مواجهات رغم دعوات التهدئة بالتحرير

تجددت المواجهات صباح اليوم في ميدان التحرير وسط القاهرة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي ألقت عليهم القنابل المسيلة للدموع. يأتي ذلك بعد ساعات من مقتل عشرة أشخاص وإصابة مئات آخرين عندما اقتحمت قوات مشتركة من الجيش والشرطة الميدان مساء أمس واستخدمت القوة لفض اعتصام المتظاهرين الذين عادوا مرة أخرى بعد ذلك إلى وسط الميدان.

وقال مراسل الجزيرة عبد البصير حسن إن محاولات للتهدئة قادها إمام مسجد عمر مكرم للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن نجحت لساعات ثم قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وسط استعدادات من قبل المتظاهرين لصد أي هجوم.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل عمرو أسامة استمرار التظاهر بميدان التحرير وكل ميادين المحافظات حتى تحقيق مطالب المتظاهرين والتي ارتفعت إلى حد المطالبة بتسليم المجلس العسكري السلطة لمجلس مدني وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

وكانت الحركة أعلنت أن لها أربعة مطالب رئيسية، أولها الإعلان الفوري عن موعد انتخابات الرئاسة، على ألا يتجاوز ذلك أبريل/نيسان المقبل.

قوات الأمن المركزي تحيط بأحد المتظاهرين في ميدان التحرير (الجزيرة)
قوات الأمن المركزي تحيط بأحد المتظاهرين في ميدان التحرير (الجزيرة)

كر وفر
يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام شهدت عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن التي هاجمت النشطاء بميدان التحرير مرتين ودفعتهم للهروب نحو الشوارع المحيطة بالميدان الذي أخلي تماما لفترة قصيرة قبل أن يعود المتظاهرون مرة أخرى إلى الميدان وكأن شيئا لم يكن.

وقبل عودة المعتصمين انتقلت المواجهات إلى الشوارع المحيطة بميدان التحرير، واستخدمت فيها الحجارة. وردد المعتصمون بعد إجلائهم من الميدان هتافات مناهضة للمجلس العسكري وتنادي تحديدا بإسقاط رئيسه المشير حسين طنطاوي.

وكانت قوات الأمن قد قامت بإلقاء عدد من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين من أمام مقر وزارة الداخلية، وردد متظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة شعارات مناهضة للمجلس العسكري معربين عن عدم خوفهم من مواصلة التظاهر حتى تحقيق المطالب.

وقد بث ناشطون على الإنترنت صوراً لمتظاهر قيل إنه قتل أمس في ميدان التحرير. وقد قام أحد عناصر الأمن المصري بسحله إلى جانب الطريق.

دعوة للحوار
وقد عقدت الحكومة المصرية اجتماعاً عاجلاً مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أكدت بعده أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها.

وقد أعرب المجلس الأعلى للقوات المسلحة -الذي يدير شؤون البلاد- الليلة الماضية عن "أسفه الشديد" لما آلت إليه الأحداث وكلف مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم من "إجراءات عاجلة للوقوف على أسباب هذه التداعيات والعمل على إنهائها ومنع تكرار ذلك مستقبلا".

وأضاف أن ذلك يكون "من خلال حوار إيجابي من كافة القوى والتيارات السياسية وائتلافات الشباب على أن ينتهي ذلك في أسرع وقت ممكن".

تحذير من تأجبل الانتخابات
من جانبها حذرت جماعة الإخوان المسلمين من تأجيل الانتخابات البرلمانية، وقالت في بيان لها "إن شعبنا الواعي ونحن معه لن نسمح بإلغاء أو تأجيل الانتخابات مهما كان الثمن، لأن ذلك يعد انقلابا على الثورة والحرية والديمقراطية".

حذرت جماعة الإخوان المسلمين من تأجيل الانتخابات البرلمانية، وقالت في بيان لها "إن شعبنا الواعي ونحن معه لن نسمح بإلغاء أو تأجيل الانتخابات مهما كان الثمن، لأن ذلك يعد انقلابا على الثورة والحرية والديمقراطية

واعتبرت الجماعة في بيان حصلت عليه الجزيرة نت الأحد الاعتصامات حقا دستوريا للمعتصمين طالما كانت سلمية لا تعطل المرور ولا مؤسسات الدولة ولا الإنتاج ولا تعتدي على الممتلكات الخاصة والعامة، ومن ثم يكون الاعتداء عليهم جريمة لا سيما إذا وصلت إلى حد القتل وفقء العيون والإصابات الجسدية، كما حدث بالأمس (السبت) والتي وصلت إلى المئات.


كما دعا حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة إلى الهدوء قبيل تجدد المواجهات داخل وحول ميدان التحرير. وحمّل بيان للحزب المجلس العسكري "كامل المسؤولية عن كل ما حدث".


بيد أن عضو مجلس أمناء الثورة عبد الحليم قنديل رأى أن التدخل العنيف لقوات الأمن الذي يذكر –حسب قوله- بممارسات النظام السابق لإنهاء اعتصام سلمي هو الذي أشعل العنف.

وقد حثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السلطات المؤقتة في مصر على وقف العنف ضد المحتجين وعلى ضمان حدوث تحول ديمقراطي بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي.

تضامن المحافظات
وقد تضامن آلاف المتظاهرين في عدة محافظات مع متظاهري التحرير، حيث نظم عشرات من أبناء محافظة شمال سيناء مساء أمس عددا من المظاهرات أمام المساجد وفي ميدان الحرية بوسط مدينة العريش.

وفي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (شمال القاهرة ) نظم المئات وقفة احتجاجية في ميدان الشهداء وذلك تضامنا مع متظاهري التحرير. ووقعت اشتباكات في محافظة قِنا (جنوب) بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي أمام مديرية الأمن في قِـنا مما أدى إلى جرح خمسة من المتظاهرين وثلاثة من قوات الأمن المركزي.

طبيب يفحص أحد المتظاهرين الذين أصيبوا في التحرير (الأوروبية)
طبيب يفحص أحد المتظاهرين الذين أصيبوا في التحرير (الأوروبية)

أما في الإسماعيلية فقد حاول المئات اقتحام مبنى الشرطة في المدينة لكن قوات الأمن حالت دون ذلك, مشددة من إجراءاتها الأمنية حول المنشآت الحكومية ومبنى هيئة قناة السويس هناك.

ولم ينج طاقم الجزيرة بالقاهرة، من تبعات التدخل العنيف لقوات الأمن المصرية إذ أدى ذلك إلى إلحاق أضرار بالغة بأجهزة البث عبر الأقمار الاصطناعية الخاصة بقناة الجزيرة. وأدى التدخل أيضاً إلى تحطيم معدات التصوير والعديد من الأجهزة الخاصة بالنقل التلفزيوني المباشر.


في غضون ذلك، أعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن أسفه لما شهده ميدان التحرير من مواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين، وألقى باللائمة في تلك الأحداث على وثيقة المبادئ الدستورية التي تعرف بوثيقة السلمي.

وطالب شيخ الأزهر المصريين بالابتعاد عن أماكن المظاهرات والاعتصامات، ودعا الحكومة للضرب بيد من حديد على من سماهم "الخارجين على القانون" وكل من يعطل الحياة العامة.

المصدر : الجزيرة + وكالات