تشييع ولي العهد السعودي وترقب خليفته

Saudi Royal family members and relatives the body of the late Saudi Crown Prince Sultan bin Abdel Aziz, at Imam Turki bin Abdullah mosque, on October 25, 2011 in Riyadh. World leaders, including rival Iran's foreign minister, poured into Riyadh to offer condolences on the death of Saudi Crown Prince, who passed away in the United States where he had been since mid-June for medical treatment.

عدد من أفراد العائلة المالكة السعودية يحملون جثمان الأمير سلطان (الفرنسية) 

شارك عدد كبير من قادة الدول العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء في تشييع جثمان ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي توفي السبت الماضي بمستشفى في نيويورك بعد صراع مع المرض، وتترقب الأوساط في داخل المملكة وخارجها الإعلان عمن يخلف الأمير الراحل.

ودفن الأمير سلطان (83 عاما) -وهو الابن الـ15 من الأبناء الذكور لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز- في مقبرة العود بمنطقة البطحاء وسط العاصمة الرياض، وهي منطقة شعبية معظم سكانها من الأجانب.

وكان قد دفن في نفس المقبرة الملك عبد العزيز (توفي عام 1953) وأبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، ويوجد بالجهة الجنوبية من المقبرة موقع خاص للأسرة المالكة.

وقد أدى العديد من قادة دول العالم صلاة الجنازة على ولي العهد الراحل، يتقدمهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، بينما أمّ المصلين المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.

وظهر العاهل السعودي -الذي أجريت له عملية جراحية الأسبوع الماضي- وهو يجلس على كرسي أثناء أدائه الصلاة على حثمان أخيه غير الشقيق الأمير سلطان حيث وضع كمامة طبية على أنفه.

وشارك بالتشييع عدد كبير من الزعماء والرؤساء والمسؤولين العرب والأجانب، إضافة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وعدد كبير من الأمراء السعوديين.

الملك عبد الله أثناء صلاة الجنازة وقد وضع كمامة طبية على أنفه (الفرنسية)
الملك عبد الله أثناء صلاة الجنازة وقد وضع كمامة طبية على أنفه (الفرنسية)

الخلافة
وينصب الاهتمام بعد التشييع داخل المملكة وخارجها على الخليفة المحتمل للأمير سلطان.

ويتولى حاليا الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز منصب نائب وزير الدفاع، في حين يتولى الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع، والذي يعتبر من الجيل الثاني بالعائلة المالكة.

وتشير التكهنات على نطاق واسع بالسعودية إلى إمكانية أن يصبح وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد خلال الأيام المقبلة.

والأمير نايف (78 عاما) هو الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الذي عينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في مارس/ آذار 2009.

وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ السعودية التي يموت فيها ولي العهد قبل الملك، وستختار هيئة البيعة التي تضم عددا من أمراء آل سعود ولي عهد جديدا خلفا للأمير سلطان.

وضمن آليات الخلافة التي أقرت قبل بضعة أعوام، عين الملك عبد الله أعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها أخيه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز.

التكهنات تشير إلى إمكانية تولي وزير الداخلية الأمير نايف ولاية العهد (الفرنسية-أرشيف)
التكهنات تشير إلى إمكانية تولي وزير الداخلية الأمير نايف ولاية العهد (الفرنسية-أرشيف)

هيئة البيعة
وتضم الهيئة 35 أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود، وهي مكونة من أبناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم أحد أبنائهم، يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.

وقال رئيس مركز "أسبار" للدراسات والبحوث والإعلام فهد العرابي الحارثي "مواد نظام هيئة البيعة تفيد بأن اختيار ولي العهد يتم عن طريق هذه الهيئة".

وأضاف "لكن الأمر الملكي الذي صدر به هذا النظام ينص على أن الملك وولي العهد الحاليين غير ملزمين أو لا تنطبق عليهما أحكام هذا النظام". وأشار إلى أن ذلك يعني أن "الملك قد يختار ولي العهد دون اللجوء إلى هيئة البيعة".

بدوره قال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر "هناك مرشح وحيد مطروح الآن ولديه النصيب الأكبر هو الأمير نايف بن عبد العزيز".

وأضاف "لا ننسى أنها المرة الأولى في تاريخ السعودية التي يتوفى فيها ولي العهد قبل الملك، لذا فإن نظام الحكم ينص على أن الملك يعين وليا للعهد ويسميه".

يُشار إلى أنه عقب وفاة الملك فهد بن عبد العزيز في أغسطس/ آب 2005 أتاح تقليد التوافق داخل الأسرة المالكة انتقال الحكم بسلاسة إلى الملك عبد الله.

المصدر : الجزيرة + وكالات