الثوار يتحكّمون بطرابلس ويتوحدون

علي غمضان

أعلن الثوار الليبيون الليلة سيطرتهم الكاملة على العاصمة طرابلس وتوحيد فصائلهم المسلحة التي تواصل مطاردة العقيد معمر القذافي. وتمكن الثوار في الوقت نفسه من تحرير معبر راس جدير الحدودي مع تونس, وهم يستعدون في الشرق لخوض معركة محتملة في مدينة سرت.

وأعلن رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج في مؤتمر صحفي تحرير العاصمة, قائلا إن "حكم الطغيان صار خلف ظهورنا".

 وأضاف بلحاج أن الجهود منصبة الآن على تطهير طرابلس من فلول كتائب القذافي التي لا تزال تبدي مقاومة في جيوب محدودة بالمدينة.

بلحاج: فصائل الثوار ستنضم إلى الجيش والأجهزة الأمنية حالما يستتب الأمن (الجزيرة)
بلحاج: فصائل الثوار ستنضم إلى الجيش والأجهزة الأمنية حالما يستتب الأمن (الجزيرة)

تأمين طرابلس
وتحدث رئيس المجلس العسكري لطرابلس عن إستراتيجية لتأمين المدينة التي كانت أمس هادئة إلى حد كبير بخلاف ما كان عليه الوضع في يومين قبل ذلك.

وقال بلحاج إن إستراتيجية تأمين المدينة تشمل حماية كل المرافق العامة, والبعثات الدبلوماسية الأجنبية, ثم عودة الحياة إلى طبيعتها العادية.

وأعلن أيضا أنه تقرر أن تتوحد كل الفصائل المسلحة التي شاركت في تحرير طرابلس تحت لواء المجلس العسكري للمدينة على أن تنضم إلى الجيش الوطني والأجهزة الأمنية حين يستتب الأمن.

وأشار عبد الحكيم بلحاج إلى أن كثيرين من المسلحين الموالين لمعمر القذافي سلموا أسلحتهم لثوار طرابلس. وقد باشر المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي مهامه في العاصمة بدءا من مساء الخميس.

وقد هدأ الوضع أمس في طرابلس بعد معارك متفرقة قرب مجمع باب العزيزية وحول المطار الدولي الذي عاود موالون للقذافي قصفه مساء الخميس مما تسبب في إصابة طائرة ركاب أخرى.

وقال الثوار إن جيوب المقاومة تقلصت ولم يبق سوى بعض القناصة بعدما بسطوا سيطرتهم على حي بوسليم القريب من باب العزيزية, وأحياء أخرى وسط وجنوب المدينة.

معبر راس جدير أصبح تحت سيطرة الثوار(الجزيرة)
معبر راس جدير أصبح تحت سيطرة الثوار(الجزيرة)

راس جدير وسرت
في هذه الأثناء, سيطر الثوار مساء الجمعة على معبر راس جدير الحدودي مع تونس لتصبح الطريق الساحلية السريعة مفتوحة ومؤمنة بشكل كامل تقريبا.

وقال مراسل الجزيرة فتحي إسماعيل إن مناوشات طفيفة سبقت رفع الثوار علم الاستقلال فوق المعبر الذي ستسهل سيطرة الثوار عليه تدفق الإمدادات إلى المدن الساحلية القريبة بما فيها طرابلس التي تشهد نقصا في المؤن, وكذلك في الكهرباء الذي انقطع عنها الليلة الماضية بعض الوقت.

وأضاف المراسل أن الطريق الساحلية بين راس جدير ومدينة زوارة المحررة -التي تعرضت في الأيام القليلة الماضية إلى قصف صاروخي من فلول الكتائب- أصبحت تحت سيطرة الثوار.

وسيسمح هذا التطور للثوار بطرد ما تبقى من فلول الكتائب في بعض المناطق الساحلية مثل العجيلات.

وقد أصبح الثوار مستعدين لبدء عملية عسكرية لتحرير مدينة سرت التي رجحت مصادر فرنسية أن يكون القذافي مختبئا فيها.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن القيادي الميداني فضل الله هارون قوله إن الثوار سيهاجمون المدينة إذا لم تستسلم بسرعة.

ولا تزال قوات القذافي المتراجعة إلى سرت من ميناء راس لانوف النفطي تحاول عرقلة تقدم الثوار الذين حشدوا قوة كبيرة تحسبا لاقتحام المدينة. وكانت طائرات بريطانية قد قصفت في وقت سابق مخبأ أسلحة في سرت.

أما في جنوب ليبيا, فقد أفادت أنباء أن معارك تجري في مدينة سبها بين الثوار وقوات موالية للقذافي.

هروب العقيد القذافي قد يطول (الجزيرة)
هروب العقيد القذافي قد يطول (الجزيرة)

مطاردة القذافي
في هذه الأثناء, يحاول الثوار تحديد المكان الذي يختبئ فيه العقيد القذافي الذي تتضارب التوقعات بشأن المنطقة التي لجأ إليها بعد فراره من باب العزيزية بطرابلس.

وكان وزير العدل في المجلس الانتقالي محمد العلاقي قد قال أمس لرويترز إن الثوار يحاصرون منطقة بطرابلس يعتقد أن القذافي مختبئ فيها، رافضا تحديد تلك المنطقة.

من جهته قال المستشار الأمني للمجلس عبد الكريم بسام في تصريحات نشرت الجمعة إن الثوار الليبيين يتعقبون موكب سيارات يعتقد أن القذافي يوجد فيه. وقال مسؤولون آخرون من الثوار إنهم يعتقدون أن القذافي لجأ إلى حي بوسليم في جنوب العاصمة، وهي منطقة شهدت اشتباكات في الأيام القليلة الماضية.

وعرض المجلس الانتقالي مكافأة تقدر بـ1.7 مليون دولار لمن يأسر القذافي. وتعهد المجلس بالعفو عن أي شخص يقتله.

المصدر : الجزيرة + وكالات