القوات الكينية والصومالية تدخل كيسمايو

دخلت القوات الكينية والصومالية مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب البلاد بعد ظهر اليوم دون مقاومة من جانب مقاتلي حركة الشباب المجاهدين  الذين كانوا تركوا الميدنة نحو الادغال في وقت سابق.

وكانت سفن حربية كينية قصفت ميناء كيسمايو أمس بعدما أعلنت حركة الشباب إخلاء المدينة، وقالت سيدة من سكان المدينة إن السفن كانت تطلق القذائف على مشارف المدينة لكن عدة قذائف سقطت على المنازل. وربما كانت القذائف التي أطلقتها السفن الحربية الكينية تستهدف جيوب المقاومة المتبقية أو منشآت عسكرية في المدينة.

وفر مسلحو الشباب الذين فاجأهم هجوم بحري وجوي وبري مساء الجمعة على المدينة، التي كانت آخر معقل رئيسي لهم وتراجعوا إلى الغابات والبلدات المحيطة، ورغم ذلك وردت أمس تقارير متضاربة حول المساحة التي تسيطر عليها قوات الاتحاد الأفريقي في كيسمايو الآن.

وقالت قوة الدفاع الكينية وهي جزء من مهمة قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال إنها سيطرت على الميناء ومقر الشرطة ومحطة الإذاعة لكن مصدرا في الجيش الصومالي قال لرويترز إن القوات الأفريقية اقتربت من السيطرة على هذه المنشآت لكنها لم تسيطر عليها بعد.

في هذا السياق، أفاد شهود عيان للجزيرة نت بأن القوة المشتركة كانت وصلت أمس إلى مشارف المدينة من الناحية الغربية ورابطت بمنطقة ساعموجي.

الشباب تتوعد
وأعلنت حركة الشباب مقتل طفلين وإصابة أشخاص آخرين جراء القصف. الأمر الذي نفاه المتحدث العسكري الكيني الكولونيل سيروس أوغونا ووصفه بأنه دعاية.

حركة الشباب توعدت القوات الأفريقية والصومالية بقتال في الشوارع والأزقة والأدغال (الجزيرة)
حركة الشباب توعدت القوات الأفريقية والصومالية بقتال في الشوارع والأزقة والأدغال (الجزيرة)

وأكد أن القوات الكينية والصومالية التي أرسلت لاستعادة كيسمايو من المسلحين موجودة على أطراف البلدة وتتقدم بحرص خشية أن يكون إعلان الشباب إخلاء المدينة مجرد خدعة لاستدراجهم.

وخلص أوغونا إلى أنه يتم تعزيز القوات ويجري إعداد خطط للتوسع في الجزء الجنوبي من المدينة الذي يعد مركز المدينة، وأيا كان الذي سيفوز به فسيسيطر فعليا على الميناء والمنشآت الإستراتيجية الأخرى.

في المقابل قال رئيس الحركة الشيخ حذيفة عبد الرحمن إن مقاتلي الحركة لن يسمحوا "للأعداء" بالحكم بسلام وأضاف أنهم يستعدون للاشتباك مع القوات المتحالفة في الشوارع والأزقة والأدغال الموحلة عندما تدخل كيسمايو رغم  فقدانهم السيطرة على المدينة.

من جانبهم قال محللون صوماليون إنه على الرغم من تقهقر الشباب، فإن إلحاق الهزيمة بهم لا يزال بعيدا.

وتحولت حركة الشباب التي كانت تسيطر يوما على مساحات واسعة من الصومال إلى أساليب حرب العصابات مما جعلهم يشكلون خطرا على حكومة الرئيس المنتخب حديثا حسن شيخ محمود من خلال التفجيرات الانتحارية والاغتيالات.

وكان شيخ محمود قد وصف العمليات العسكرية المشتركة بين القوات الصومالية والأفريقية في كيسمايو بأنّها إنجاز مهم بالنسبة للصومال، ودعا سكان المدينة إلى الهدوء والتعاون مع الأجهزة والقوات الأفريقية الصومالية المشتركة لتحقيق الأمن في المدينة.

وقال سكان كيسمايو إن الفوضى تسبب مصاعب لهم، وأوضح صاحب أحد المتاجر أن أسعار الغذاء وقيمة الدولار ارتفعت أمس قليلا مضيفا أنه إذا ظل الوضع على هذا النحو لأيام فإننا نتوقع تضخما ثم مجاعة.

وفر بعض الصوماليين من المدينة في حافلات صغيرة على طرق وعرة ملتوية في الأدغال المحيطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات