين مؤيدين ومعارضين للنظام لا سيما في مدينة طرابلس (شمال)، راح ضحيتها قتلى وجرحى.

وتأتي زيارة بيروت، التي لم تكن معلنة، ضمن جولة للإبراهيمي في المنطقة حملته إلى السعودية وتركيا وإيران ومصر، وخصصت للبحث في سبل التوصل لإنهاء النزاع في سوريا المستمر منذ عشرين شهرا.

أردوغان (يسار) اقترح على أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية (الفرنسية)
أردوغان (يسار) اقترح على أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية (الفرنسية)

اقتراح تركي
من ناحية أخرى اقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان أنه اقترح منظومة ثلاثية قد تتألف من تركيا ومصر وإيران، وأضاف أن هناك منظومة ثانية قد تتكون من تركيا وروسيا وإيران، وثمة منظومة ثالثة قد تضم تركيا ومصر والسعودية.

وتأتي المبادرة التركية لتجاوز معارضة السعودية لمشاركة إيران في محادثات رباعية دعت إليها مصر في وقت سابق.

من جهة أخرى، قالت مصادر في المعارضة السورية إن المعارضين لنظام الأسد اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للإشراف على معركتهم للإطاحة به.

ويهدف القرار -الذي اتخذه عشرات المعارضين ومنهم قادة الجيش السوري الحر في اجتماع داخل سوريا يوم الأحد- إلى تحسين التنسيق العسكري بين المقاتلين، وإنشاء قيادة واحدة يأملون أن تكون القوى الخارجية مستعدة لتزويدها بأسلحة أقوى.

أما المعارضة السياسية، فقد حدد المجلس الوطني السوري الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني موعدا لعقد مؤتمر في الدوحة لتوحيدها. ومن المتوقع أن تتألف القيادة الموحدة للمعارضة من ستين عضوا يمثلون معظم العناصر التي تقاتل في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات