قمة سرت تنطلق اليوم

سمير عمر
القمة العربية تنعقد بغياب سبعة رؤساء عرب (الجزيرة)

تنطلق في مدينة سرت الليبية اليوم القمة العربية الـ22 التي اتفق على تسميتها قمة دعم صمود القدس المحتلة، في وقت استمر توافد القادة العرب على سرت للمشاركة في أعمال هذه القمة التي ينتظر أن تركز على سبل مواجهة السياسات الاستيطانية بالقدس ودعم صمود المقدسيين. 

وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية أمس الجمعة أن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل مرهونة بتجميد الاستيطان وإلغاء قرار بناء وحدات استيطانية في القدس المحتلة.

واستبعد موسى إمكانية إدخال تعديلات على المبادرة العربية للسلام، موضحا أنه سيتم إصدار بيان عن القمة بشأن عملية السلام وتطورات الوضع في فلسطين.

وقال موسى إن لجنة المتابعة استمعت خلال اجتماعها إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتقرير من رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات حول وضع عملية السلام والاتصالات الجارية بشأنها.

وحول مغادرة بان كي مون مبكرا للاجتماع، قال موسى إنه جاء للحديث معنا فقط، وهو أدان كل ما يجري في القدس والأراضي المحتلة.

حمد بن جاسم: إسرائيل تتصرف وكأن لها حصانة (الفرنسية)
حمد بن جاسم: إسرائيل تتصرف وكأن لها حصانة (الفرنسية)

معاقبة إسرائيل

من جهته انتقد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني المجتمع الدولي لعدم فرض عقوبات دولية على إسرائيل، مؤكدا أن إسرائيل تتصرف وكأن لها حصانة.
 
وقال الوزير القطري في كلمته أمام اجتماع لجنة المتابعة "إننا معنيون بالسلام فهو خيار إستراتيجي ولكن ما من خطوة اتخذتها الدول العربية إلا وردت عليها إسرائيل بخطوة إلى الوراء". ودعا المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته منتقدا "تعامل إسرائيل كأن لها حصانة فلا عقوبات دولية تتخذ بحقها".
 
وأضاف أن لجنة المبادرة العربية وافقت في الثالث من الشهر الجاري على بدء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين رغم اقتناعها بأنها غير ذات جدوى بسبب استمرار التعنت الإسرائيلي.
 
وتابع "لأن العرب أرادوا إعطاء ورقة للوسيط الأميركي وإذا كان من أمل لدى الوسطاء سيساندونهم، ولكن لن تكون هذه المساندة على حساب قضيتهم". وقال "إننا نستذكر ما صدر عن قمة الدوحة العام الماضي" مشيرا إلى أنها أكدت أن "مبادرة السلام لن تبقى على الطاولة إلى الأبد".
 
واعتبر أن التحرك العربي يجب أن يبدأ بإنجاز المصالحة الفلسطينية التي تأخرت كثيرا. وتابع "علينا إعادة قراءة المستجدات وأن نهيئ أنفسنا باستمرار للتعامل مع كل الاحتمالات المرتبطة بعملية السلام".

القذافي مستقبلا الرئيس السوداني عمر البشير (الفرنسية)
القذافي مستقبلا الرئيس السوداني عمر البشير (الفرنسية)

حضور وغياب

يأتي ذلك في وقت تواصل توافد القادة العرب إلى مدينة سرت للمشاركة في أعمال القمة، وتأكد غياب سبعة زعماء عن القمة التي تبدأ أعمالها اليوم السبت وتستمر حتى الأحد.
 
ويغيب عن القمة كل من الرئيس المصري حسني مبارك الذي يقضي فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجريت له في ألمانيا، إضافة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد.
 
كما تأكد عدم مشاركة الرئيس اللبناني ميشال سليمان أو أي مسؤول لبناني رفيع في القمة على خلفية اتهامات لليبيا بالمسؤولية عن اختفاء الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر عقب زيارته طرابلس عام 1978.
 
ولا يشارك أيضا في القمة ملك المغرب محمد السادس رئيس لجنة القدس، إضافة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني، في حين لم يتضح حجم المشاركة السعودية في القمة حتى الآن.
 
وقد وصل إلى ليبيا لحضور القمة كل من رؤساء الجزائر عبد العزيز بوتفليقة وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز والسودان عمر حسن البشير وفلسطين محمود عباس والصومال شريف شيخ أحمد وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والملك الأردني عبد الله الثاني.
 
وكان أول الواصلين إلى سرت عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين الشيخ سعود بن راشد المعلا ليترأس الوفد الإماراتي إلى القمة، كما وصل الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لملك البحرين ليترأس وفد بلاده، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني الذي سيمثل السلطنة.
 
ويشارك أيضا في القمة الرؤساء السوري بشار الأسد والتونسي زين العابدين بن علي واليمني علي عبد الله صالح. 
 
ومن المقرر أن يسلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئاسة القمة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي.
 
وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا في ختام أعمالهم الخميس بمدينة سرت على تعيين مفوض سام للقدس على مستوى جامعة الدول العربية يمثل الآلية التي تتولى إدارة دعم صندوق القدس. كما اتفقوا على تخصيص خمسمائة مليون دولار لدعم القدس.
المصدر : الجزيرة + وكالات