حزب الوسط الجديد

حزب مصري ينتمي إلى التيار الإسلامي وهو مستقل عن جماعة الإخوان المسلمين.
 
بدأت فكرته على يد مجموعة من شباب الحركة الإسلامية في مصر رأت أنه من الضروري تكوين تجربة حزبية سياسية مدنية تترجم المشروع الحضاري العربي الإسلامي بعد أن خاضت هذه المجموعة تجارب في العمل العام بدءا من الحركة الطلابية في السبعينيات في الجامعات المصرية مرورا بالعمل النقابي في النقابات المهنية منذ منتصف الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات من القرن العشرين وكذلك الخبرات الأخرى في المجالس المحلية والعمل البرلماني.
 
لمحة تاريخية
كانت البداية عام 1995 عندما التقت مجموعة من الشباب الإسلامي المصري لتشكيل تيار سياسي أطلقوا عليه اسم الوسط، وانتهت هذه المجموعة من صياغة البرنامج العام للحزب في يناير/كانون الثاني 1996 وقد ضمت الجمعية التأسيسية عددا من الأقباط المسيحيين وعددا من النساء والفتيات، وربما كان هذا سببا في الضجة الإعلامية حول الحزب الجديد كما ثارت تساؤلات عديدة حول مرجعيته الإسلامية.
 
وفي الخامس من مارس/آذار 1996 أصدرت لجنة الأحزاب بمجلس الشورى قرارا يرفض تأسيس حزب الوسط، وفي 26 مايو/أيار 1996 قدم الدكتور محمد سليم العوا -بصفته المحامي الأصلي لوكيل المؤسسين- طعنا في قرار لجنة الأحزاب أمام المحكمة المختصة التي أيدت قرار الرفض في التاسع من مايو/أيار 1998.
 
وبعد أقل من يومين من تاريخ الرفض تقدم وكيل مؤسسي حزب الوسط بطلب جديد بمشروع وبرنامج جديد باسم حزب "الوسط المصري" الذي ضم عددا أكبر من المؤسسين.
 
ونجح المؤسسون في رسم صورة واضحة عن المشروع من حيث استقلاله عن "الإخوان المسلمين" وسعيه لأن يكون حزبا مدنيا ذا مرجعية إسلامية يعبر عن شريحة واسعة من المواطنين المصرين بشكل أوسع من فكرة جماعة دينية دعوية.
 
رفض المشروع
وتم رفض المشروع أيضا من لجنة الأحزاب وتقدم المؤسسون إلى محكمة الأحزاب التي لم يمهل رئيسها المحامين والمؤسسين الوقت المطلوب للدفاع وأصر على الحكم في آخر جلسة له في المحكمة رافضا الترخيص للحزب الجديد.
 
وعاد المؤسسون ليتقدموا بطلب جديد في السابع عشر من أبريل/نيسان 2004 لتأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم حزب الوسط الجديد وضم في صفوفه 200 عضو مؤسس بينهم سبعة أقباط و44 فتاة وسيدة بينهم عدد من الشخصيات الفكرية والسياسية المعروفة مثل المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري والسياسي المخضرم فكري الجزار الملقب بشيخ المستقلين في البرلمان المصري.
 
بيد أن لجنة الأحزاب في مجلس الشورى رفضت طلب المؤسسين الذين تقدموا بطعن أمام محكمة الأحزاب التي قامت بدورها بإحالة القضية إلى هيئة مفوضي الدولة التي طلبت من المحكمة المختصة إلغاء قرار لجنة الأحزاب.
 
البيان التأسيسي
ولا تزال القضية مطروحة أمام الجهات المختصة لكن ذلك لم يمنع أعضاء الحزب من إصدار بيان تأسيسي للحزب قدموا فيه رؤيتهم السياسية والفكرية القائمة مبادئ العدالة والحرية والمساواة ومكافحة الاستبداد والتعصب والتأكيد على المشترك الإنساني العام، والعمل على تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المطلوب.
 
وأوضح مؤسسو الحزب أن هذه الأهداف تستدعي بلورة رؤية وطنية تستوعب المتغيرات المحلية والدولية وتكون قادرة على بناء النهضة المصرية الحقيقية لاستعادة مكانة مصر الدولية وتقويتها في مواجهة الهيمنة الأجنبية.
 
وشدد المؤسسون على أن الوسطية هي القوة الدافعة الحقيقية لبناء المجتمع المصري استنادا إلى المركب الحضاري العريق الذي يجمع أبناء الوطن الواحد عبر العصور في ذلك التناغم الثقافي الإسلامي المسيحي الذي أعطى مصر موقعا فريدا في تاريخ الحضارة الإنسانية.

المصدر : الجزيرة