اقتحام بداما واللاجئون يتدفقون لتركيا

مازن إبراهيم


اقتحمت القوات السورية
ومسلحون موالون للرئيس السوري بشار الأسد بلدة بداما بالقرب من الحدود مع تركيا اليوم السبت وأحرقوا منازل واعتقلوا العشرات وذلك حسب ما أفاد شهود عيان.

 

وقال سارية حمودة، وهو محام في البلدة الحدودية بمنطقة جسر الشغور "جاؤوا في الساعة السابعة صباحا إلى بداما أحصيت تسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة وعشرين سيارة جيب وعشر حافلات، شاهدت الشبيحة (مسلحون موالون للأسد) يطلقون النار على منزلين".

 

وقال شاهد آخر إن القوات الحكومية تشعل النار أيضا في الحقول بالقرب من سفوح التلال فيما يبدو أنه اتباع لسياسة الأرض المحروقة.

 

وقال لاجئون من المنطقة الشمالية الغربية إن قوات الجيش والمسلحين الموالين للأسد المعروفين باسم الشبيحة يواصلون حملة الأرض المحروقة في تلك المنطقة الزراعية بحرق المحاصيل ونهب المنازل وإطلاق النار بشكل عشوائي.

 

وذكر نشطاء على الإنترنت أن عشرين شخصا أصيبوا في إطلاق النار الكثيف في البلدة القريبة من جسر الشغور.

 

وتمثل بداما أحد المراكز الحيوية التي توفر الطعام والإمدادات لعدة آلاف من السوريين الذين فروا من العنف في قرى بمناطق المواجهات لكنهم لاذوا مؤقتا بالحقول على الجانب السوري من الحدود.

 

وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان لرويترز "سكان بداما لا يجرؤون على إعطاء الخبز للاجئين واللاجئون يخشون الوقوع في الاعتقال إذا دخلوا بداما للحصول على الطعام".

 

وليد البني:
القبضة الأمنية بدأت تضعف لأن الاحتجاجات تتزايد في الأعداد وتتسع كما أن عددا أكبر من الناس يجازفون بحياتهم للتظاهر

إضراب ومظاهرات
وقد دعا محتجون إلى إضراب عام السبت في بلدة دوما بمحافظة ريف دمشق، فيما ذكرت مواقع على الإنترنت أن مظاهرات جديدة اندلعت في دوما وحي باب السباع في حمص.   


هذه التطورات جاءت بعد مظاهراتِ يوم أمس التي ُقتل فيها بنيران قوات الأمن، حسب ما قال معارضون سوريون، خمسةٌ وعشرون شخصاً. وقد شارك في المظاهرات عشرات الآلاف، منددين بنظام الرئيس بشار الأسد ومطالبين بإسقاطه.

 

ففي حمص وحدها قتل ثمانية متظاهرين، وأشار التلفزيون السوري إلى مقتل أحد عناصر الشرطة على أيدي مسلحين. وقد خرجت مظاهرة في حي الإذاعة في مدينة حلب بشمالي البلاد، وسقط أول قتيل في تلك المدينة منذ تفجر الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا منذ ثلاثة أشهر، بينما قال التلفزيون السوري إنه توفي نتيجة جلطة قلبية.

 

كما أظهرت صور بثت على شبكة الإنترنت مظاهرة منددة بالنظام السوري في إحدى قرى حوران الشرقية. ورفع المتظاهرون العلم التركي إضافة إلى العلم السوري.

 

وفي هذا السياق، قال المعارض وليد البني لرويترز عبر الهاتف من دمشق إن القبضة الأمنية بدأت تضعف لأن الاحتجاجات تتزايد في الأعداد وتتسع كما أن عددا أكبر من الناس يجازفون بحياتهم للتظاهر، وأضاف أن الشعب السوري يعرف أن هذه فرصة للحرية تأتي مرة كل مئات السنين.

 

لاجئون لتركيا
وفي الإطار ذاته، ذكر مسؤولون أتراك أن عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود إلى تركيا من سوريا وصل إلى عشرة آلاف و114 لاجئا وأن عشرة آلاف آخرين ما زالوا موجودين على الجانب السوري للحدود.

 

واصطحبت السلطات التركية صحفيين في جولة في مخيم للاجئين في هاتاي حيث يعيش نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص في ستمائة خيمة.

 

وقد تفقد قائد القوات البرية التركية الفريق إربال جيلان أوغلو اليوم الموقف على الحدود السورية التركية في ظل استمرار تدفق اللاجئين السورين باتجاه الأراضي التركية. ويأتي هذا التطور بعد أن تردد وصول عناصر من الجيش السوري بالقرب من الحدود التركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات