تدمير سلاح الجو الليبي

قتل ستة مدنيين في قصف نفذته اليوم كتائب القذافي على مدينة الزنتان، كما أدى القصف إلى قطع التيار الكهربائي والاتصالات بشكل كامل عن المدينة، في حين أعلن قائد عسكري بريطاني عن تدمير سلاح الجو الليبي.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي ببنغازي اليوم أن كتائب القذافي واصلت قصفها لمدينة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار وتبعد 90 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن القصف العشوائي للمدينة أمس أسفر عن مقتل 10 أشخاص وجرح 26 آخرين.

وكان الثوار قد نجحوا في وقت سابق في تطهير غابة الكشافة الواقعة شرق مدينة الزنتان، فضلا عن نجاحهم في صد محاولة دخول قوات القذافي من الجهة الشمالية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن المجمع الصحي في مدينة مصراتة تعرض ظهر اليوم لإطلاق نار كثيف وقذائف دبابات من جانب كتائب القذافي فتسبب في قتل وجرح عدد من الأشخاص.

وقد أفادت مصادر طبية في وقت سابق بأن كتائب القذافي قتلت أمس 17 شخصا في المدينة. من جانب آخر أوردت وكالة رويترز أن طائرات التحالف قصفت نهار اليوم قوات القذافي التي تحاصر المدينة.

وقال أحد سكان مصراتة إن الكتائب توقفت عن إطلاق أي قذائف مدفعية منذ ظهر اليوم على المدينة بعدما قصفتها قوات التحالف. لكن القناصة التابعين للكتائب يطلقون النار على مستشفى المدينة، بالتزامن مع إطلاق قذائف على مدينة الزنتان.

وكان مراسل الجزيرة قد ذكر أنه دارت اشتباكات بين الثوار وكتائب القذافي عند المدخل الشرقي لمدينة أجدابيا الواقعة شرق البلاد، وقال عقيد مؤيد للثوار "رجالنا يضغطون بقوة على كتائب القذافي في أجدابيا".

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الثوار دمرت صباح اليوم دبابتين تابعتين لكتائب القذافي وتمكنت من قتل عدد من جنود الكتائب التي تحاصر أجدابيا.

وأشار إلى أن الثوار يحاولون منذ أمس فك الحصار المفروض على المدينة عبر التقدم نحو المدخل الشرقي لها، في حين تحاول كتائب القذافي التمسك بمواقعها لقصف الثوار بالمدفعية والثقيلة وراجمات الصواريخ.

تدمير سلاح الجو
في هذه الأثناء قال قائد عسكري بريطاني رفيع اليوم الأربعاء إن قوات الائتلاف دمرت القوات الجوية الليبية وتتحرك دون عقبات في الأجواء الليبية وتهاجم القوات البرية متى هددت السكان المدنيين.

ونقلت رويترز عن غريغ باغويل نائب المشير بسلاح الجو البريطاني في تصريحات مكتوبة في قاعدة جوية في جنوب إيطاليا الذي تتمركز فيها الطائرات البريطانية "نحن الآن نطبق ضغطا متواصلا لا يلين على القوات المسلحة الليبية".

وأضاف "واقع الحال هو أن قواتهم الجوية لم تعد موجودة كقوة مقاتلة، وشبكات الدفاعات الجوية والقيادة والتحكم تضررت بشدة إلى الدرجة التي نستطيع من خلالها العمل دون اعتراض في مختلف أنحاء ليبيا".

وأوضح أن قوات التحالف تمارس ضغطا شديدا على قوات القذافي، وأضاف "نحن نحرص على الأبرياء في ليبيا ونضمن حمايتهم من الهجمات".

وتابع "نراقب القوات البرية بشكل مستمر ونهاجمهم حين يهددون المدنيين أو يهاجمون المراكز السكانية". وقال "بعد أن دمرنا قوته الجوية، سندمر الآن قوته البرية التي تهاجم المدنيين على الأرض".

وقال باغويل، ردا على سؤال بشأن المدة التي ستبقى فيها الطائرات البريطانية فوق ليبيا، أجاب "عليكم سؤال العقيد القذافي"، وأضاف "حين يتوقف عن مهاجمة المدنيين لن نبقى مضطرين للدفاع عنهم".

من جهته قال القائد الأميركي الأميرال جيرارد هويبر اليوم الأربعاء إن الزعيم الليبي معمر القذافي ما زال ينتهك قرار مجلس الأمن الداعي إلى وضع نهاية للهجمات على المدنيين حيث ورد وقوع قتال في عدة مدن.

وأبلغ هويبر الصحفيين بأن الائتلاف الدولي الذي يفرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا يمارس ضغوطا على قوات القذافي، وقال إن الائتلاف نفذ 175 طلعة جوية في الساعات الـ24 الماضية كان نصيب الولايات المتحدة منها 113 والدول الأخرى الباقي.

وأوضح أن قوات الائتلاف تستهدف القوات الميكانيكية الليبية ومواقع المدفعية والصواريخ المتحركة.

غارات على طرابلس
وكانت طائرات التحالف الدولي قد أغارت على العاصمة طرابلس لليلة الرابعة على التوالي، حيث سمع دوي انفجارات في ضواحي المدينة في وقت مبكر من صباح اليوم وأطلقت مضادات أرضية، دون أن تتضح بعد المواقع التي تعرضت للقصف أو الأضرار التي نجمت عنه.

من جهة أخرى، علمت الجزيرة أن حسين جبران، وهو أحد أبرز القادة العسكريين التابعين للنظام وقائد جحفل النسور، لقي مصرعه قرب طرابلس، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن قتالا عنيفا وقع في بلدة جنوب غرب طرابلس أدى إلى مقتل تسعة أشخاص.

ميدانيا أيضا، هاجمت كتائب القذافي منطقتي جالو وأوجلا جنوب غربي ليبيا، بثمانين آلية محملة بالأسلحة, وتمكنت من اعتقال 15 شخصا بعد مواجهات مع الثوار.

ومن جانبه، أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات التحالف أغارت على رتل من كتائب القذافي كان متجها نحو الشرق من مناطق الجنوب الغربي، كما قامت باعتراض طائرة تابعة للقذافي محملة بالجنود والعتاد على بعد 60 كلم شرق بنغازي.

وأكد المراسل اعتقال أعداد كبيرة من عناصر اللجان الثورية في بنغازي بينهم كوادر قيادية، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود تنسيق بين المجموعات المسلحة الثورية والمجلس العسكري الانتقالي لتوحيد المسلحين تحت قيادة مشتركة.