"مجزرة" بداريا وتصاعد المعارك بسوريا

اكتشف أهالي مدينة داريا بريف دمشق اليوم "مجزرة مروعة" بعثورهم على مائة جثة تعود لمدنيين أعدموا ميدانيا داخل المشفى الوطني على يد قوات الأمن والشبيحة التابعة للنظام السوري، وفق ناشطين. وبينما تواصل القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة من البلاد تصاعدت حدة المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام خاصة في حلب وإدلب وحمص.

في غضون ذلك حصلت الجزيرة على شريط مصور يظهر فيه مدير مكتب وزير الداخلية السوري السابق ومدير منطقة السلمية في محافظة حماة عناد العباس وقد أعلن انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه إلى مجلس قوى الأمن الداخلي للثورة السورية.

وقال العقيد العباس إن أسباب انشقاقه تتلخص في ارتكاب النظام السوري ما سماها مجازر بحق المدنيين.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الأحد سقوط 185 قتيلا بينهم ست سيدات وخمسة أطفال، وبين القتلى 124 سقطوا في دمشق وريفها منهم 100 عثر عليهم في المشفى الوطني بمدينة داريا، وأشارت الشبكة إلى سقوط 19 قتيلا في إدلب و11 في حمص وعشرة في حلب وتسعة في درعا وستة في اللاذقية وأربعة في دير الزور وقتيل في كل من حماة والقنطيرة.

وبخصوص "مجزرة" داريا الجديدة، قالت الهيئة العامة للثورة إن جميع الجثث تعود لمدنيين أعدموا ميدانيا، مشيرة إلى أنه عثر عليهم مكبلي الأيادي. وقد بث الناشطون على الإنترنت صورا للجثث.

وفي هذا السياق أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن عناصر الشبيحة والأمن سارعوا بشكل جنوني بعد الكشف عن المجزرة إلى المشفى لإفراغ براداته من الجثث.

وكانت داريا شهدت مجزرة راح ضحيتها المئات من المدنيين أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، إثر اقتحام قوات النظام السوري للمدينة وفق ما أفاد به ناشطون بثوا صورا على الإنترنت حينها.

‪تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام‬ (الجزيرة)
‪تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام‬ (الجزيرة)

تصاعد الاشتباكات
في غضون ذلك كثفت الكتائب التابعة للجيش الحر هجماتها الأحد ضد مواقع قوات النظام التي لجأت إلى الغارات الجوية والقصف المدفعي في محاولة لاستعادة نقاط عسكرية سيطر عليها المقاتلون خاصة في شمال البلاد.

وشن مقاتلون من الجيش الحر صباح الأحد هجوما جديدا على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان التي يسيطرون عليها بريف إدلب، في محاولة هي الثانية خلال يومين لاقتحام المعسكر الأكبر في المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقد استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي لقوات النظام اليوم في محاولة لاستعادة هذه المدينة الإستراتيجية، وهي معبر إلزامي لإمدادات النظام المتجهة إلى حلب.

كما قصف الطيران بلدة معرشورين القريبة من معرة النعمان ومدينة سراقب، بينما تعرضت بلدتا كفر سجنة وحيش للقصف، وسجلت اشتباكات عنيفة بالقرب منها وفق ناشطين.

وفي مدينة حلب قصفت قوات النظام بالمدفعية والطيران أحياء الشعار والجميلية ومساكن هنانو وبستان القصر، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في حي كرم الجبل وبلدة خان العس، وقصف الطيران الحربي مدن وبلدات دير حافر وحيان والباب وبزاغة بريف حلب، وفق شبكة شام الإخباري.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الحر أحكم قبضته على الجامع الأموي في حلب الذي تعرض للحرق نتيجة لقصف قوات النظام، وأضاف أن الثوار أخرجوا قوات النظام من المنطقة المحيطة بالمسجد عقب اشتباكات عنيفة. في المقابل ذكر التلفزيون الرسمي أن قوات النظام أعادت السيطرة على الجامع الأموي بحلب بعد معارك عنيفة مع مسلحين، وهو أمر نفاه الجيش الحر.

قصف وسيطرة
وفي العاصمة دمشق تجددت حملة تفجير المنازل وهدمها في حي التضامن على يد جيش النظام، كما دوى انفجار ضخم في منطقة المزة فيلات بحي المزة وفق شبكة شام. في حين تعرضت مناطق بريف العاصمة للقصف بالمدفعية الثقيلة، شمل بلدتي مديرا والعتيبة ومدن حمورية وعين ترما وسقبا ويلدا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية.

وفي حمص أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدتي الحولة وتلكلخ بريف المحافظة، كما بث ناشطون صورا لقصف بقذائف الهاون على حي الخالدية بمدينة حمص. ويقول ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف جوي ومدفعي على بلدة الرستن بريف حمص.

كما شنت قوات النظام الموجودة في مطار دير الزور قصفا بالمدفعية على بلدة موحسن في دير الزور، فيما أغارت طائرات الميغ التابعة للنظام على حي الشيخ ياسين في المحافظة نفسها. وقد بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر الأضرار المادية التي تعرضت لها مدينة البوكمال جراء قصفها بطائرات الميغ.

في هذه الأثناء سيطر الجيش الحر على قمة النبي يونس الإستراتيجية في ريف اللاذقية بعد معارك ضارية. ويشهد ريف اللاذقية منذ عدة أشهر معارك كر وفر بين الجيش الحر والجيش النظامي من أجل السيطرة على قمم الجبال.

وكانت سيطرة الثوار على قمة برج القصب أخيرا ضربة موجعة سُدِّدَت إلى النظام، فالمنطقة تشرف على عدد كبير من قرى وبلدات جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية. 

وشهدت مدينة حماة حملات دهم واعتقال، فيما قصف النظام بلدات ريف درعا، وشن حملة حرق للمنازل واعتقالات وسط اشتباكات اندلعت بريف محافظة القنيطرة وسيطرة الجيش الحر على سرية دبابات في بلدة مسحرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات