ليلة قدر تضامنية مع الشعب السوري

من اعتصام أمام السفارة السورية في عمان

من اعتصام أمام السفارة السورية في عمان (الجزيرة نت -أرشيف)

محمد النجار-عمان

أحيا نحو سبعة آلاف أردني مساء الجمعة حتى فجر السبت ليلة السابع والعشرين من رمضان أمام السفارة السورية في عمان تضامنا مع الشعب السوري و"ثورته" على نظام الرئيس بشار الأسد.

واحتشد الآلاف منذ ساعات المساء الأولى مقابل مبنى السفارة السورية في عمان الواقع بضاحية عبدون الراقية غربي العاصمة الأردنية بدعوة من "اللجنة الشعبية الأردنية لنصرة الشعب السوري" التي دعت لإحياء ليلة القدر من شهر رمضان أمام السفارة تحت شعار "ليلة الاستبشار بسقوط بشار".

وردد الآلاف الشعارات المناوئة للرئيس السوري ونظامه وشقيقه القائد بالجيش ماهر الأسد، ومست الهتافات المناوئة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

وردد المحتشدون أمام السفارة شعارات تطالب بإسقاط النظام السوري، بينما شارك سياسيون وإعلاميون ومثقفون ودعاة في إلقاء كلمات ومواعظ تركزت على إدانة "الجرائم" التي قالوا إن نظام الأسد يقترفها بحق شعبه المنتفض والمطالب بالحرية.

وتم إحياء الليلة التي امتدت حتى الساعة الرابعة من فجر اليوم وسط تشديدات أمنية كبيرة حول السفارة السورية، حيث نشرت قوات خاصة من الدرك وعناصر مسلحة في مظاهر باتت ترافق الاعتصامات أمام السفارة والتي يحضرها الآلاف منذ بداية رمضان المبارك.

نظام طغيان وليس ممانعة
وقال رئيس هيئة مناصرة الشعب السوري المهندس علي أبو السكر إن هذا الحشد يرسل رسالة واضحة بأنه "آن الأوان بأن نقتلع الطغيان الجاثم على صدر الشعب السوري منذ أربعة عقود".

واعتبر في كلمة له أمام الجموع، التي اختلط فيها الأردنيون بالسوريين المقيمين بالمملكة، أن الشعب السوري ودع عقود الذل والهوان وأنه يريد استعادة حريته ليعيش بالطريقة التي يراها مناسبة.

وطالب أبو السكر (وهو رئيس مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) في رسالة للحكومة الأردنية، بطرد سفير النظام السوري في عمان، متهما السفير بهجت سليمان بأنه يقوم بنشاطات معادية للمتضامنين مع الشعب السوري في الأردن.

فتيات سوريات في احتجاج امام السفارة السورية في عمان (الجزيرة نت)
فتيات سوريات في احتجاج امام السفارة السورية في عمان (الجزيرة نت)

ووصف المؤيدين للنظام السوري باعتباره "نظاما مقاوما وممانعا" بأنهم مخدوعون، معتبرا أن "من يقتل شعبه لا يمكن أن يكون مقاوما أو ممانعا".

بدوره وصف النائب السابق بالبرلمان الأردني والعضو بمجلس الكنائس العالمي عودة قواس ما يحدث في سوريا بأنه "ثورة شاملة" وليست فقط جزءا من الربيع العربي.

ورفض قواس الحديث عن أن سقوط نظام الأسد يهدد الأقليات، وقال إن المسيحيين في سوريا ليسوا أقلية وإن حمايتهم تكون باندماجهم بمجتمعاتهم، معلنا وقوف المسيحيين ضد أي نظام يقوم بالتنكيل بشعبه.

ووصف الإعلامي والأستاذ الجامعي الدكتور موسى برهومة ما يجري في سوريا بأنه "كتابة لتاريخ جديد من الحرية على أيدي الشعب السوري".

وطالب برهومة الأسد وأمثاله من "الحكام المستبدين" بالاعتبار من المصير الذي آل إليه العقيد معمر القذافي، مشيرا إلى أن "الربيع العربي" أسقط حتى الآن أربعة رؤساء في ثمانية أشهر.

وفي كلمة له رفض نقيب المحامين الأردنيين الأسبق صالح العرموطي تبرير "جرائم النظام السوري" بكونه داعما للمقاومة في فلسطين.

وقال إنه "لا يشرف فلسطين أن يكون من يدعم مقاومتها نظام يقتل شعبه، ولا يقبل الشعب الفلسطيني أن تدعم مقاومته من نظام يدوس الشعب السوري ويقتله".

أمام الداعية الإسلامي الشهير أحمد نوفل فتساءل عن الأرصدة التي تعلن الدول تجميدها للرؤساء العرب الذين تنتفض عليهم شعوبهم.

وقال "من صنعوا تاريخ أمتنا كانوا بلا أرصدة، أما أصحاب الأرصدة فهم من أخرجنا من التاريخ".

شعر وتبرعات
وألقى الشاعر الكويتي أحمد الكندري والشاعر الأردني أيمن العتوم قصائد شعرية ألهبت حماس الجمهور، كما قدمت فرقة "عراضة" لشباب سوريين قادمين من سوريا رددوا فيها أغاني وأناشيد وسط حماس الجمهور.

وتخلل الاعتصام الطويل أداء صلاة العشاء والتراويح والدعاء للشعب السوري، كما أعلن عن فتح باب التبرعات العينية والنقدية لإغاثة الشعب السوري.

وهذا الاعتصام هو الثامن أمام السفارة السورية خلال شهر رمضان، والرابع الذي تنظمه لجنة مناصرة الشعب السوري بالأردن والتي أقامت الأسبوع الماضي اعتصاما بمدينة المفرق على الطريق الدولي الواصل بالحدود مع سوريا.

المصدر : الجزيرة