العربي ينتقد موقف أميركا باليونسكو

اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن تجميد الولايات المتحدة مساهماتها المالية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بعد قبول عضوية فلسطين فيها يضر بعملية السلام، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية أن العقوبات التي تدرسها إسرائيل بحقها تثبت أنها غير جادة بتحقيق السلام.

وقال العربي للصحفيين في القاهرة إنه "مندهش من مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت على مشروع هذا القرار، ويستغرب بشدة إقدام الولايات المتحدة على تجميد مساهماتها المالية في هذه المنظمة الدولية الثقافية العريقة.

العربي استغرب من مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت (الفرنسية-أرشيف)
العربي استغرب من مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت (الفرنسية-أرشيف)

وأضاف أن الخطوة الأميركية تعطي مؤشرا سلبيا على إمكانية نجاح الجهود المبذولة لإحياء مسار المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل المعطلة أصلا، وعلى مدى حيادية الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي إزاء جهود تحقيق السلام في المنطقة، ودعم عمل منظمات الأمم المتحدة العاملة في هذا المجال.

ولم تنتظر الولايات المتحدة طويلا الاثنين لمعاقبة منظمة اليونيسكو بعد الموافقة على منح فلسطين عضوية كاملة فيها، فأعلنت التعليق الفوري لتمويلها للمنظمة، وحذرت من عمليات مماثلة متسلسلة "في حال حذت منظمات أخرى حذوها".

ويعتبر تعليق التمويل الأميركي ضربة قاسية لليونيسكو، إذ تساهم الولايات المتحدة بـ22% من ميزانيتها بتقديمها حوالي 80 مليون دولار في السنة.


مخالفة الاتفاقيات
وفي سياق متصل، اعتبر نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن العقوبات التي تدرسها الحكومة الإسرائيلية بحق السلطة، في أعقاب منح اليونسكو عضوية كاملة لفلسطين، هي "مخالفة واضحة لكل الاتفاقيات والمبادرات الدولية، وتشكل دليلا جديدا على أن إسرائيل غير معنية بعملية السلام والتسوية".

حماد: أميركا مارست ضغطا كبيراً على عدد كبير من دول العالم لمنع دعم الطلب الفلسطيني
حماد: أميركا مارست ضغطا كبيراً على عدد كبير من دول العالم لمنع دعم الطلب الفلسطيني

وقال حماد -في تصريحات لوكالة "معا" الإخبارية- إن على المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الإدراك أن إقامة دولة فلسطينية هي مصلحة أميركية بالإضافة إلى كونها مصلحة فلسطينية، مشددا على أن الاستقرار في المنطقة يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية.

وأكد حماد أن التهديد الأميركي بعدم تحويل الأموال إلى اليونسكو لا يتناسب مع دعوة الولايات المتحدة إلى الشفافية وحقوق الإنسان واحترام ميثاق الأمم المتحدة، لافتا إلى أن أميركا مارست ضغطا كبيراً على عدد كبير من دول العالم لمنع دعم الطلب الفلسطيني، ثم هددت بقطع الأموال عن المؤسسة الدولية.

وأشار إلى أن تصويت فرنسا لصالح عضوية فلسطين في اليونسكو ليس مؤشراً للتصويت بدعم الملف الفلسطيني في مجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.


تهديد إسرائيلي
وكانت إسرائيل قد هددت بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قبول فلسطين عضوا بمنظمة اليونسكو أمس الاثنين، واعتبرت أن "هذه الخطوة تمس بإسرائيل وتناقض بشكل فظ الالتزامات الأساسية التي قطعها الطرفان في عملية السلام، وهي حل الصراع بيننا بالمفاوضات المباشرة فقط".

نتنياهو اتهم عباس بالسعي إلى إقامة دولة
نتنياهو اتهم عباس بالسعي إلى إقامة دولة

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، في خطابه الذي افتتح فيه الدورة الشتوية في الكنيست، الرئيسَ الفلسطيني بعرقلة الجهود لاستئناف مفاوضات السلام.

وقال نتنياهو إن عباس يريد دولة دون اتفاق سلام، ويقوم بخطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة، ويعزز شراكته مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف "للأسف الشديد الفلسطينيون يواصلون رفضهم العودة إلى المفاوضات المباشرة، وبدلا من الجلوس معنا على طاولة المفاوضات اختاروا صك العهود مع حماس والقيام بخطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة، بما في ذلك خطوتهم اليوم".

وكانت 107 دول صوتت الاثنين لصالح انضمام فلسطين إلى اليونسكو، فيما صوتت 14 دولة ضد القرار وامتنعت 52 دولة عن التصويت. ومن أبرز الدول التي صوتت ضد القرار الولايات المتحدة وألمانيا وكندا، بينما امتنعت إيطاليا وبريطانيا عن التصويت، وصوتت فرنسا لصالح القرار، وهو ما فعلته أيضا كل الدول العربية وغالبية الدول الأفريقية والأميركية اللاتينية.

ويتطلع الفلسطينيون إلى أن يقرر مجلس الأمن الدولي طرح ملف طلبهم للعضوية على التصويت يوم 11 من الشهر الجاري، علما بأنهم يسعون لحشد الأصوات التسعة اللازمة لهم رغم إعلان الولايات المتحدة عزمها استخدام حق النقض (فيتو).

المصدر : وكالات