اقتحام منازل وحملة اعتقالات بحماة

epa02805609 A handout photograph made available on 01 July 2011 by Syrian official news agency SANA shows Syrian young people during a demonstration named 'Friday of departure' against the Syrian government in Barzeh,

الاحتجاجات الشعبية بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتطالب بإسقاط نظام بشار الأسد (الأوروبية)

نقلت وكالة رويترز عن سكان في مدينة حماة السورية أن قوات الجيش اقتحمت اليوم منازل في المدينة وأن آلاف المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع لإعلان رفضهم التضييق على الاحتجاجات.

في هذه الأثناء قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من اليوم الاثنين وحتى تحسين أوضاع المخيمات المعيشية.

فضمن آخر التطورات الميدانية، قال شهود عيان إن قوات من الجيش وأجهزة الأمن جاءت في ثلاثين حافلة على الأقل وبدأت إطلاق النار عشوائيا على مناطق سكنية في مدينة حماة التي شهدت الجمعة الماضية أضخم مظاهرات مناوئة للنظام.

وأضاف نفس المصدر أن قوات سورية دهمت منازل في مدينة حماة في الوقت الذي خرج فيه آلاف السكان إلى الشوارع وهم يكبرون لإعلان رفضهم التضييق على الاحتجاجات.

وكشف أحمد -وهو أحد سكان المدينة ومالك ورشة تصليح- في اتصال مع وكالة رويترز للأنباء أن "30 حافلة على الأقل تقل جنودا وقوات أمن دخلت حماة هذا الصباح، وهم يطلقون النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية".

وتابع أنه رأى عشرات الجنود يحاصرون منزلا في حي المشاع ويلقون القبض على أصحابه.

في السياق ذاته، قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الجيش والأمن السورية تنفذ منذ فجر اليوم حملة اعتقالات في بعض أحياء مدينة حماة واعتقلت أكثر من عشرين شخصا.

وقالت المنظمة في بيان تلقته وكالة يونايتد برس إنترناشونال إن الأهالي يتصدون للقوات الأمنية بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية كما سُمع دوي إطلاق نار.

من جهة أخرى، قالت المنظمة إن القوات السورية تقتحم أيضا كفرومة وحاس وتصل إلى مشارف كفرنبل في ريف محافظة إدلب مشيرة إلى سقوط ثمانية جرحى بالرصاص في الأحياء الغربية على أطراف مدينة كفرومة.

يأتي ذلك بينما قال شهود عيان إن الآليات العسكرية التي شوهدت أمس على مسافة قريبة من مداخل مدينة حماة, قد اتجهت إلى بلدة معرة النعمان.

كما دهمت قوات الأمن السورية بلدات عدة في جبل الزاوية في الشمال الغربي، واعتقلت أقرباء لناشطين معارضين بهدف الضغط عليهم كي يسلموا أنفسهم، وفق ما قال نشطاء سوريون.

يذكر أن 28 شخصا قتلوا برصاص الأمن في مظاهرات الجمعة الماضية، وفقا لمصادر حقوقية سورية.

ورغم تدخل قوات الأمن السورية لاحتواء الاحتجاجات، خرجت مظاهرات ليلة السبت في عدة مناطق من البلاد للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد.

اللاجئون أعلنوا عن إضراب مفتوح حتى تحسين ظروفهم المعيشية (الفرنسية)
اللاجئون أعلنوا عن إضراب مفتوح حتى تحسين ظروفهم المعيشية (الفرنسية)

إضراب مفتوح
في هذه الأثناء قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الأوضاع الصعبة التي يعانون منها.

وقال بيان للاجئين تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه "نظرا للظروف الصعبة التي نعيشها في المخيمات التركية للاجئين السوريين منذ أكثر من شهر قررنا في مخيمات "ليلى دار واحد وليلى دار اثنين" ابتداء من اليوم البدء بإضراب طعام مفتوح".

وأضاف البيان أن "إضرابنا عن الطعام هو لتحسين ظروف إقامتنا في هذه المخيمات التي هي ملاذنا الوحيد الأمن" مؤكدا استمرارية الإضراب "حتى تحسين وضع المخيمات والمعونات الغذائية والطبية".

"النظام ينكل"
كما طالب اللاجئون الحكومة التركية بفتح باب تقديم المساعدات لجهات أخرى، وقالوا "نحن نتعرض إلى ضغوط داخلية وخارجية للعودة إلى سوريا التي تولدت لدينا قناعة كاملة بأن النظام فيها سيقوم بالتنكيل بنا
".

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية اليوم الاثنين عن مديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لمكتب رئاسة الوزراء التركي أن 15 ألفا و315 مواطناً سورياً فروا إلى تركيا وعاد حتى اليوم الاثنين خمسة آلاف و409 منهم إلى بلادهم.

الجيش السوري اقترب كثيرا من الحدود التركية (الفرنسية)
الجيش السوري اقترب كثيرا من الحدود التركية (الفرنسية)

لاجئون جدد
ومع استمرار العمليات العسكرية للجيش السوري، عادت موجة الفارين نحو الأراضي التركية من جديد.

فقد قال مراسل الجزيرة عمر خشرم الموجود بمنطقة حاجي باشا على الحدود التركية مع سوريا إن مزيدا من اللاجئين عبروا اليوم الحدود المشتركة.

وقال وفقا لروايات قرويين -نقلا عن نازحين سوريين- إن ذلك يعود لعمليات عسكرية قوية –تشارك فيها الدبابات- يشنها الجيش في عدد من المناطق أهمها جبل الزاوية، مشيرا –وفق بعض المعلومات المتوفرة- إلى أن عددا من العسكريين السوريين انشقوا ونزحوا إلى داخل تركيا.

ولفت إلى أن الجيش السوري اقترب كثيرا من الحدود التركية حيث دفع هذا الإجراء الجيش التركي إلى أخذ بعض الإجراءات الاحتياطية محاولا عدم لفت الأنظار إليه حفاظا على هدوء الحدود المشتركة بين البلدين.

المصدر : الجزيرة + وكالات