احتراق أجزاء كبيرة من سوق حلب الأثرية

احترقت أجزاء كبيرة من سوق حلب الأثري المغطاة وهي أكبر سوق من نوعها في العالم ومدرجة في قائمة التراث الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حيث يعود تاريخها إلى القرن الـ14، مع استمرار القتال بين الجيشين النظامي والحر للسيطرة على المدينة.

ونجت السوق الأثرية إلى حد كبير من القتال الذي دار في وقت سابق في حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا وأكبر مدن البلاد، لكن في الساعات الأولى من صباح السبت شبت النار في بعض المتاجر خلال اشتباكات في ظروف لا تزال غير واضحة.

وقال نشطاء إن النار انتشرت بسرعة لأن العديد من المتاجر التي تقع تحت أقواس السوق الأثرية كانت مليئة بالأقمشة مضيفين أن الحريق أتى حتى الآن على 1500 متجر وما زال مستعرا.

والمدينة القديمة في حلب من بين عدة مواقع تعتبرها اليونسكو من مواقع التراث العالمي وأصبحت الآن عرضة للخطر من الصراع الدائر في سوريا الذي خلف حتى الآن أكثر من ثلاثين ألف قتيل حسب الناشطين.

اليونسكو: خمسة من بين المواقع السورية الستة المدرجة بقائمة التراث الإنساني لحقت بها أضرار، بينها مدينة تدمر الصحراوية وقلعة "كراك دي شيفالييه" الصليبية المعروفة باسم قلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة

تراث يُدمر
وتعتقد اليونسكو أن خمسة من بين المواقع السورية الستة المدرجة بقائمة التراث الإنساني لحقت بها أضرار بالفعل بينها مدينة تدمر الصحراوية وقلعة "كراك دي شيفالييه" الصليبية المعروفة باسم قلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة.

ولم تتضح كيفية اندلاع الحريق في سوق حلب لكن نشطاء اتهموا القوات الحكومية باستخدام طلقات حارقة في مهاجمة مقاتلي المعارضة الذين اتخذوا مواقع في المنطقة بعدما شنت القوات النظامية هجوما جديدا على المدينة الخميس الماضي.

وقال ناشط آخر إن مسلحي المعارضة حاولوا إطفاء النار لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب وجود القناصة الذين كانوا يطلقون النار عليهم، وأضاف أن 1500 متجر على الأقل احترقت ولا يزال الحريق مستعرا.

وتتكون سوق المدينة من شبكة من الحواري الحجرية التي تمر تحت أقواس معقودة وبها متاجر ذات واجهات خشبية مشغولة وكانت ذات يوم معلما سياحيا ومركزا تجاريا عامرا على طريق الحرير القديم القادم من الصين.

ويبلغ طول حواري السوق مجتمعة 13 كيلومترا مما يجعلها أكبر سوق مغطاة في العالم وهي تبيع كل شيء من الصابون إلى الحلي إلى الملابس. وقال نشطاء إنهم يعملون على توثيق حجم الدمار الذي تقدر تكلفة إصلاحه بعشرات ملايين الدولارات.

غضب وتبرير
وعبر بعض النشطاء المعارضين للحكومة عن غضبهم من مقاتلي المعارضة لاتخاذهم مواقع في المدينة القديمة وقال ناشط رفض نشر اسمه "كلنا نعرف أنه نظام مجرم وسيفعل أي شيء.. لهذا لم يكن للمقاتلين شأن بالسوق لماذا ذهبوا إلى هناك".

لكن نشطاء آخرين دافعوا عن سلوك مقاتلي المعارضة، وقال أحدهم إن النار انتشرت حتى الجامع الأموي والمقاتلون هم من تمكنوا من منع انتشارها أبعد من ذلك، مضيفا أن سبب وجود مسلحي المعارضة في المدينة القديمة هو "تحريرها".

وقال ناشط معارض للحكومة -تعلم حرفة صنع الحلي في السوق قبل اندلاع الثورة ضد الرئيس بشار الأسد العام الماضي- "ليست السوق وحدها هي التي تحترق فقلبي أيضا يحترق".

المصدر : رويترز