قتلى وجرحى بقصف حمص

تطور أحداث الثورة في المدن السورية

قالت منظمات حقوقية إن تسعة قتلى وعشرات المصابين سقطوا جراء القصف الذي استهدف منطقة بابا عمرو بمدينة حمص السورية اليوم الأربعاء, في إطار عملية بدأها الجيش السوري في مواجهة الاحتجاجات المناهضة لنظام حكم الرئيس بشار الأسد.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن نشطاء أنه لا يسمح بدخول سيارات الإسعاف إلى المنطقة، حيث يتلقى المصابون الإسعافات في الشوارع أو البيوت.

وقد شهدت الليلة الماضية اعتقال 134 متظاهرا في المدينة ليرتفع عدد المعتقلين على مدار الـ36 ساعة الماضية إلى أكثر من خمسمائة معتقل, طبقا لمنظمات حقوقية قالت إنه يجري احتجازهم في ملعب لكرة القدم بالمدينة.

وكان شهود عيان أكدوا أن دبابات الجيش السوري قصفت صباح اليوم منطقة بابا عمرو في مدينة حمص، ثالث أهم المدن السورية.

وقال الشهود على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن أصوات قذائف دبابات وبنادق تسمع في بابا عمرو.

ونقلت رويترز عن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة أن حمص تهتز بأصوات الانفجارات من قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة في حي بابا عمرو.

كما قالت الناشطة الحقوقية سهير الأتاسي لرويترز إن مظاهرات حمص, اندلعت رغم الحملة الأمنية المكثفة بعد أن اقتحمت الدبابات عدة أحياء يوم الأحد، ومقتل ثلاثة مدنيين.

وقالت أيضا إن "النظام يلعب بورقة خاسرة بإرساله دبابات إلى المدن ومحاصرتها". وأضافت "السوريون رأوا دم أبناء وطنهم يسفك وهم لن يعودوا أبدا إلى ما كانوا عليه".

رواية حكومية
في مقابل ذلك, قالت وكالة الأنباء السورية نقلا عن مصدر عسكري إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل ملاحقة من سماها فلول الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف حمص، "حيث تمكنت أمس الثلاثاء من إلقاء القبض على  العشرات من المطلوبين ومصادرة كمية من الأسلحة والذخائر وعدد من السيارات المتنوعة و150 دراجة نارية كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية للاعتداء على المواطنين وترويعهم وقتلهم".

رامي مخلوف يخضع لعقوبات أميركية ويواجه اتهامات بالفساد (الجزيرة) 
رامي مخلوف يخضع لعقوبات أميركية ويواجه اتهامات بالفساد (الجزيرة) 

وذكر المصدر أن "حصيلة المواجهة مع المجموعات الإرهابية المسلحة كانت جرح أحد عناصر الجيش وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف هذه المجموعات الإرهابية المسلحة".

من جهة ثانية, قالت جماعة حقوقية إن القوات السورية أفرجت عن ثلاثمائة شخص اعتقلوا في مدينة بانياس وتمت إعادة الخدمات الأساسية في المدينة الساحلية التي اقتحمتها
الدبابات الأسبوع الماضي.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن إعادة المياه والاتصالات والكهرباء للمدينة لكنه قال إن الدبابات ما زالت موجودة في الشوارع الرئيسية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عشرات ممن أفرج عنهم تعرضوا لضرب مبرح وإهانات وإن هناك دبابة في الميدان الذي تقام به المظاهرات.

رامي مخلوف
في غضون ذلك, قال رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وهو رجل أعمال كبير لصحيفة نيويورك تايمز إن عائلة الأسد لن تستسلم, وأضاف "سنبقى هنا وسنقاتل حتى النهاية يجب أن يعلموا أننا حين نعاني فإننا لن نعاني  بمفردنا".

يذكر في هذا الصدد أن مخلوف في أوائل الأربعينيات من عمره ويملك عدة احتكارات ويخضع لعقوبات أميركية خاصة منذ عام 2007 بتهمة الفساد.

وردد المتظاهرون اسم مخلوف "كرمز للفساد", بينما يؤكد مخلوف أنه رجل أعمال توفر شركاته فرص عمل لآلاف السوريين.

يشار في هذا الصدد إلى أن السلطات السورية تمنع معظم الصحفيين الأجانب من العمل في سوريا, فيما قالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري لمراسل صحيفة نيويورك تايمز الذي سمح له بدخول البلاد لبضع ساعات "أعتقد أننا اجتزنا الآن أخطر لحظة، أتعشم أن تكون القصة قد وصلت إلى نهايتها".

المصدر : الجزيرة + وكالات