فلسطينيو الداخل يحيون هبة القدس

في ذكرى هبة القدس والأقصى - فلسطينيو الداخل مصممون على ملاحقة إسرائيل - وديع عواودة- سخنين
undefined

وديع عواودة-سخنين

أحيى فلسطينيو الداخل الاثنين الذكرى السنوية الثانية عشرة لهبة القدس والأقصى بالمسيرات الشعبية وزيارة قبور الشهداء، مؤكدين على قرارهم بتحدي سياسة الاقتلاع والتهويد التي تنتهجها إسرائيل.

واتفقت الفعاليات الوطنية والإسلامية على ضرورة مواصلة وتصعيد النضال من أجل إرغام إسرائيل على إعادة فتح ملف التحقيق مع المسؤولين عن جرائم فتح النار على المدنيين وقتل 13 شابا من فلسطينيي الداخل وإصابة العشرات بجراح في هبة القدس والأقصى عام 2000.

وجابت مسيرة جماهيرية بمشاركة الآلاف معظمهم من الشباب اليوم شوارع مدينة سخنين رفعت فيها صور الشهداء والرايات الفلسطينية والأعلام السوداء.

رسالة لإسرائيل
وفي المهرجان الخطابي الذي توّج المسيرة في سخنين، أكد رئيس بلديتها مازن غنايم أن الشعب الفلسطيني اليوم يوصل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا و"أننا فوق تراب الوطن صامدون مهما استفحلت عنصريتها".

وندد غنايم -كبقية القيادات في الداخل- بتعنت إسرائيل بإغلاق ملف التحقيق بقتل 13 شابا وإصابة العشرات بجراح خلال هبة القدس والأقصى في 2000.

المسيرة رفعت فيها صور الشهداء والرايات الفلسطينية والأعلام السوداء (الجزيرة نت)
المسيرة رفعت فيها صور الشهداء والرايات الفلسطينية والأعلام السوداء (الجزيرة نت)

وكان المستشار القضائي السابق للحكومة الإسرائيلية بيني مزوز في 2008 قد قرر أنه لا مكان لفتح ملف التحقيق بقتل وإصابة العشرات في هبة القدس والأقصى عام 2000 بذريعة " قلة الأدلة".

عاصمة فلسطين
وفي كلمته أكد عبد المنعم أبو صالح -والد الشهيد وليد عبد المنعم- أن المجرمين قتلوا الشهداء بدم بارد، لافتا إلى أن عوامل هبة القدس والأقصى ما زالت قائمة.

وأشار لاستمرار جرائم الاقتلاع والتمييز العنصري وهدم المنازل وتهديد الأقصى، وشدد على أن سياسة الاقتلاع تزيد فلسطينيي الداخل صلابة وتابع "القدس عاصمة فلسطين مهما طال أمد الاحتلال".

من جهته ذكر محمد زيدان رئيس الهيئة الوطنية لفلسطينيي الداخل الجامعة (لجنة المتابعة العليا)، في كلمته بأن الشهداء ضحوا بأغلى ما يملكون فداءا لكرامة شعبهم ودفاعا عن هوية الأرض والإنسان.

وتابع "ما زال شعبنا يناضل حتى تحرير الأوطان، ووحدتنا حيوية لمواجهة جرائم الهدم والمصادرة في اللد والرملة ويافا والنقب والجليل".

وحمل زيدان على إسرائيل الرسمية "التي تغذي التوجهات الفاشية والعنصرية خدمة لسياساتها غير المعلنة بترحيل فلسطينيي الداخل"، ودعا للمزيد من رص الصفوف.

وشدد على أن فلسطينيي الداخل لن يهدأ لهم بال، وسيواصلون الاحتجاج وملاحقة المجرمين حتى تستجيب إسرائيل لمطلبهم العادل بمحاكمة القتلة.

سيندي وكريغ والدا راشيل كوري شاركا في مسيرة سخنين (الجزيرة نت)
سيندي وكريغ والدا راشيل كوري شاركا في مسيرة سخنين (الجزيرة نت)

سيندي كوري
المواطنة الأميركية سيندي كوري -والدة الناشطة الأميركية راشيل كوري التي قتلتها جرافة الاحتلال في رفح- شاركت وزوجها في مسيرة سخنين، وأوضحت أن مشاركتها تعبير عن تماثلها مع قضية الشعب الفلسطيني التي من أجلها قتلت ابنتها في العام 2003.

كوري -التي رفضت محكمة إسرائيلية الشهر الماضي دعوى قضائية رفعتها ضد جيش الاحتلال- قالت للجزيرة نت إن إسرائيل لن تستجيب إلا للضغوط عليها.

ودعت الفلسطينيين لرفع سقف الضغوط المحلية والدولية حتى تضطر للاستجابة للمطلب العادل بمحاكمة القتلة المسؤولين عن فتح النار على مواطنين خرجوا للتظاهر السلمي في أكتوبر/تشرين الأول 2000 احتجاجا على تدنيس الأقصى. وتابعت "واظب الإيرلنديون على مطالبتهم بريطانيا بمحاكمة المتورطين بجرائم يوم الجمعة الأسود حتى اضطرت لندن للاعتراف بها".

جانب من المشاركين في المسيرة (الجزيرة نت)
جانب من المشاركين في المسيرة (الجزيرة نت)

تحرير القدس
وأثناء زيارته ضريح الشهيد محمد خمايسي في بلدة كفركنا، أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الشق الشمالي أن إحياء الذكرى يعني تجديد العهد بمواصلة الطريق نحو تحرير القدس والأقصى.

وردا على سؤال الجزيرة نت شدد على أن الفلسطينيين في الداخل متفقون على أن القدس تجمعهم رغم الاختلافات الحزبية والتعددية الدينية كونها رمزا لحق إسلامي عربي فلسطيني.

وأكد صلاح أن فلسطينيي الداخل متشبثون بالوفاء لنضالهم وأهدافهم حتى زوال الاحتلال، وتابع "سنبقى نقول بالروح والدم نفديك يا أقصى، ومهما كان غرور الاحتلال فهو باطل وزائل وسننتصر عليه".

وكانت قيادات وطنية وإسلامية ووفود سياسية وأهلية قد زارت أضرحة الشهداء في فلسطين المحتلة عام 48 أثناء النهار ووضعت أكاليل الزهور عليها وقرأت الفاتحة على أرواحهم.

المصدر : الجزيرة