إسرائيل تريد الجدار حدودا لفلسطين

Palestinian president Mahmud Abbas gestures during a meeting of the Fatah Central Committee in the West Bank city of Ramallah on January 29, 2012.

عباس مترئسا اجتماع مركزية فتح برام الله (الفرنسية)

قالت مصادر متطابقة إن موفد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مفاوضات عمان التي توصف بأنها استكشافية، حدد خلال لقائه نظيره الفلسطيني جدار الفصل العنصري حدودا للدولة الفلسطينية المرتقبة وهو ما رفضته السلطة واعتبرته حدودا مستحيلة.

وعقد الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني خمسة لقاءات في العاصمة الأردنية عمان منذ بداية الشهر الحالي بمبادرة من الملك الأردني عبد الله الثاني ورعاية من اللجنة الرباعية الدولية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في السلطة الفلسطينية -فضل عدم الكشف عن هويته- قوله إن الجانب الإسرائيلي طرح تصوره للحدود خلال الجولة الأخيرة من مفاوضات يومي 24 و25 من الشهر الجاري وقدم "تصورا يتطابق مع الجدار الأمني المثير للجدل الذي يبقي القدس ضمن إسرائيل".

وأضاف "قالوا لنا إن القدس خارج النقاش وسيبقى العدد الأكبر من المستوطنين في الضفة الغربية, إنهم يتحدثون عن حدود مستحيلة". واستدرك المتحدث قائلا "إنهم لم يشيروا إلى الجدار بالاسم لكن من خلال تتبع التفاصيل يمكن استنتاج أنهم يتعاملون مع الجدار كخط حدودي".

وكانت صحيفة هآرتس قد أشارت أول أمس إلى أن مبعوث نتنياهو إلى محادثات عمان يتسحاق مولخو قدم شفهيا موقف إسرائيل من قضية الحدود خلال اجتماع في عمان مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وتبين أن الموقف الإسرائيلي يعتبر الجدار الفاصل هو حدود إسرائيل النهائية وأن إسرائيل تريد ضم أجزاء من غور الأردن.

ومعلوم أن اللجنة الرباعية الدولية طلبت من الطرفين تقديم مقترحات تفصيلية حول نظرتهم لحل قضية حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة والترتيبات الأمنية بين الجانبين على أمل أن تتحول اللقاءات الاستكشافية إلى مفاوضات تنهي الجمود الذي أصاب عملية التسوية منذ توقف مباحثات الطرفين برعاية أميركية أواخر عام 2010.

في هذه الأثناء قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن نتائج المفاوضات الاستكشافية ستعرض على القيادة الفلسطينية لتقويمها وسط معلومات عن أن البحث سيتناول الخيارات البديلة للمفاوضات.

مولخو كشف أوراقه في جلستي 24 و25 من الشهر الجاري من مفاوضات عمان (الفرنسية)
مولخو كشف أوراقه في جلستي 24 و25 من الشهر الجاري من مفاوضات عمان (الفرنسية)

وقال عباس في مستهل اجتماع خاص للجنة المركزية لحركة فتح إن اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سينعقد قريبا ثم سيذهب الجانب الفلسطيني إلى لجنة المتابعة العربية لاتخاذ قرار بشأن الاستمرار في هذه المباحثات.

الطريق سدت
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله أمس السبت خلال لقائه وزير الخارجية الأيرلندي إيمون جيلمور في رام الله "إن تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه تقديم تصورات واضحة لقضيتي الحدود والأمن كما طلبته اللجنة الرباعية الدولية سد الطريق أمام استمرار الجولات الاستكشافية".

يشار إلى أن اجتماع اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يعقد اليوم على أن يعقد اجتماع مماثل للجنة  التنفيذية لمنظمة التحرير غدا الاثنين من أجل الاستماع إلى  تقرير عن سير اللقاءات الاستكشافية وبحث الخطوات المقبلة.

وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف في هذا الصدد إن هناك إجماعا داخل القيادة الفلسطينية على رفض أي عودة للمفاوضات مع إسرائيل أو تمديد المحادثات الاستكشافية لأنه لم يتمخض عنها أي جديد في  المواقف الإسرائيلية.

وأكد أبو يوسف أن "حالة من اليأس" تنتاب القيادة الفلسطينية بكافة أركانها إزاء مستقبل عملية السلام مع إسرائيل "لأنها باتت تدور في حلقة مفرغة".

من جانبها  دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى إعلان الفشل النهائي لخيار المفاوضات المتواصلة منذ عشرين عاما.

وقالت  في بيان إن "المفاوضات فشلت في الوصول إلى حل وطني يحفظ الحد الأدنى من الحقوق التي كفلتها الشرعية الدولية في الحرية والاستقلال والعودة".

 نتنياهو عاتب على رفض ما سماه مناقشة متطلبات إسرائيل الأمنية (الأوروبية) 
 نتنياهو عاتب على رفض ما سماه مناقشة متطلبات إسرائيل الأمنية (الأوروبية) 

نتنياهو متشائم
في المقابل أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشاؤمه اليوم بشأن مستقبل المباحثات المباشرة مع الفلسطينيين. وأبلغ مجلس وزرائه اليوم "أن البوادر ليست طيبة على وجه الخصوص".

ووجه نتنياهو اللوم إلى الفلسطينيين واتهمهم بأنهم "حتى هذه اللحظة رفضوا حتى مناقشة المتطلبات الأمنية لإسرائيل".

وعقبت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها اليوم على المواقف التي طرحها نتنياهو الأسبوع الماضي أمام الفلسطينيين بواسطة مبعوثه مولخو في محادثات الأردن واعتبرتها محاولة مكشوفة لتمهيد الأرضية لإلقاء مسؤولية الفشل ونتائجه على الجانب الفلسطيني.

ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو يعلم أن رفضه طرح خريطة تستند إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وإلى اقتراح واقعي لتبادل الأراضي, هو وصفة لاستمرار الجمود في المفاوضات.

المصدر : وكالات