شك بنجاح مؤتمرات المصالحة بالعراق

Iraq's Prime Minister Nuri al-Maliki (R) meets with Iraq's former Prime Minister and head of the Iraqiya coalition Iyad Allawi in Baghdad June 12, 2010. The leaders of Iraq's two largest political blocs held talks on Saturday for the first time since an inconclusive March election, but there was no sign of a breakthrough on the country's next government.

المرجعية الشيعية دعت القادة السياسيين لتسوية خلافاتهم من أجل مصلحة العراق (روتيرز -أرشيف)
المرجعية الشيعية دعت القادة السياسيين لتسوية خلافاتهم من أجل مصلحة العراق (روتيرز -أرشيف)

حذرت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة آية الله علي السيستاني اليوم الجمعة من خطورة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، وعدم جدوى مؤتمرات وجلسات الحوار دون توفر النية الصادقة من قادة الكتل السياسية لحل الأزمات، بعدما انعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية بالعاصمة بغداد أمس.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي أمام آلاف المصلين في مسجد الإمام الحسين بمدينة كربلاء إن "العراق يشهد أزمة سياسية واضحة للجميع وقد طرحت بعض الجهات أفكارا وآراء لعقد مؤتمر وطني وجلسات حوار بين قادة الكتل السياسية للتفاوض للخروج من هذه الأزمة".

وأضاف، خلال خطبة صلاة الجمعة، أن عقد هذا المؤتمر الوطني أو جلسات الحوار بين قادة الكتل السياسية وحده غير كاف، مشددا على مجموعة أمور ينبغي أخذها بالاعتبار من قبل الكتل السياسية، وأهمها توفر النية الصادقة والإرادة الجادة لدى الكتل السياسية وقادتها للوصول إلى حلول للأزمات.

ودعا الكربلائي إلى مدّ جسور الثقة بين الكتل السياسية وخاصة بين قادة الكتل وتجنب الطعون والاتهامات والشكوك في بعضهم بعضا، مؤكدا أن تقدم العراق واستقراره مرهون بالتكاتف والتآزر بين الكتل السياسية.

وفيما يتعلق برؤيته للوضع الراهن، أشار إلى أنه لا يمكن لفئة واحدة إدارة شؤون البلاد في الظروف الحالية، وأن العملية السياسية لابد أن تكون من خلال عملية تضامنية وتكافلية وأن يعمل الجميع بروح العائلة الواحدة.

مؤتمر للمصالحة

مؤتمر المصالحة الوطنية في العراق (الجزيرة)
مؤتمر المصالحة الوطنية في العراق (الجزيرة)

وفي سياق مواز، سادت حالة من السجالات السياسية بين عدد من القوى بشأن مؤتمر المصالحة الوطنية الذي انعقد ببغداد وأكد خلاله مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة عامر الخزاعي أن بعض فصائل المقاومة التي ناهضت الاحتلال الأميركي للعراق قررت ترك السلاح والاندماج في العملية السياسية.

لكن جماعة جيش المجاهدين كذّبت ما قاله وزير المصالحة في الحكومة العراقية عن تخلي جيش المجاهدين عن السلاح ودخوله أو تأييده للعملية السياسية.

وأكدت الجماعة -في بيان لها- أنها عازمة على المضي قدما في ما سمتها مسيرتها الجهادية حتى يتم تحرير العراق بشكل كامل من الاحتلال ومشاريعه ومن جاؤوا معه، على حد قولها.

وكان الخزاعي قد ذكر أن الفصائل التي تمثل غالبية الجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وأنصار السنة-الهيئة الشرعية، وكتائب ثورة العشرين، إلى جانب عصائب أهل الحق المنشقة عن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، قررت التخلي عن السلاح والدخول في العملية السياسية.

كما نفى مسؤول المكتب الإعلامي لكتائب ثورة العشرين عبد الرحمن الحيّاني -في لقاء مع الجزيرة- مشاركة الكتائب في مؤتمر المصالحة الذي أعلنه مستشار رئيس الوزراء العراقي، وشدد على تمسك جميع الكتائب بحمل السلاح ومشروع مقاومة الاحتلال.

مقاطعة
وجاءت هذه التصريحات في وقت قالت فيه قائمة العراقية بزعامة إياد علاوي إنها لن تشارك في أي مؤتمر وطني للأطراف السياسية ما لم يحضره رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي، وجميع قادة الكتل الذين تصدوا للنظام الدكتاتوري السابق.

كما أكدت العراقية أن كل الخيارات مفتوحة في خضم الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، ومنها إجراء انتخابات جديدة أو تبديل رئيس الوزراء نوري المالكي بشخصية أخرى.

المصدر : وكالات