البيت الأبيض يجدد إدانة الاستيطان

r_Jay Carney, White House Press Secretary, speaks during the daily media briefing at the White House in Washington March 25, 2011

كارني قال إن إدارته أعربت عن "خيبة أملها الشديدة" بسبب موقف إسرائيل (رويترز-أرشيف)

جدد البيت الأبيض إدانة الولايات المتحدة قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو جنوب القدس الشرقية الواقعة خلف الخط الأخضر. ومن ناحيتها اعتبرت السلطة الوطنية الفلسطينية أن القرار الإسرائيلي هو الرد الحقيقي على خطة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بشأن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني مساء الثلاثاء إن الإدارة الأميركية أعربت عن "خيبة أملها الشديدة" بسبب موافقة إسرائيل على خطط لبناء مستوطنات جديدة في القدس تتجاوز حدود عام 1967.

وقال كارني "أكدنا على طول الخط أنه ينبغي على كل جانب في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين اتخاذ الخطوات التي تجعلهما أقرب إلى المفاوضات المباشرة لحل القضايا التي تقف في طريق إقامة دولة فلسطينية وأمن دولة إسرائيل اليهودية".

وجاء إعلان تل أبيب عن خطتها الاستيطانية الجديدة بعد أيام من تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب أمام الأمم المتحدة من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية، عقب توقف مباحثات السلام العام الماضي على خلفية مواصلة إسرائيل سياستها الاستيطانية.

وكانت لجنة تخطيط المناطق في القدس قد وافقت أمس على بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في حي جيلو، أحد أحياء القدس الشرقية المحتلة بعد حرب 1967.

وقالت وزارة الداخلية الإسرائيلية إن لجنة للتخطيط وافقت على المشروع، وإن الاعتراضات العامة عليه يمكن تقديمها خلال فترة المراجعة التي تستمر ستين يوما، على أن تبدأ بعدها أعمال البناء.

 1100 وحدة استيطانية جديدة ستبنيها إسرائيل بحي جيلو بالقدس الشرقية (الجزيرة)
 1100 وحدة استيطانية جديدة ستبنيها إسرائيل بحي جيلو بالقدس الشرقية (الجزيرة)

انتقادات حادة
وأثارت موافقة السلطات الإسرائيلية على مخطط المشروع الاستيطاني، انتقادات حادة من جانب السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يبذل جهودا حثيثة مع واشنطن لإعادة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات.

ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الإعلان الإسرائيلي الأخير بشأن المستوطنات بأنه غير بنّاء بالنسبة للجهود الأميركية لاستئناف مفاوضات السلام.

وفي تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل الإعلان عن الموافقة على خطة جيلو، قال السفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو إن واشنطن تعارض طلب الرئيس عباس وقف البناء الاستيطاني قبل الموافقة على استئناف المفاوضات.

وفي وزارة الخارجية الأميركية، قالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن موافقة إسرائيل على بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، سيسفر عن "نتائج عكسية بالنسبة لجهودنا الرامية إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين".

أسف أوروبي
وعلى الصعيد الأوروبي، أعربت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن الأسف لقرار الحكومة الإسرائيلية، ودعت في كلمة أمام البرلمان الأوروبي إلى التراجع عن هذا المخطط.

كما اعتبرت أن النشاط الاستيطاني يهدد فرص إرساء حل الدولتين ويتناقض مع الالتزام الإسرائيلي باستئناف المفاوضات.

من جهتها أدانت فرنسا بناء وحدات استيطانية جديدة، ووصفت القرار الإسرائيلي بأنه استفزازي وغير بنّاء.

كما وصف ريتشارد ميرون المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط روبرت سيري القرار بأنه "مقلق للغاية"، وقال إن النشاط الاستيطاني يقوض إمكانية استئناف المفاوضات والتوصل إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع.

عبد ربه: القرار الإسرائيلي هو الرد الحقيقي على خطة اللجنة الرباعية (الفرنسية- أرشيف)
عبد ربه: القرار الإسرائيلي هو الرد الحقيقي على خطة اللجنة الرباعية (الفرنسية- أرشيف)

رد حقيقي
من جهته قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن القرار الإسرائيلي يعد الرد الحقيقي على خطة اللجنة الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات، في إشارة إلى أن تل أبيب تضرب بعرض الحائط رغبة المجتمع الدولي في التوصل إلى حل سلمي للصراع.

واستنكر رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات الموافقة على الخطة، ووصفها بأنها "صفعة في وجه كل الجهود الدولية لحماية الاحتمالات الواهنة لإحلال السلام في المنطقة".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إنه لن يعرض تعليقا مؤقتا جديدا للاستيطان لإقناع عباس بالعودة إلى المفاوضات.

وأصدرت اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط إطارا زمنيا جديدا لاستئناف المفاوضات، لكن خطوة إسرائيل أمس الثلاثاء إلى جانب مطالب فلسطينية من إسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني قبل بدء المفاوضات، جعلت آفاق استئنافها تبدو قاتمة، وفق محللين.

المصدر : وكالات