الاحتلال يزيل قبورا إسلامية بالقدس

هدم أجزاء من مقبرة مأمن الله في القدس ليلية 25/26 يونيو/حزيران - صور: (مصدرها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث)

جرافات الاحتلال تزيل المقابر تحت جنح الظلام (الجزيرة نت)

دمرت بلدية الاحتلال في القدس في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد نحو مائة قبر إسلامي تقع جميعها في مقبرة مأمن الله في المدينة المحتلة.

وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" التي كشفت الحادثة إن "المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية متمثلة بالبلدية العبرية في القدس قامت بجرف وتدمير نحو 100 قبر في المقبرة المذكورة".

وأوضحت في بيان لها تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن عملية الهدم بدأت بواسطة ثلاث جرافات إسرائيلية تساعدها شاحنات ونحو 20 عاملا، وذلك عند الساعة الحادية عشرة من مساء السبت واستهدفت ثلاث مناطق متفرقة من المقبرة مدة ثلاث ساعات.

وأكدت المؤسسة التي وثقت الحدث ورممت المقبرة في وقت سابق وتولت أمرها قضائيا أن الجرافات نفذت عملية الهدم وقامت بجمع ما في القبور وحمله في شاحنات وصناديق حديدية، مضيفة أنها وثقت الجريمة بالصور الفوتوغرافية والفيديو.

وأشارت المؤسسة إلى أن محكمة الصلح الإسرائيلية ردت التماسًا قدم لها قبل أشهر، ضد هدم القبور في مقبرة مأمن الله، وهو المطلب الذي تقدمت به جهات إسرائيلية بينها بلدية القدس ودائرة أراضي إسرائيل موضحة أن المحكمة وافقت على الاستمرار في جريمة الهدم وجرف القبور.

وذكرت المؤسسة أن إسرائيل سبق أن جرفت وهدمت في شهر أغسطس/ آب 2010 نحو 300 قبر، وذلك بعد قيام مؤسسة الأقصى بترميم وإصلاح نحو 1000 قبر.

تعد مقبرة مأمن الله، أكبر وأعرق مقبرة إسلامية في مدينة القدس المحتلة، وكانت مساحتها تقدر بنحو مائتي دنم

وتعد مقبرة مأمن الله أكبر وأعرق مقبرة إسلامية في مدينة القدس المحتلة، وكانت مساحتها تقدر بنحو مائتي دونم (الدونم ألف متر مربع)، لكنها تعرضت منذ عام 1948م لانتهاكات عديدة وحُوّل أغلبها إلى حديقة وطنية باسم "حديقة الاستقلال".

كما شقت سلطات الاحتلال الشوارع وبنت الفنادق ومواقف السيارات على أجزاء أخرى من المقبرة، ولم يبق منها الآن سوى نحو 24 دونما، لكنها مهددة بوجود ثلاثة مخططات إسرائيلية منها: متحف التسامح، وخطة بناء مجمع للمحاكم الإسرائيلية ومخطط لإقامة موقف إضافي للسيارات. وأكد المسؤول الإعلامي في مؤسسة الأقصى محمود أبو عطا أن السلطات الإسرائيلية نفذت في المقبرة خمس عمليات هدم، بعضها بإذن المحكمة وبعضها دون إذن، مشيرا إلى هدم مئات القبور على مدى عدة سنوات.

وانتقد أبو عطا غياب الدور العربي والإسلامي والدولي إزاء انتهاكات الاحتلال، مطالبا بضغط إعلامي وسياسي على الاحتلال لمنعه من الاستمرار في جريمة الهدم، وإنقاذ المقبرة التي تضم رفات آلاف الموتى.

إدانة
من جهتها أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "استمرار الاحتلال الصهيوني في اعتداءاته المتكرّرة على هذه المقبرة التي تضمّ رفات العلماء والصَّالحين من هذه الأمّة، بغية طمس معالمهما وتغييب حقيقتها الإسلامية والتاريخية" واعتبرته "انتهاكًا صارخًا للشَّرائع السَّماوية والأعراف الدولية".

وأكدت الحركة في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أن "مدينة القدس ستظل بمعالمها ومقدّساتها ودورها وأهلها شوكة في حلق هذا العدو الغاصب"، ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية كافة إلى "ضرورة التحرّك العاجل لحماية مقبرة مأمن الله من عبث الاحتلال الصهيوني".

المصدر : الجزيرة