السودان يقنن عمل منظمات الإغاثة

أسامة سيد أحمد

الخرطوم وضعت شروطا لنشاط منظمات العون الإنساني على أراضي السودان (الجزيرة-أرشيف)

أكدت السلطات السودانية أن أيّ نشاط لمنظمات العون الإنساني يتطلب استيفاء عدة شروط تشكل أساسا للتعاون بينها وبين تلك المنظمات، وذلك ردا على تصريحات لمسؤولين أميركيين تحدثت عن ضرورة التدخل الإنساني لمساعدة سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الذين "يتهددهم خطر المجاعة".

واشترط مسؤولون من الخارجية السودانية في لقاء جمعهم بنحو عشرين منظمة تطوعية دولية، التوقيع على "اتفاقيات فنية" مع مفوضية العون الإنساني السودانية قبل تنفيذ أي مشروع "على أن يتم استلام وتوزيع الإغاثة عبر المفوضية وجمعية الهلال الأحمر السوداني".

وأجازت السلطات السودانية للمنظمات العاملة في مشروعات الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ومياه، تنفيذ مشاريعها من خلال المؤسسات الوطنية كالوزارات ذات الصلة والمنظمات الوطنية.

مسؤول في الخارجية الأميركية قال إن حكومة بلاده "لن تجلس وتتفرج على موت أكثر من مائة ألف من مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان جوعا لأن حكومة الخرطوم ترفض إيصال الإغاثة إليهم"

المؤسسات الوطنية
ويطالب السودان بأن يتم تنفيذ مشروعات التنمية الاجتماعية المتعلقة بالتعامل المباشر مع المواطنين بواسطة مؤسساته الوطنية مع إمكانية السماح لمديري مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالوجود في عاصمة الولايات المعنية شريطة أن يتم "تقديم طلب لمفوضية العون الإنساني للموافقة على الشخص والفترة الزمنية التي سيقضيها بالولاية بالتشاور مع السلطات الاتحادية المختصة".

كما رفض السودان قيام الوكالات والمنظمات الدولية ببعض مشروعات البنى التحتية دون التشاور مع السلطات الاتحادية.

تأتي هذه الإجراءات بعد تصريحات للمبعوث الأميركي الخاص للسودان برنستون ليمان الذي قال "إن نصف مليون شخص في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ربما يواجهون المجاعة بحلول مارس/آذار المقبل"، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يشكل مأساة مروعة ستهز الضمائر في أفريقيا والعالم في السنوات القادمة.

كما أن مسؤولا في الخارجية الأميركية قال إن حكومة بلاده "لن تجلس وتتفرج على موت أكثر من مائة ألف من مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان جوعا لأن حكومة الخرطوم ترفض إيصال الإغاثة إليهم".

وأضاف "نحن نخطط لهذا الأمر (الإغاثة) وحكومة الخرطوم تعلم ذلك".

نفاق سياسي
في المقابل حذر الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح واشنطن ونشطاءها من "الإقدام على تنفيذ مخططات في مناطق النزاع بالولايتين"، واصفا دعوة الحكومة الأميركية إلى تقديم مساعدات للمحتاجين هناك بأنها "قمة النفاق السياسي وازدواجية المعايير".

وقال للصحفيين إن السودان يراقب تحركات القوى المتطرفة في الإدارة الأميركية، مشيرا إلى أن أي حديث عن تقديم إغاثة في مناطق التمرد من الخارج هو أمر "غير مقبول".

وتابع "يمكن أن تحدث في تلك الولايات عمليات كما هو الحال الآن ولا تستطيع الحكومة السودانية في تلك الحالة ضمان سلامة أي طرف".
 
وطالب المسؤول السوداني الولايات المتحدة بالضغط على المتمردين لوضع السلاح والضغط على حكومة جنوب السودان من أجل إحلال السلام في الولايتين.

المصدر : الجزيرة