الثوار يتحصنون بأجدابيا وقصف لمصراتة

قال مراسل الجزيرة إن كتائب العقيد الليبي معمر القذافي تراجعت من جديدة عن مدينة أجدابيا في شرق ليبيا باتجاه البريقة، وذلك بعد أن شنت عليها قصفا مدفعيا مكثفا اليوم من ثلاث جهات، في وقت قال فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) إنه يحقق في الغارة التي أدت إلى مقتل خمسة من الثوار قرب البريقة.

وقال مراسل الجزيرة إن الثوار بدؤوا يتحصنون في أجدابيا استعدادا للدفاع عنها، في حين قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الثوار والمدنيين بدؤوا يغادرون المدينة.

وقال مراسل الجزيرة من أجدابيا علي هاشم إن الثوار يسيطرون سيطرة كاملة على المدينة، وإن مزيدا من التعزيزات وصل إليهم.

وأضاف أن الثوار عند البوابة الغربية لمدينة أجدابيا التي تعد أكبر مدينة بعد بنغازي المعقل الرئيس للثوار الليبيين، وتبعد عن بنغازي نحو 160 كيلومترا.

وفي هذه الأثناء قال الجنرال الأميركي كارتر هام قائد قيادة أفريقيا العسكرية الأميركية إن هناك حالة من الجمود تنشأ فيما يبدو في القتال بين كتائب القذافي والثوار، وإن فرص الثوار في الإطاحة بالقذافي ضئيلة على الأرجح.


تحقيق في الهجوم
من ناحية أخرى، قال حلف شمال الأطلسي اليوم الخميس إنه يحقق في تفاصيل هجوم جوي على طابور دبابات قرب البريقة، قال معارضون ليبيون إن خمسة من الثوار قتلوا فيه وأصيب آخرون.

undefinedوقال الحلف في بيان له إن قتالا ضاريا دار على مدى عدة أيام في المنطقة قرب البريقة، وإن "الموقف غير واضح ويتسم بالتغير السريع حيث تتحرك الأسلحة الميكانيكية في كل الاتجاهات".

وأضاف البيان أن الحلف يبحث في التفاصيل المحددة للحادث، وأن "الأمر الذي سيظل واضحا هو أن حلف شمال الأطلسي سيواصل تنفيذ تفويض الأمم المتحدة وضرب القوات التي يمكن أن تسبب أذى للسكان المدنيين في ليبيا".

وكان خمسة من الثوار في ليبيا قد لقوا مصرعهم وأصيب آخرون في قصف نفذته قوات الناتو، مما أثار حفيظة الثوار.

وأوضح مراسل الجزيرة علي هاشم في اتصال هاتفي من الطريق بين أجدابيا والبريقة أن الغارة جرت في ظل طقس سيئ وعواصف رملية، وهو طقس يؤكد الثوار أنه لم يكن مناسبا لشن غارات جوية حيث يزيد احتمال سقوط ضحايا بالخطأ بين صفوف الثوار.

كما نقل المراسل أن الثوار الذين عبروا في الأيام القليلة الماضية عن ضيقهم مما وصفوه بتباطؤ الناتو في مواجهة كتائب القذافي، تزايدت نقمتهم مع تأكيدهم أن المنطقة التي تعرضت للقصف قرب ميناء البريقة النفطي كان معروفا أنها تابعة للثوار.

وأشار المراسل إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها ثوار ليبيا للقصف من الناتو الذي يتولى قيادة عمليات التحالف الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا بهدف إلى حماية المدنيين، علما بأن المرة الأولى شهدت تبريرا بأن بعض قوات القذافي تتموقع بين الثوار وتطلق نيرانا على طائرات التحالف التي ترد بدورها بقصف المكان.

وقالت مصادر خاصة للجزيرة إن قوات التحالف قصفت آليات لكتائب القذافي قرب بن جواد، في حين يعيد الثوار تمركزهم في المنطقة الشرقية، بحيث تتمركز مجموعات غرب أجدابيا لتقديم الدعم اللوجستي وأخرى قرب البريقة، في حين تتمركز قوات جيش التحرير الوطني جنوب البريقة مدعومة بأسلحة ثقيلة ومتوسطة.


تجدد القصف العنيف من قبل كتائب القذافي على مصراتة (الجزيرة)
تجدد القصف العنيف من قبل كتائب القذافي على مصراتة (الجزيرة)

الحال بمصراتة
وفي مصراتة، قال متحدث باسم الثوار إن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 25 آخرون في قصف شنته كتائب القذافي مساء الأربعاء على مناطق يسيطر عليها الثوار في المدينة التي تعد ثالثة كبرى المدن في ليبيا، حيث شمل القصف ميناء مصراتة، وهو الشريان الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي، ما أدى إلى إغلاقه مؤقتا.

وفي الوقت نفسه قصفت طائرات الناتو مواقع تسيطر عليها قوات القذافي في المدينة وما حولها، حيث تحدثت مصادر للجزيرة عن مشاهدة العديد من الدبابات المدمرة.

كما أكدت المصادر أن الثوار نجحوا في صد محاولة من كتائب القذافي لدخول منطقة الميناء، حيث دمرت بعض الدبابات، كما غنم الثوار سيارات وأسلحة وأسر مجموعة من كتائب القذافي.

وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة من مصراتة قال الناشط السياسي محمد المصراتي إن الثوار نجحوا في تكبيد كتائب القذافي خسائر كبيرة، كما أعلن 50 من القناصة التابعين لهذه الكتائب استسلامهم، لكنه أشار إلى أن استمرار حصار مصراتة يرجع إلى اعتماد كتائب القذافي على القصف المدفعي من أماكن خارج المدينة بعدة كيلومترات.

وقال متحدث باسم الثوار إن ميناء مصراتة أغلق مؤقتا بعد قصفه من كتائب القذافي أمس.


طائرة قطرية تنقل جرحى من المدنيين الليبين للعلاج بالدوحة قبل ثلاثة أيام (الجزيرة)
طائرة قطرية تنقل جرحى من المدنيين الليبين للعلاج بالدوحة قبل ثلاثة أيام (الجزيرة)

طائرة قطرية بطبرق
في غضون ذلك وصلت إلى مطار طبرق المدني بشرق ليبيا طائرة تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية وهي تحمل على متنها مستشفى ميدانيا يشارك فيه عدد من الأطباء المتخصصين ومعهم أجهزة ومعدات طبية في مجال الإسعافات الأولية والعمليات الجراحية الحرجة.

وستساهم هذه الإمدادات في سد الاحتياجات الطبية في المناطق التي تتعرض للقصف وتقليل حاجة المصابين والجرحى لنقلهم إلى خارج ليبيا للعلاج.

يذكر أن هذه الطائرة هي الثانية التي ترسلها دولة قطر إلى مطار طبرق بعد طائرة سابقة حملت مساعدات إنسانية بينها أدوية وحليب أطفال.

في الأثناء، اتهم وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم القوات البريطانية بقصف منشآت نفطية أمس في حقل السرير بجنوب شرقي البلاد.

وقال الكعيم في مؤتمر صحفي إن المقاتلات البريطانية شنت غارة على حقل السرير النفطي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة حراس في الموقع وجرح أربعة أشخاص آخرين من العاملين هناك. وأضاف أن الغارة اوقعت أضرارا مادية، خصوصا في الأنبوب الذي ينقل النفط من موقع السرير إلى مرفأ طبرق الذي يسيطر عليه الثوار.

المصدر : الجزيرة + وكالات