ثوار بنغازي يصدون قوات القذافي

أكدت مصادر محلية في مدينة بنغازي أن الثوار تصدوا لهجوم شنته القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافي التي دخلت الأحياء الغربية وبدأت قصفا عشوائيا أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا.
 
فقد أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في تصريح للجزيرة اليوم السبت أن ثوار ائتلاف 17 فبراير تمكنوا من صد الهجوم الذي شنته الكتائب الأمنية المجهزة بمعدات حديثة إسرائيلية على حد تعبيره، واستولوا على سبع دبابات.
 
ونفى عبد الجليل صحة الأنباء التي أعلنتها وسائل الإعلام الموالية للقذافي عن عودة وزير الداخلية المستقيل عبد الرحمن يونس إلى منصبه، وأكد أن الأخير لا يزال يقود كتائب الثوار في مدينة بنغازي.
 
وكان عبد الجليل قد قال في وقت سابق إن مجموعات من المواطنين شوهدت تفر من المدينة نحو الشرق خوفا من انتقام القوات الموالية للقذافي، التي بدأت قصفا عشوائيا أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا الذين غصت بهم المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة.
 

 مقاتلة تابعة للثوار سقطت فوق بنغازي (الفرنسية)
 مقاتلة تابعة للثوار سقطت فوق بنغازي (الفرنسية)

مواجهات عنيفة

وفي حديث إلى الجزيرة من مدينة بنغازي قال الناشط السياسي صالح المجذوب إن اشتباكات عنيفة وقعت صباح اليوم بين الكتائب الأمنية المهاجمة وثوار 17 فبراير الذين دمروا ثلاث دبابات على الأقل وقتلوا وأسروا عددا من جنود تلك الكتائب، وإن الثوار يحاصرون جنودا آخرين لجؤوا إلى مبنى شركة صينية بعد أن نفدت ذخيرتهم.
 
ولفت إلى أن الثوار يسيطرون على جميع مداخل المدينة وأن طلعات استطلاعية لمروحيات تابعة للثوار من قاعدة بنينة أكدت وجودا محدودا لقوات القذافي في غرب المدينة، مشيرا إلى أن بعض من سماهم "العملاء" والخلايا النائمة من اللجان الثورية قامت بإطلاق النار في بنغازي وجرحوا ستة أشخاص.
 
وذكر حسن الجهمي -مشرف صفحة انتفاضة 17 فبراير في بنغازي على الإنترنت- للجزيرة نت أن الثوار اشتبكوا السبت مع ثلاث مجموعات من اللجان وقتلوا عددا من أفرادها.
 
ولفت إلى أن الاشتباكات التي وقعت اليوم مع كتائب القذافي أسفرت عن مقتل33 شخصا، لكنه لم يحدد كونهم من المدنيين أم من الثوار المسلحين.
 
سقوط طائرة
وخلافا لما أعلن سابقا، لفت رئيس المجلس الانتقالي إلى سقوط طائرة مقاتلة تابعة للثوار أصابتها المضادات الأرضية التابعة للقذافي بينما كانت الطائرة تقصف الكتائب الأمنية خارج بنغازي، حيث قال شهود عيان إن الطائرة اندلعت فيها النيران ثم سقطت فوق إحدى البنايات وتصاعد منها دخان أسود كثيف.
 
وأفاد مراسل الجزيرة أن قذائف سقطت على المدينة الرياضية ومخيم تابع للهلال الأحمر الليبي وسط مدينة بنغازي بعد دخول قوات تابعة للقذافي إلى الضواحي الغربية تحت ستار من قصف عنيف براجمات الصواريخ، بالتزامن مع أنباء عن تراجع الثوار باتجاه المدينة، كما بثت مواقع على الإنترنت صورا لآثار قصف مدفعي استهدف حي الدولار جنوب شرقي بنغازي.
 
بيد أن وزارة الدفاع الليبية نفت صحة هذه الأنباء واتهمت من أسمتهم مقاتلين تابعين لـ"تنظيم القاعدة" بمهاجمة وحدات القوات المسلحة المتوقفة غرب بنغازي التزامًا بوقف إطلاق النار الذي أعلنته ليبيا أمس الجمعة.
 
وأضافت أن المهاجمين "استخدموا طائرات عمودية ومقاتلة في انتهاك صريح لمنطقة حظر الطيران المفروضة من مجلس الأمن، مما اضطر القوات المسلحة إلى التعامل معهم دفاعا عن النفس".
 

 الثوار يعرضون جثة جندي من الكتائب الأمنية قتل في الاشتباكات التي وقعت في بنغازي (رويترز)
 الثوار يعرضون جثة جندي من الكتائب الأمنية قتل في الاشتباكات التي وقعت في بنغازي (رويترز)

الجبل الغربي
وفي منطقة الجبل الغربي نجح الثوار في نصب كمين لكتائب القذافي في منطقة نالوت وأسروا عشرين من أفرادها بينهم ضابط برتبة عقيد, كما تمكنوا من السيطرة على بوابة ذهيبة الواقعة بين تونس ووزان الحدودية بدون إراقة دماء.
 
وفي السياق نفسه قالت مصادر في مدينة الزنتان للجزيرة نت إن القوات الموالية للقذافي قصفت بصواريخ غراد أمس الجمعة المنطقة الشمالية المطلة على سهل الجفارة ومنطقة الجبال الواقعة بين الرجبان والزنتان، مما أدى إلى اشتعال النيران في أشجار النخيل في منطقة عين الشرشارة.
 
وقالت المصادر إن القصف استهدف منطقة سكنية ومستوصفا بالقرب من مخازن للأدوية في منطقة أولاد أبوالهول ومنازل بمنطقة أولاد خليفة مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص على الأقل.
 
مصراتة وأجدابيا
وفي مصراتة علمت الجزيرة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا إثر تعرض المدينة لقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل كتائب القذافي، في حين يواصل الأهالي والثوار التصدي للكتائب وسط أنباء عن انقطاع المياه الصالحة للشرب عن المدينة بأكملها.
 
وقال متحدث باسم شباب 17 فبراير للجزيرة هاتفيا إن المدينة تعرضت الجمعة لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ تركز في محيط قاعة الشعب، وشارع طرابلس، لافتا إلى أن قناصة القذافي اعتلوا أسطح المباني واستهدفوا المارة وأن عدد القتلى يتجاوز 25 شخصا.
 
ومن أجدابيا وردت أنباء عن تعرّض غرب المدينة إلى قصف متواصل خلال الليلة الماضية رغم صدور قرار حظر الطيران، مما دفع بعض الأهالي إلى النزوح إلى طبرق، وسط أنباء أفادت بتراجع كتائب القذافي عن حدود المدينة.
المصدر : الجزيرة + وكالات