14 مصابا وقصف جوي لرأس لانوف

فاطمة التريكي

 الثوار يتشبثون بالسيطرة على العديد من المدن الليبية

قصفت طائرات حربية مجموعة من الثوار الليبيين قرب رأس لانوف التي كذّب الثوار في وقت سابق ادعاءات الإعلام الموالي للزعيم الليبي معمر القذافي بسقوطها ومصراتة وطبرق بأيدي الكتائب التابعة له، بينما يزحف الثوار باتجاه معقله في سرت.

واستهدفت غارة جوية ثانية صباح اليوم الأحد معسكرا للثوار كان مقر كتيبة سابقا في شرق مدينة رأس لانوف النفطية شرق ليبيا. وأوضح مراسل الجزيرة هناك رضا شعبان أن القصف استهدف سيارة مدنية في منطقة عقيلة كانت تقل مؤنا للثوار.

القذافي يحشد أنصاره للتظاهر تأييدا بطرابلس
القذافي يحشد أنصاره للتظاهر تأييدا بطرابلس

مزاعم
واستبقت وسائل الإعلام الموالية للقذافي القصف الجوي لرأس لانوف بقصف إعلامي يدعي أن القوات الموالية للقذافي سيطرت على المدينة إلى جانب طبرق ومصراتة، وهو ما نفاه شهود عيان وقال سكان في مصراتة صباح اليوم إن تلك المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس ما زالت تحت سيطرة الثوار.

وذكر أحد السكان في اتصال هاتفي "البلدة بالكامل تحت سيطرة الثوار منذ نحو أسبوعين، الهدوء يسودها الآن، ليس هناك قتال والحمد الله، ولكننا سمعنا صوت إطلاق نيران هذا الصباح قرب المطار وقاعدة جوية".

نفي
وقال ثوار في المدينة "لم تحدث معارك في الليل والمدينة تحت سيطرتنا". وقال صحفي من فرانس برس "نحن عدة صحفيين في فندق عند المدخل الغربي للمدينة ولم نسمع ما يدل على قتال في الليل".

وفي وقت لاحق اليوم قصفت الكتائب الأمنية التابعة للقذافي مصراتة بالمدافع. وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة أوضح الناشط السياسي في المدينة محمد المصراتي أن القصف يأتي من جهة الغرب.

وأكد المصراتي أن أهالي المدينة متشبثون بحمايتها حيث يمنعون أي غريب من دخولها، وأن المساجد ترتفع حاليا بالتكبير والتهليل لرفع معنويات الثوار.

وتطرقت آلة الدعاية الموالية للقذافي إلى طبرق -أقصى شرق ليبيا والخاضعة لسيطرة الثوار- زاعمة أنه "تم تحرير مدينة طبرق من العصابات الإرهابية". ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن هذه القوات "في طريقها إلى مدينة بنغازي" معقل الثورة وكبرى مدن الشرق الليبي.

ونفى فتحي فرج العضو في المجلس الثوري في طبرق شرق ليبيا، من بنغازي صباح اليوم الأحد سقوط المدينة بأيدي قوات العقيد معمر القذافي كما أخبر التلفزيون الليبي، مؤكدا أن "هذا الكلام غير صحيح إطلاقا".

وتحدثت قناة "الليبية" عن احتفالات في مدن طرابلس وسبها وسرت بهذا الحدث. وبثت القناة لقطات "لمظاهر الفرح" من مدينتي سبها (جنوب) وسرت (شرق طرابلس) والساحة الخضراء في مدينة طرابلس.

من جهة أخرى تحدث صحفي من وكالة فرانس برس عن إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة لم يعرف مصدره صباح اليوم وسط طرابلس وسمع إطلاق النار من فندق يقع في محيط وسط المدينة على بعد كيلومتر عن الساحة الخضراء.

 
 

زحف
وفي اليوم التاسع عشر من الثورة تسيطر المعارضة الليبية على شرق البلاد، وتصدت أمس لهجوم مضاد شنته قوات القذافي.

وكان الثوار في شرق ليبيا قد انطلقوا أمس في قافلة شاحنات صغيرة نصبت عليها مدافع مضادة للطائرات وهم يرفعون علامة النصر ويقتربون من معقل للقذافي في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حربية فوقهم.

وأعلن مصدر طبي ومراسل وكالة فرانس برس إصابة 14 على الأقل بينهم صحفي فرنسي أصيب في ساقه في بلدة بن جواد التي تبعد مائة كلم شرق سرت مسقط القذافي في اشتباك الأحد بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار.

وأوضح الطبيب عواد الوكيلي في مستشفى رأس لانوف أن 11 جريحا وصلوا إلى المستشفى بينهم صحفي فرنسي. وأفاد مراسل فرانس برس بأنه أحصى 14 جريحا في هذا الاشتباك الذي وقع صباح الأحد في القرية الصغيرة التي تقع إلى الغرب من رأس لانوف النفطية.

وفي بلدة بن جواد الصغيرة حيث كانت تحتشد قوات الثوار على بعد نحو 160 كيلومترا من سرت قامت القوات أمس السبت بإطلاق النار على طائرات حربية وطائرات مروحية تابعت تقدم القافلة إلى البلدة الساحلية وانقضت عليها.

وكانت معظم الطائرات تراقبهم، لكن شهودا قالوا إن مروحية وجهت لقوات المعارضة ضربة قرب بن جواد. وقال الثوار إنهم أسقطوا طائرة حربية قرب بلدة رأس لانوف التي أصبحت الآن خلف خط جبهة قوات المعارضة بمسافة كبيرة بعد أن طردت قوات القذافي يوم الجمعة الماضي.

هجوم سرت
وأكد بعض الثوار أن هجوم سرت بات وشيكا، لكن آخرين يشعرون بالقلق من قصور إمكانات قوات المعارضة التي تتألف من جنود فروا من صفوف القذافي ومتطوعين يمتلكون حماسا أكثر من الخبرة.

وقال المقاتل في صفوف المعارضة محمد سليم "سنهاجم سرت الآن"، بينما قال مقاتل آخر هو محمد فتحي ليس لدينا تنظيم أو خطة عسكرية، إننا نذهب حيثما تكون هناك حاجة لنا، وكان الاثنان في طريقهما إلى بن جواد.

لكن الهجوم على سرت قد يثبت أنه مهمة أصعب، فهي تتلقى إعانات ضخمة من القذافي الذي كان يحب استضافة المؤتمرات الدولية العربية والأخرى في هذه المدينة الساحلية منذ فترة طويلة مما قد يضمن له قدرا أكبر من الولاء. وسقطت العديد من البلدات بدون معركة وينظر محللون إلى سرت على أنها موطن القوات العسكرية التي تؤيد بقوة حكم القذافي.

وحذر بعض كبار المسؤولين في المعارضة من شن هجوم متسرع على سرت قائلين إن قواتهم تحتاج إلى مزيد من الوقت للتنسيق وإعادة تجميع صفوفهم، لكنهم قالوا إنهم يواجهون تحديا عبر كبح جماح مجندين متحمسين. ويبدو أن قوات القذافي تقوم بتعزيز دفاعاتها في المنطقة المؤدية إلى سرت. وقال مدني يؤيد قوات المعارضة ذكر أنه جاء من الغرب بالسيارة إن الطريق يعج بالدبابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات