أقباط مصر يتظاهرون مجددا

مظاهرة لمسيحيين بالقاهرة احتجاجا على اعتداء على كنيسة باسوان
المتظاهرون طالبوا بتقديم المتورطين في الهجوم للمحاكمة (الجزيرة نت)

أنس زكي-القاهرة

تظاهر آلاف الأقباط  في العاصمة المصرية القاهرة مساء الثلاثاء، وأعلن كثير منهم اعتصاما مفتوحا أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون احتجاجا على ما قالوا إنه اعتداء على كنيسة تقع في مركز إدفو بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر.

وصب المتظاهرون جام غضبهم على محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد وطالبوا بإقالته، وذلك بسبب نفيه ما تردد عن اعتداءات على إحدى الكنائس، حيث أكد أنها لا توجد كنيسة في قرية "المريناب" من الأساس وإنما هي دار للضيافة لا تزال تحت الإنشاء.

وانطلق آلاف الأقباط من منطقة شبرا في شمال القاهرة ثم اتجهوا إلى ميدان رمسيس حيث افترشوا شارعي رمسيس و26 يوليو، ما أدى إلى تعطيل المرور وبالتالي نشوب مشاجرات مع  عدد من سائقي السيارات المارة، قبل أن يتوجهوا إلى منطقة ماسبيرو حيث يوجد مبنى الإذاعة والتلفزيون، مؤكدين أنهم سيعتصمون هناك حتى تتحقق مطالبهم.

وطالب المتظاهرون بضبط من وصفوهم بالمتورطين في الاعتداء على الكنيسة، كما طالبوا بإقالة المحافظ وأحرقوا صورا له، ورددوا هتافات معادية لوزير الداخلية منصور العيسوي بسبب ما وصفوه بـ"التقصير الأمني" في حق الأقباط.

صمت السلطات
وكان لافتا أن هتافات الأقباط امتدت، ربما للمرة الأولى إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الذي يتولى السلطة بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، حيث انتقدوا ما وصفوه بصمت المشير تجاه هذه الأحداث.

المظاهرة أعادت إلى الأذهان احتجاجات سابقة لأقباط بمصر (الجزيرة نت)
المظاهرة أعادت إلى الأذهان احتجاجات سابقة لأقباط بمصر (الجزيرة نت)

وقد قام المتظاهرون الذين رفع بعضهم الصلبان، بقطع طريق "الكورنيش" أمام مبنى التلفزيون، في حين قامت قوات الأمن مدعومة بعناصر من الجيش بفرض طوق أمنى حول المبنى الذي سبق أن شهد اعتصاما للأقباط استمر عدة أيام قبل أشهر قليلة بسبب حادث مشابه.

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء بدأت السلطات القضائية في مدينة إدفو التحقيق في بلاغ تقدم به محافظ أسوان يتهم عددا من موظفي الإدارة المحلية بالتلاعب في أوراق التراخيص الخاصة بإقامة مبنى كنيسة المريناب.

وتصاعد الجدل بشأن القضية في الأيام الماضية بعدما أكد مسيحيون وجود كنيسة لهم في أحد مباني المدينة، بينما أكد آخرون أن المبنى للضيافة، كما نشرت بعض المواقع تسجيلا مصورا لرجل دين مسيحي تحدث فيه العام الماضي مؤكدا أن المبنى مجرد خيمة تستخدم دارا للضيافة ولا توجد نية بتحويلها إلى كنيسة.

وتحول بناء الكنائس إلى مصدر توتر بين الأقلية المسيحية والأغلبية المسلمة في مصر بعدما دأب النظام السابق على سلوك طرق ملتوية للسماح ببناء كنائس جديدة، حيث كان غالبا يرفض التصريح بوضوح ببناء كنيسة على أن يقوم المسيحيون ببناء مبنى يستخدم لفترة دارا للضيافة أو جمعية خيرية ثم سرعان ما يتحول إلى كنيسة، مما كان يثير غالبا غضب بعض المسلمين من جيران المبنى.

المصدر : الجزيرة