غموض إزاء قبول واشنطن استقبال صالح

A grab taken from the Saudi television shows Yemeni President Ali Abdullah Saleh signing a Gulf Cooperation Council-sponsored transition deal to exit power in the Saudi capital Riyadh on November 23, 2011.

صالح قال إنه سيغادر إلى نيويورك لتسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني (الفرنسية)

تواصل الجدل بشأن استعداد الولايات المتحدة الأميركية لاستقبال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أجل تلقي العلاج في أحد مستشفياتها، فبينما نقلت محطة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية عن مصدر رفيع في إدارة الرئيس باراك أوباما تأكيده الموافقة على قدوم صالح، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن بلاده "مازالت تدرس" طلب منح تأشيرة للرئيس اليمني.

ونقلت محطة (سي إن إن) أمس الثلاثاء عن المصدر الرفيع في إدارة أوباما، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المسألة التي يتحدث عنها، أن الرئيس صالح سيحصل على الإذن للذهاب إلى أميركا وتلقي علاج طبي في نيويورك.

واعترف المصدر بوجود نقاش في داخل الإدارة بشأن هذه المسألة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "لا تريد أن تعتبر كمن يوفر ملاذاً آمناً لدكتاتور مسؤول عن قمع عنيف ومميت لانتفاضة".

لكنه قال إن قرار السماح لصالح بالذهاب إلى أميركا اتخذ أملا في أن تساهم مغادرة صالح اليمن في تهدئة التوترات والمساعدة على تعبيد الطريق أمام الانتخابات في السنة المقبلة.

دراسة الطلب
في المقابل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر مساء أمس الثلاثاء أن واشنطن "ما زالت تدرس" طلب الرئيس اليمني منحه تأشيرة دخول إلى البلاد.

وقال تونر في بيان إنه "في كل مرة يسعى أجنبي للتوجه إلى الولايات المتحدة تبدأ عملية رسمية لتحديد ما إذا كان بإمكان مقدم الطلب الحصول على تأشيرة دخول"، وأضاف أن "هذه العملية قد تتطلب بعض الوقت".

وأوضح أنه "رغم ما يمكن أن يؤكده الآخرون، فإن الولايات المتحدة ما زالت تدرس طلب الرئيس صالح" مضيفا أن "وزارة الخارجية ستؤكد أن قرارا قد اتخذ فقط عندما تنتهي عملية دراسة الطلب".

وكان جوش أرنيست مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض أعلن الاثنين أن المعلومات التي تحدثت عن أن البيت الأبيض وافق على استقبال الرئيس اليمني في الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي "غير صحيحة".

وكان صالح قد أعلن أنه يريد السفر "لتسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة" المقررة في 21 فبراير/ شباط، وسيتنحى بعدها وفقا لما تنص عليه المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض في 23نوفمبر/ تشرين الثاني.

المتظاهرون أكدوا استمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها (رويترز)
المتظاهرون أكدوا استمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها (رويترز)

مظاهرة واشتباكات
من جانب آخر شهدت محافظة عدن مظاهرة حاشدة للتنديد بالاعتداء على مسيرة الحياة الراجلة عند وصولها إلى العاصمة اليمنية صنعاء السبت الماضي.

ودعا المشاركون في المسيرة إلى محاكمة من وصفوهم بقتلة المعتصمين والمتظاهرين السلميين. ونددوا بتصريحات السفير الأميركي في اليمن التي وصف فيها مسيرة الحياة بأنها غير سلمية وطالبوه بالاعتذار. وأكد المتظاهرون على استمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها.

وكان 35 على الأقل أصيبوا صبيحة أمس في اشتباكات بين أنصار حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن مع أعضاء من جماعة الحوثيين تبادلوا خلالها اللكمات والضرب بالهري والرشق بالحجارة في ساحة التغيير بصنعاء، وفقا لما أورده نشطاء.

وقال ممثل الحوثيين إن الاشتباكات اندلعت عندما هاجم أنصار حزب الإصلاح خيمة لمنتقدي الاتفاق الذي يفترض أن يتنحى صالح بموجبه عن السلطة مع منحه الحصانة مقابل تسليم السلطة إلى نائبه الذي من المقرر أن يتعاون مع حكومة تضم حزب الإصلاح وأحزابا معارضة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية.

وقال قائد الجماعة عبد الملك الحوثي في بيان صحفي أمس "إن عناصر من مليشيات الإصلاح العسكرية اعتدت ظلما وبشكل لا مبرر له على الشباب والثوار الرافضين للمبادرة الخليجية".

وقوبلت المبادرة الخليجية برفض القوى السياسية التي لم تشارك في التوقيع ومن بينها الحوثيون والحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

المصدر : وكالات